استوقفتنى رسالة القارئة التى روت لك فيها حكايتها مع زوجها الذي قاست منه الأمرين، ثم طلقها وأخذ منها أولادها، وتزوج بأخرى عذبت الأولاد،
وأنها تعيش بلا عائل بعد أن هجرها, مع أن عائلته كبيرة ومرموقة، وإني أتساءل: هل توجد نساء بهذا الوصف الآن؟.. كفاكم مساندة لهن حتي أصبح الرجال لا يجدون زوجة، وإن وجدوها فإنها تثقل عليهم بالطلبات بسبب مثل هذه الروايات، ويكفي أن بعض وسائل الإعلام بنشرها «دموع التماسيح» قد تسببت في صدور قوانين غلت يد الرجل في بيته علي زوجته واولاده في حين أنه إذا اشتكي من ظلم وقع عليه من زوجته وأهلها فإنهم يتجاهلونه, كأن الرجل لابد أن يكون مفتريا. لقد أضرت مشكلة سن الحضانة والرؤية الرجال بل والبيوت ذاتها وارتفعت معدلات الطلاق إلي40% بسببها، وإني أتساءل: هل هناك مهانة للرجل أكثر من أن يرتدى ملابس امرأة لكي يقترب من الشارع الذي تقيم فيه مطلقته لكي يتمكن من رؤية ابنته؟!
> ولكاتب هذه الرسالة أقول :
لكل طرف دائما حجته وبراهينه علي موقف العداء الذي يتخذه من شريك حياته فكاتبة الرسالة قاست كثيرا في حياتها, وأرغمها زوج والدتها علي الزواج من شاب رأي فيه وسيلة للخلاص منها, فحدث ما حدث, والواقع يؤكد ما قالته عن مرض ابنتيها، والضرب الذي تعرضتا له علي يد زوجة أبيهما فما هي دموع التماسيح إذن التي تتحدث عنها؟.. لقد دفعتك ظروفك المؤلمة مع مطلقتك إلي تعميم خاطئ فليس كل الرجال ملائكة, وليست كل السيدات تماسيح. إن الزواج يقوم علي مبدأ مهم هو عدم استغناء كل من الزوجين عن الآخر, بحيث يكون هناك تقدير متبادل بينهما, ولا تعني قوامة الرجل أن يفعل ما يحلو له, فلقد تعرضت هذه القوامة في زماننا هذا لمغالطات شديدة، ويقول الحق تبارك وتعالي «وعاشروهن بالمعروف», وهكذا أعلي الإسلام قيمة الزواج، وجعل الحب من صفات المؤمنين والمؤمنات, وفي ذلك يقول الحديث الشريف: «لا يفرك مؤمن مؤمنة, فإن كره منها خلقا, رضي منها آخر».. أي أنه لا يبغضها، ويجعل دائما هناك مجالا للمودة والرحمة بينهما، أما عن القوانين التي غلت يد الرجل في بيته وأولاده، فإنها مثار حديث طويل، ويقتضي الأمر مراجعة شاملة للقوانين الخاصة بالأسرة, فهناك مشكلة كبري تصل إلي حد الأزمة فيما يتعلق بحق الرجل في رؤية أبنائه وهم في حضانة مطلقته، وسوف تجد الحل المناسب عندما يتحرك أولو الأمر.. فهون عليك، ولا داعي لأن ترتدي ملابس النساء كما تقول لكي تتمكن من الذهاب إلي الشارع الذي تسكن فيه مطلقتك وتشاهد ابنتك.. وإلي أن يصدر حكم المحكمة بتمكينك من رؤيتها بانتظام أنصحك بأن تسعي إلي عقد مجلس عرفي يجمع كبار عائلتيكما، فإن تريدا إصلاحا يوفق الله بينكما, وهو علي كل شيء قدير.
رابط دائم: