وآه من انفجار نشوة التذكار فى حدائق الخيال. هاهى ذا عيونها تطل. وعيونها بالنسبة لى قصران من حنان أصير بهما اثنين. أرى نفسى فى قاع العينين اثنين.
أكون عاشقاً لها مرتين. وأقسم أنى أسير خلال هواء مورق بحنان موسيقى إلى أن أسكن أنا فى أعماق الأعماق لعينيها فأذوب؛ فأتلاشي، فأولد، فأنسى ضجر الأيام، فأصرخ فيخرج صوتى موسيقى بلا كلمات؛ ولكن لحناً جارفاً ينساب كأنه نهر يمتد بفيضانه من الأرض إلى السماء.
..............................................................................وما أن أفيق من هذا الانفجار حتى أجد نفسى امام شجرة وقفت انا وهى امامها بحديقة الشلالات التى تتوسط الإسكندرية لنتمتم بكلمات الثقة بأن حبنا سيحيا إلى الأبد .
وياويلى من هذا القسم ، فهو يوخز قلبى بالتذكارات ؛ وهو من أسرع بها إلى مغادرة الكون لأنها لم تحتمل التمزق بين فيضان العشق وجفاف وخز مرور الأيام والساعات دون لقيانا .
آخر لقاء لنا كان أمام شجرة باريسية تنتصب أمام سفارتنا ، لتسألنى بضجر « ما الذى يشغلك عنى ؟ أجبت « يشغلنى عنك عجزى عن الحياة معك فى قرية زهرة البحر على « كوستا برافا».
وزهرة البحر هى «القرية التى تنام وتصحو على موسيقى أمواج المتوسط ، وهى التى شهدت زفافنا ثم قرارنا بأن نفترق، فمن غير المعقول أو المقبول أن أترك حياتى ككاتب لأعيش زوجا للأستاذة الجامعية بباريس ، ومن غير المقبول ان تترك رحلتها مع العلم والتى وصلت فيها لمكانة غير مسبوقة لتعيش زوجة لكاتب تتلاعب رياح السياسة بمستقبله ، فليس كل كاتب صحفى بالمحروسة هو محمد حسنين هيكل تحميه علاقته مع جمال عبد الناصر ولا كل كاتب صحفى هو من تهتز الصحف إن غاب قلمه عن القارئ ، يكفى أن مصطفى محمود الطبيب الذى انحرف عن الطب إلى الكتابة ؛ فكتب مقالا يعلق فيه على فيلم سينمائى خاص بمحاكمات النازيين فى نورنبرج ، وقرأ المقال منشورا رقيب محدود الخيال فقال إن مصطفى محمود يشبه ثورة 23 يوليو بالنظام النازى ، فصدر قرار بوقف مصطفى محمود عن الكتابة لعدة شهور ، وكنت واحدا من المحتجين على هذا الإيقاف ، ولما كانت هناك صداقة قديمة مستمرة بينى وبين أحد اساتذتى وهو مدرس اللغة الإنجليزية شوقى عبدالناصر شقيق جمال عبد الناصر؛ فذهبت للقياه وإبلاغه اعتراضى ، فابتسم متسائلا « أنت صديق لشعراوى جمعة الذى خرج من منصب نائب مدير المخابرات إلى منصب محافظ السويس ويكاد يكون قلمك هو الراعى الدائم لمدى جديته فى الحكم المحلى وهو أعلم منى بدهاليز قرارات الحجب والمنع بسابق خبرته « قلت لشوقى عبد الناصر « هم يقولون إن قرار منعه من الكتابة صدر من جمال عبد الناصر، ضحك شوقى عبد الناصر مذكرا إياى بأن أى مخبر يقبض على مشكوك فى أمره بسرقة دكر بط ؛ يقول تلك الكلمة « أقبض عليك بقرار من جمال عبد الناصر « وتساءل شوقى لحظتها « هل تظن أن الرئيس عنده وقت ليقول « امنعوا فلان عن الكتابة ؟ الرئيس ليس فى وقته مساحة لتلك التفاصيل الصغيرة «. طار خيالى لحظتها إلى تفاصيل جرت فى ديسمبر عام 1958 وأنا طالب بالسنة الأولى بقسم فلسفة آداب الإسكندرية حين أرسلت برقية لجمال عبد الناصر أعترض فيها على اعتقال أهل اليسار ، و رفض موظف التلغرافات بمحطة الرمل إرسال البرقية قائلا لى « يا ابنى أهلك عايزينك .. مش ضرورى تعمل فيها بطل» فاتجهت إلى حيث شوقى عبد الناصر الذى ضحك كثيرا مذكرا إياى بأن أمتنع عن مثل تلك الأفعال خصوصا وأن مسئول التنظيمات المضادة بالإسكندرية اسمه سعد عقل وهو لا يعرف وساطة ، ووعدنى بأن يتصل به كي لا يقترب منى لأنه يعلم مدى محبتى لثورة يوليو ولجمال عبد الناصر. ورغم ذلك فقد جاءت حبيبة القلب فى ثالث يوم من لقائى مع شوقى عبد الناصر لتقول لى إن ضابط حرس الكلية ناداها ليحذرها من علاقتها بي. وحين قلت لها «لا أصدق أن ثورة يوليو لا تقبل الخلاف معها . فقالت «هل سمح لك أحد أن تدخل دنيا الغرف السرية فى الدولة لتعرف ما الذى يدور فيها؟ يكفى أنك شكوت لمن يقدر على وقف مطارداتك لأنه شقيق جمال عبد الناصر, وقد لاتجد مثل تلك الحماية فى المستقبل . لى قريب يعمل بوزارة الداخلية وهو من قال لى «من الأفضل أن تركزى فى دروسك فأنت متفوقة؛ وتنتظرك بعثة لباريس كما وعدنى مسئول كبير فى وزارة التعليم العالي»، سمعتها بحب وثقة فى أنها تحلم بنجاتنا معا من أى قيود. كانت تعلم أن رأيى فى جمال عبد الناصر هو التقديس ، وأن أى تقصير إنما هو ابن لعدم فهم من المحيطين به ؛ فهم يبحثون عن الأمان لأنفسهم وضمان الترقيه ؛ وإن لم يحصلوا عليها فتكفيهم المغانم الحالية ، كشقة فارهة فى حى متميز أو سيارة صغيرة من شركة النصر أو عدد من إيصالات تسلم البوتجازات من مصانع الحكومة لبيعها فى السوق السوداء بمكسب لا يزيد على خمسة عشر جنيها أما الإيمان بأفكار ثورة يوليو فهو لا يتجاوز الهتاف فى المناسبات، وبقية الخريطة المصرية مشغولة فيما تتمنى أن يصلها من خدمات؛ كالوحدة المجمعة والجمعية التعاونية التى توفر السماد والبذور وآلات الزراعة الحديثة التى تعمل بأجر بسيط ؛ فضلا عن توفير العمالة لتنقية أشجار القطن من لطع الدودة ، وحماية حق سقاية الأرض فى مواعيد محددة . وهنا برز دور فئة جديدة من المستغلين ، كسكرتير الجمعية التعاونية أو طبيب الوحدة الذى يقوم بكتابة شهادات مزورة لعمر البنات ، وفوق ذلك عائلة العمدة وشيخ البلد والخفر الذين يكتبون أسماء أقاربهم فى كشوف عمالة تنقية الدودة أو جمع المحاصيل ، ويحصلون على أجور عن أعمال لا يقومون بها .
ولن أنسى أنا كاتب هذه السطور مشهدا لم يكف عن روايته زميلنا محمد زيدان محرر الشئون الزراعية بروز اليوسف . والمشهد عن فلاح راح يتسلم باقى مستحقاته من الجمعية التعاونية بعد خصم أثمان ما حصل عليه من خدمات فناوله سكرتير الجمعية روقة بعشرة جنيهات ، وكان يظن أن ما يستحقة هو ألف وخمسمائة جنيه ، ومن هول الصدمة ؛خلع الفلاح مداسه وهو «بلغة» شديدة القدم واخذ يلطم بها صارخا « عاش جمال عبد الناصر « ولولا مرور أحد ثوار يوليو بجانب الجمعية الزراعية لما تم التحقيق فى هذا الأمر .
كانت تفاصيل التحقيق تكشف اتساع المسافة بين ما أراده جمال عبد الناصر من وجود جمعية تعاونية زراعية تقدم السماد والبذور ومعدات الرى والحرث ؛ فضلا عن تحمل تكلفة العمالة الموسمية لتنقية اشجار القطن من لطع الدودة ، وجمع المحصول . وكانت تلك الأعمال هى البوابة السحرية التى دلف منها سكرتير الجمعية التعاونية بمشاركة العمدة وشيخ الخفر ومأذون القرية وطبيب الوحدة المجمعة ، وتمرجى الوحدة كى يكتبوا أسماء الزوجات والأبناء والاقارب كعمال فى كشوف العمالة الموسمية ، وطبعا يدفع الفلاحون أجورا لهؤلاء؛ أما مأذون القرية فمهمته منذ أول أبريل من كل عام ان يزرع الشائعة بأن الولد تحت سن التجنيد إن تزوج فقد يحصل على إعفاء ، ويشاركه طبيب الوحدة بكتابة شهادات تسنين للبنات تحت سن الخامسة عشرة فتكون الشهادة صالحة لعقد قرانها ، فإن تزوجت بالفعل فهناك نقود للطبيب عندما يحدث الحمل ويرهق الجسد غير المكتمل ، فإن ماتت البنت فهذا قضاء السماء ، وإن عاشت بعد استئصال رحمها صارت كالأرض البور، فيتزوج عليها الزوج الشاب .
جرى كل ذلك فى أرض المحروسة التى كان يجرى فيها بناء السد العالى ويغنى فيها عبد الحليم حافظ مطالبا العمل وتقديسه . وهو البلد الذى وافق على الوحدة مع سوريا لنؤسس اتحاد الجمهوريات العربية ، لكن نائب جمال عبد الناصر فى إدارة سوريا كان هو من فشل قبل ذلك فيما أوكل له من اعمال ، ولعل الفشل الذى مهد للنكسة العسكرية الهائلة فى يونيو عام 1967 كان اختيار عبد الحكيم عامر لهيئة مكتبه ، فقد كان من اختارهم لإدارة مكتبه فى دمشق هم من دبروا أمر انفصال سوريا عن مصر ، وتلك كانت بداية كل مانراه حاليا من تفتيت لسوريا التى تناثرت كقطع من فخار سقطت عليه قنابل أطماع الطوائف فيما جرى بعد ذلك من أحداث . وعن نفسى لا أنسى أبدا دموع صديقى وشاهد زواجى العميد عدلى شريف أحد العاملين بمكتب الفريق عبد المنعم رياض يوم استشهاد الفريق رياض على خط النار ، فمن بين دموعه التى حاول كتمانها قوله إن عبد المنعم رياض كان يعمل أثناء الوحدة مع سوريا فى القيادة العربية المشتركة ، وبعثه عبد المنعم رياض بأمر قتال محدود موجزه إطلاق عدد من طلقات المدفعية على الفرق الإٌسرائيلية التى تعمل على تحويل مجرى نهر الليطانى الواقع تحت هضبة الجولان ، فاستقبله على شفيق سكرتير المشير عبد الحكيم عامر الذى قال « قل للفريق رياض إن على شفيق ليس عنده مزاج لعرض مثل هذه الأمور على المشير عبد الحكيم عامر . وعاد عدلى شريف للقاهرة راغبا فى تقديم طلب إحالة للإستيداع ، فنهره عبد المنعم رياض قائلا « سيحتاجنا بلدنا فى وقت آخر ليس بعيدا.
وحينما وقعت كارثة النكسة العسكرية وكان على شفيق يمضى أياما من عسل مع المطربة مها صبرى ، وكان قد صحبها معه لرحلة باريسية فاشترت بالطو من فراء نادر ، واحتاس المسئول عن مصاريف الرحلة وهو يفكر فى كيفية تسجيل ثمن «البالطو»، وهداه تفكيره إلى أن يكتب ثمنه شراء كتب وجرائد” ّّّ!! . وطبعا بقية تفاصيل حياة مها صبرى وزوجها معروفة فقد خرج من السجن إلى لندن ليحاول العمل كسمسار أسلحة ووجدوه مقتولا بجانب حقيبة فيها عدة آلاف مؤلفة من الجنيهات الأسترلينية .
وبمناسبة ذكر صديقى عدلى الشريف ؛ لا أنسى إتقانه لعمله كضابط اتصال مع الصليب الأحمر بعد النكسة وكنت فى زيارته بمكتبه فى القيادة المشتركة فضحك وهو يبلغنى بأنى سأقضى معه الليلة فى مكتبه ، فلسوف تخرج بعد قليل فئة من مقاتلى مجموعة البطل إبراهيم الرفاعى ، ولن يغادر أحد المبنى إلا بعد عودتهم كأحد إجراءات الأمن ، وظللنا نتسامر إلى أن أغمضنا عيوننا ونحن على الكراسى الوثيرة الذى ضحك قائلا « كانت تلك المقاعد ضمن أثاث حجرة مكتب الفريق رياض عند صدور قرار تعيينه كأركان حرب القوات المسلحة لكنه أخرجها من مكتبه لفخامتها ، وقرر توزيع تلك الأطقم الفارهة على مكاتب العاملين معه واكتفى هو بمنضدة وضع عليها دوسيهات الضباط العاملين وراجعها ملفا من بعد ملف ليقرر من يبقى بالقوات المسلحة ومن يحال إلى الإستيداع .
وأكد ما ذكره لى عدلى الشريف عندما نشرت قيادة القوات المسلحة ثلاثة مجلدات عن حرب أكتوبر وتطابق ما رواه لى عدلى الشريف مع ما كتبه اللواء إبراهيم شكيب وكان يعمل بهيئة مكتب عبد المنعم رياض، وعند خروجى من مقر مكتب عدلى الشريف صباح اليوم التالى بعد عودة القوات من سيناء ناجحين فيما قاموا به من عمل ، صادفت وجها لم أحبه هو وجه نائب رئيس جمهورية اليمن السابق عبدالرحمن البيضانى ، وكنا نكرهه فى روز اليوسف لأنه كان كثير الزيارات لنا فيما قبل وأثناء حرب اليمن ويكتب مقالات مطولة ولم يكن يقرأها أحد وفوجئنا بعد نكسة يونيو أنه وكيل عدد من الشركات الأمريكية العاملة بالشرق الأوسط . ولم نجد من نسأله عن ارتباط عبدالرحمن البيضانى بالشركات الأمريكية . ويكفينا ما جرى فى حرب اليمن .
وكان أقرب المنازل القريبة منى هو دور تحت الأرض من البيت رقم واحد بشارع عمر بن الخطاب بمصر الجديدة وهو منزل صديق أيامى الفنان بسمى ميلاد إبراهيم الذى اختارته وزارة الخارجية كحلقة إتصال مع العميد عدلى الشريف وكان صديقنا د. فؤاد بشاى ميخائيل جراح التجميل الشهير لسنوات بنيويورك بعد أن هاجر إليها فيما قبل حرب أكتوبر كان الصديق يملك مفتاحا لشقة بسمى وضغطت على الجرس ليفتح لى فأسمع الحان السيمفونية التاسعة لبتهوفن التى يعشقها فؤاد ويرى أنها ملهمته أثناء إجراء الجراحات تماما كما كانت تؤنس وحدته عندما حمل معه من القاهرة عشرات الشرائط المسجل عليها سيمفونيات بتهوفن وهو فى اليمن أثناء عمله كضابط طبيب جراح بالجيش فى فترة التجنيد . وكان عدد من زملائه يتندرون عليه لأنه يحمل حقيبة ضخمة بها جهاز التسجيل والشرائط ، واحترف تشغيل جهاز التسجيل ببطارية سيارة « ّّ!! « . وكان معه مقاتل يعلم تماما أن عددا من أفراد عائلته من الإخوان المسلمين ، وكان كثير السخرية من حكاية شرائط بيتهوفن تلك ؛ وكان يقول لفؤاد ستجلس مع بيتهوفن هذا فى جهنم ، فهل ستطلب منه أن يعزف لك بفمه موسيقى السيفونيات تلك؟ وكان فؤاد يقول له ضاحكا « سياتى كل المؤمنين بإله واحد تحت شجرة وارفة فى الجنة وسيقوم بيتهوفن بالعزف لسيمفونياته كجزاء من الحق العادل لأنهم أحسنوا أعمالهم فى الدنيا .
وجاءت مهمة على جبل بعيد وفى مرمى البصر من مرمى الموقع الذى يوجد فيه فؤاد بشاى ، وكان من يقوم بالمهمة هو المقاتل الذى ينتمى بعض أفراد أسرته للإخوان ، وأصيب المقاتل بطلقة فى رقبته ، فقد كان البدوى من أبناء قبائل اليمن يجيدون التصويب . ولم يتمالك الطبيب فؤاد بشاى مشهد صديقه الذى يتنبأ له بعذاب جهنم بينما يؤمن فؤاد ان بيتهوفن سيعزف له السيمفونية التاسعة فى الفردوس ، ووجد فؤاد بشاى نفسه مندفعا للجرى والزحف وليس معه معدات إنقاذ سوى السماعة الطبية ، وما أن وصل إلى صديقه المصاب حتى تذكر أن فى محفظته موس حلاقة جديدا ، أخرجه ليجرى به فتحة فى عنق المصاب كي لا يختنق بالنزيف وقطع أنبوبة السماعة الطبية وأدخلها فى عنق المصاب وحمله على ظهره وسط طلقات الرصاص ، وبالفعل تم إنقاذه ليقول بعد الشفاء « كانت موسيقى بيتهوفن تختلط بتكبيرات الذكر وأنا غائب عن الوعى .
..................
تدور عقارب الساعة لتمضى شهور وسنوات ويتحقق النصر الذى وعدنا به عبد المنعم رياض ، وقد حققه مقاتلون من اختياره لمهامهم قبل أن يغادر عالمنا وأسافر إلى باريس لأجد نفسى فى مواجهة الأستاذة الجامعية التى سبق أن قلت لها ما قاله الشاعر إيلوار بأن العالم يبدأ منك وينتهى إليك .
ولم أكن أعلم أن أحاسيس الوحدة قد فتكت بها فغرقت فى عشق الطعام وزاد وزنها ليضغط على عمودها الفقرى ، ودخلت لإجراء جراحة بالمستشفى الأمريكى ، لتخرج منه جثمانا يحمل تمردا وإتهاما لى بأنى لم أصن العهد بأن تكون بداية العالم منها ونهايته إليها .
وحين سرت فى وداعها كانت دموعى احجارا ثقيلة تتهمنى بأنى لم استسلم لدور زوج الأستاذة، ولكنى امتلكت صفاقة القول لها
سأظل كثيرا بنشوة التذكار فى حدائق الخيال. ولسوف تصحبنى عيناك ، وأنت تعرفين أنها بالنسبة لى قصران من حنان أصير بهما اثنين. أرى نفسى فى قاع العينين اثنين. أكون عاشقاً لها مرتين.
وأقسم أنى سوف أسير إليك عندما ينتهى العمر ، فاراك عبر هواء مورق بحنان موسيقى إلى أن أسكن أنا فى أعماق الأعماق لعينيك فأذوب؛ فأتلاشي، فأولد، فأنسى ضجر الأيام، فأصرخ فيخرج صوتى موسيقى بلا كلمات؛ ولكن لحناً جارفاً ينساب كأنه نهر يمتد بفيضانه من الأرض إلى السماء.
وطبعا لم يكن هناك مفر من أن أكفكف دموعى على أيام الأحلام المتكسرة .
رابط دائم: