رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الخطط البديلة للجماعات الإرهابية

> جــميل عفيفــى
يتوقع البعض ان يتم انحسار دور الارهاب في منطقة الشرق الاوسط بعد الحصار على الدوحة من قبل بعض دول الخليج ومصر، مما يحتم على القيادة القطرية بوقف تمويل الجماعات الارهابية.

مما يسهل القضاء على التنظيمات الارهابية مهما اختلف اسمها كما ان اعلان الرئيس الامريكي ترامب انه سيتحالف مع روسيا للقضاء على الارهاب فى سوريا، والعراق، وستضحى الدول العربية بعيدة تماما عن ايدى الجماعات الارهابية، ليعود الاستقرار مرة أخرى وتبدأ عمليات البناء والتنمية، على الرغم من ان تلك العمليات ستؤكد ذلك إلا ان الواقع يختلف تماما عما يحدث.

بداية يجب ان نعلم أن الجماعات الارهابية على اتصال ببعضها البعض مهما بعدت المسافات بل والقارات ايضا، فهناك فروع لتنظيم القاعدة فى العديد من الدول والمناطق، وصلت الى دول افريقية، وكذلك بالنسبة لداعش وهناك عناصر اخرى عديدة فى العديد من الدول.
ومن المعروف ايضا ان من يقاتل ضمن التنظيمات الارهابية المختلفة فى سوريا والعراق، يحملون جنسيات مختلفة تصل لاكثر من 80 دولة حول العالم، وهؤلاء يصعب عودتهم مرة أخرى الى بلادهم فى ظل الاجراءات الأمنية المشددة التى تتخذها اغلب الدول، لذا لن يخاطروا بالعودة مرة اخرى خشية إلقاء القبض عليهم والتحقيق معهم، لذا فهم سيبحثون عن ملاذ آخر آمن ينتقلون اليه لتكون فترة هدنة، للبدء فى تنفيذ مخطط جديد يكلفون به من قبل من أسس تنظيماتهم.
والحقيقة ان عمليات التراجع التكتيكى الذى تنفذه، تلك التنظيمات خلال الفترة الاخيرة امام هجمات الجيش العراقى والسوري، فهو ليس دليلا على هزيمة ساحقة لتلك التنظيمات ولكنه انسحاب للهروب من تلك المنطقة التى اصبحت تزداد صعوبة عليهم فى ادارتهم للعمليات القتالية فيها، لذا جاءت عمليات الانسحاب المحسوبة من اجل الحفاظ على القوة، وايضا البدء فى التفاوض للانتقال الى ارض اخرى أو طريقة اخرى أو دولة اخرى.
وعمليات الهروب هى التى ستكون صعبة بالنسبة للجماعات الارهابية لانها ستكون عبر الحدود البرية أو البحار للانتقال الى اماكن اخرى، وأعتقد انه من الممكن ان تبدأ تلك العناصرالاجرامية فى الانتقال بأى صورة كانت الى منطقة القرن الافريقي، وبالاخص الى الصومال حيث إن تلك الدولة وعلى الرغم من محاولات التهدئة فإنها مازالت ارضا خصبة للارهاب والارهابيين، ومن الصومال قد يتغلغل هؤلاء الى القارة الافريقية والتحالف مع الجماعات الاخرى هناك مثل القاعدة، وبوكو حرام وغيرهما، أو قد تصل تلك الجماعات الى ليبيا، لاستغلال حالة الفوضى الموجودة هناك والتحالف مع الجماعات الارهابية الموجودة هناك والبدء فى دعم العمليات العسكرية ضد الجيش الليبي، ومحاولة تهديد الدول الحدودية لليبيا.
وبالطبع فإنه من الصعب لتلك الجماعات الوصول الى سيناء للتعاون مع التنظيمات الموجودة بها، نظرا لإحكام الجيش المصرى قبضته على جميع المنافذ البرية والبحرية واصبح من المستحيل التسلل الى سيناء.
الخطر فى تحرك تلك العناصر الارهابية من اماكنها واعادة انتشارها فهى بالطبع ستؤثر بشكل رئيسى على الامن القومى المصري، وبالاخص اذا وصلت الى منطقة القرن الافريقي، فهى بالطبع ستهدد عمليات الملاحة فى البحر الاحمر وقناة السويس، بالاضافة الى عمليات القرصنة على السفن التجارية.
كما ان وصولها الى دول افريقية اخرى قد يهدد دول حوض النيل، وتخلق العديد من الازمات بها، وفى حالة وصولهم الى ليبيا، فانها ستكون تهديدا مباشرا للامن القومى المصري، وفى كل الاحوال يجب ان ندرس جيدا ابعاد ما سيحدث فى حال انتقال التنظيمات من المناطق المشتعلة الآن.
من الواضح الآن ان التنظيمات الارهابية لن تبقى فى اماكنها وستعيد انتشارها فى العديد من الدول التى ربما تم التنسيق مسبقا لتكون الخطة البديلة، ولكن على الجانب الآخر يجب ان يكون هناك تتبع حقيقى لتلك العناصر، والتأكد من القضاء عليهم تماما وليس تركهم يهربون لأنهم سيعيدون انتاج انفسهم بشكل أو بآخرفى مناطق اخرى يشعلونها من جديد، ويهددون امنها واستقرارها، ولا يمكن ان ننسى ما فعله تنظيم القاعدة من قبل ذلك، وخلقه فروعا جديدة له فى اماكن عديدة من العالم، فمن الطبيعى الآن ان يتم تتبع جميع العناصر، حتى اذا وصلوا الى بعض الدول يجب التنسيق مع تلك الدول للقضاء عليهم، وعدم اعطاء مساحة لهم على اى ارض، لانهم سينشطون بشكل كبير.
إن روسيا عندما اشتركت فى الحرب ضد داعش فى سوريا كان هدفها الاول والاخير القضاء على من يحملون الجنسية الروسية، أو الجمهوريات الاخرى عن طريق تقنية حديثة تستطيع ان تحدد وجود تلك الجنسيات بواسطة الصوت وتحديدالاحداثيات ليتم ضربهم، واستطاعت بالفعل روسيا القضاء على الآلاف منهم، ومطاردة الباقين، فهى لا ترغب فى ابقاء اى شخص فيهم حيا لانه فى المستقبل سيشكل تهديدا لروسيا.
اذن فعلى جميع الدول الاخرى ان تحذو حذو روسيا حتى يتم تقويض تلك الجماعات بالكامل.

[email protected]

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق