رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى تايوان: فريدى ليم ..من الغناء إلى السياسة

> شيماء مأمون
ترك عالمه المختلف والمليء بالصخب متجها إلى عالم أخر ملىء بصخب أكبر وهو عالم السياسة وذلك بعد أن تخلى عن مهنته التى امتهنها على مدار عقدين من الزمن، ليوجه كامل طاقته للعمل السياسى كعضو فى البرلمان التايوانى..

انه فريدى ليم مغنى الروك التايوانى الذى قرر أن يخوض غمار الحياة السياسية كى يدافع عن استقلال بلاده من خلال مشاركته فى الانتخابات النيابية العام الماضى ضمن قوائم حزب القوة الديمقراطى الجديد المناهض للصين.

برز اسم فريدى كأحد قادة حركة الشباب التى تهدف إلى استقلال تايوان وذلك عقب سلسلة الاحتجاجات التى تصاعدت ووصلت إلى حد إحتلال مئات الطلاب برلمان تايوان فى عام 2014 احتجاجا على صفقة تجارية مع الصين، وقد شكل هؤلاء الشباب حركة انضم إليها الآلاف من أنصار الطلاب فى الشوارع عرفت باسم حركة "عباد الشمس" والتى اعتبرت بمثابة وسيلة للتعبير عن الإحباط الذى يعانى منه الشباب وكان فريدى ليم من بين الشخصيات الأكثر تصدرا للمشهد فى تلك المظاهرات، بصفته المطرب الرئيسى لتلك الحركة .

فريدى ليم الذى يبلغ من العمر ٤١ عاما يشغل حاليا منصب رئيس منظمة العفو الدولية فى تايوان، وهو الأمر الذى جعله يقوم بجولات على مدار ثلاث سنوات فى جميع أنحاء أوروبا وأمريكا واليابان كى يحشد الشباب التايوانى لإحداث تغيير حقيقى نحو تحقيق الديمقراطية، أما عن عمله كمطرب روك يقول ليم: "بصفتى شخصا تايوانيا، تعرفت على عالم مختلف من الغناء المختلف، وهو عالم الميتال المثير والذى عرفت من خلاله الأساطير التايوانية والقصص الشعبية ليتم توظيفها كمصدر لكلمات الأغانى، ولذلك أصبحت وسيلة مهمة وأساسية لبناء هويتى وتعمقى فى التاريخ التايوانى" . كما عاصر ليم أيضا على حد قوله فترة النضال الذاتى التى شهدتها تايوان فى أواخر سبعينيات القرن المنصرم تلك الفترة التى عرفت باسم "الأعوام العرفية" و تعد من أكثر الفترات المظلمة فى التاريخ التايوانى حيث تعرضت خلالها تايوان لحكم الحزب الواحد من قبل الحزب القومى، وبموجب القوانين العرفية فقد سعت الحكومة القومية إلى إنشاء هوية صينية موحدة حتى لو أضطر الأمر إلى استخدام القوة لا سيما فى المدارس التى قامت بتعليم التاريخ الصينى بدلا من تاريخ تايوان ومعاقبة الأطفال الذين يتحدثون التايوانية .

ووفقا للتقرير الذى نشرته صحيفة "نيويورك تايمز "فإن العلاقات المتوترة بين تايوان والصين تعود إلى وقت أن فرت الحكومة القومية بقيادة تشيانج كاى شيك إلى تايوان بعد الثورة الشيوعية فى عام 1949 وإعلانها أنها الحكومة الشرعية فى تايوان، إلا أن الصين مازالت تدعى أن تايوان جزء من أراضيها. غير انه مع مرور الوقت، بدأت تايوان بممارسة التحول الديمقراطى فى أواخر ثمانينات القرن الماضى مما ساعدها فى تشكيل هوية سياسية ووطنية مستقلة، غير انه بالرغم من تلك التطورات فإن البعض فى تايوان لا يزالون يأملون فى التوحد مع الصين غير أن أكثرية التايوانيين لا يشعرون بأى صلة تذكر بالصين، وذلك وفقا لدراسة استقصائية أجريت عام 2016 أجراها مركز دراسات الانتخابات فى جامعة تشنجشى الوطنية، فإن أكثر من 58% من الناس لا يعرفون سوى أنهم تايوانيون مقابل فريدى ليم مغنى الروك التايوانى 17٫6٪ فى استقصاء تم القيام به عام 1992 ويتجلى هذا الاتجاه بشكل خاص لدى الشباب فى تايوان، ويقول ليم فى هذا الشأن "إن الجيل الأصغر يختلف تماما عن والديه. " ويمكن القول ان تشكيل حزب القوة الجديد منذ أكثر من عام والذى يتبعه فريدى ليم ورفقاؤه لايزالون فى مرحلة الانتقال من مجرد نشطاء إلى سياسيين حقيقيين، خاصة أنهم يشغلون خمسة مقاعد فقط فى البرلمان التايوانى الذى يضم 113 مقعدا، لذلك فإن هدفه المعلن المتمثل فى تهميش الحزب الوطنى وأن يصبح احد أهم الأحزاب السياسية الرئيسية فى تايوان مع الحزب التقدمى الديمقراطى لازال بعيد المنال. إلا أنه لا يمكن إنكار أن حزب القوة الجديد يعد واحدا من أهم جماعات المعارضة الأصغر حجما التى تهدف إلى كسر شوكة الحزب الحاكم المؤيد للصين.

وقد صرح ليم بأنه يركز الآن على الأولويات الداخلية لحزبه، والتى تشمل تغيير عمليات الاستفتاء والإقالة فى تايوان .مضيفا: عندما يكتسب المجتمع المدنى والأجيال الصغيرة مزيدا من النفوذ سوف تعزز تايوان مشاركتها فى مجال حقوق الإنسان على الساحة العالمية .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق