للعام الثانى على التوالى برعت النجمة يسرا فى أدائها لدور « نعيمة» المرأة الكادحة التى كانت تعمل فى صباها كخادمة، وبعد تقدمها فى العمر تعمل فى طهى الطعام، وتشغيل الفتيات الفقيرات فى البيوت، من خلال مسلسل « الحساب يجمع» تأليف محمد رجاء، وإياد عبدالمجيد، إخراج هانى خليفة، وأضافت النجمة الكبيرة إلى الدور حياة لم نعهدها حديثا فى الدراما المصرية، واستطاعت تغيير جلدها، وتقديم أداء بسيطا سلسا، مليئا بالتوهج الفنى والتلقائية، بفضل صدق أدائها.
ومن أول الحلقات إلى نهايتها خطفت يسرا الأبصار، وكسبت الرهان، فالكل توقع أن تخرج يسرا من دائرة نجومية «نجوم رمضان» هذا العام بعد نجاحها الكاسح العام الماضى فى مسلسل « فوق مستوى الشبهات»، وقلنا ستقدم مسلسلا « لطيفا» وأداء جميلا كعادتها دائما، لكنها لن تكون المفاجأة!، خاصة بعد التكتم على تفاصيل العمل، وتغيير اسمه أكثر من مرة، لكنها فاجأت الجميع وخرجت من جلبابها، وتحدت نفسها وغامرت، وقدمت واحدا من أهم أدوارها الفنية على الإطلاق، حيث جاءت «نعيمة» بكل تفاصيلها الإنسانية من قوة وضعف، وحب وكره، ومكر ودهاء، وطيبة وحنان.
ياسر جلال ..... مفاجأة الشهر
شهد ماراثون رمضان هذا العام مفاجآت عديدة، من أهمها النجاح الكبير الذى حققه النجم شديد الموهبة ياسر جلال فى أول بطولة مطلقة له من خلال مسلسل « ظل الرئيس» تأليف محمد إسماعيل، وإخراج أحمد سمير فرج، حيث استطاع أن يكون مفاجأة الشهر الكريم بدور «يحيى نور الدين» ضابط الحراسات سابقا، ورجل الأعمال حاليا، حيث عاش ياسر فى جلباب الضابط يحيى نور الدين، وطوال فترة التصوير تفاعل مع الشخصية واندمج مع مشكلاتها، وتجرع أوجاعها، وعاش تجاربها، وعانى عذاباتها.
ومن شاهد ياسر أو «يحيى نور الدين» سوف يلاحظ قوة أدائه الذى يبدو جليا بأسلوب السهل الممتنع الذى يتسلل فورا إلى الوجدان، بعدما صار الآن أكثر نضجا فى الأداء والتعبير والإحساس، وأكثر قدرة على الإمساك بتفاصيل الشخصية، وانفعالاتها، وأدق مشاعرها.
قدم «ياسر» الدور بفهم كبير، واستطاع إبهار الجميع بتمكنه الشديد من الإمساك بأدق تفاصيل الشخصية، وتقديم مشاهد الأكشن والأثارة والحركة ببراعة كبيرة تحسب له، وأجاد تماما فى تقديم المشاهد الدرامية وكان من أهم مشاهده ، مشهد اغتيال ابنه وزوجته ووفاتهما، وأبكى الجميع بمشهد نزوله للقبر لدفن ابنه، كما قدم أكثر من مشهد صامت كانوا معبرين جدا من خلال نظرات عينيه، وكان « الحصان الأسود» فى دراما رمضان هذا العام.
عبقرية صابرين ... ومتعة التمثيل
مازالت صابرين تحافظ على مساحة تألقها، وهذا ليس مصادفة، فالناجحون بالمصادفة سرعان ما يأفل نجمهم بعد خطوة أو خطوتين من بداية الطريق، لكن النجاح الحقيقى هو ذلك القائم على الدأب والاستمرار، ويبقى فى الغالب لأن وراءه عناصر كثيرة تدعمه وتساعده، أهمها الموهبة والحضور والثقافة والذكاء فى اختيار الأدوار، وصابرين تحمل بين جوانحها كل ذلك، إضافة لحرصها الشديد على بذل أقصى جهد فى أى عمل فنى تقوم به، فتحرص على قراءة السيناريو بعناية وتعيش داخل تفاصيله قبل بدء التصوير، وتحفظ الحوارعن ظهر قلب، فالفن بالنسبة لها ليس فستان شيك، ولا مكياج صارخ، ولا إكسسوار حديث، ولا سهرة حلوة، لكنه مسئولية ورسالة مهمتها تهذيب وإصلاح المجتمع، لهذا تراهن دائما على موهبتها شديدة النضج، ومن دور لآخر تؤكد للجميع أنها قادرة على إبهار الجميع، وتعلم الأخريات بهدوء ودون خطابة كيف تصنع الفنانة تاريخا فنيا مشرفا باختياراتها الذكية وثقافتها العالية وانصهارها فى أدق تفاصيل الشخصية.
هذا العام اختارت بعد بحث وترو شخصية « زينب الغزالي» فى رائعة وحيد حامد « الجماعة 2»، وكانت صابرين هى درة العمل وجوهرته البراقة، فعاشت بقوة فى جلباب «زينب الغزالي»، وعزفت على مشاعرنا وأحببنا معها الشخصية، وكان لديها أكثر من مشهد رائع أهمها المبايعة بينها وبين حسن البنا، وحديثها مع حسن الهضيبى فى أكثر من مشهد، فقدمت روح زينب الغزالى ببراعة.
حنان مطاوع ... الحرباء
أدركت النجمة الشابة حنان مطاوع منذ نعومة أظفارها فن تذوق علم الجمال التمثيلى فى تجلياته الإبداعية التى ترتبط بالمشاعر والأحاسيس، فغرفت الفن من نبع والدايها «كرم مطاوع ــ سهير المرشدي» وعرفت كيف تخاطب الروح والوجدان من خلال أعمالها الفنية، فبرعت فى العزف على أوتار الاحساسيس والمشاعر الإنسانية الدافئة، وتولدت لديها مبكرا حرفة التغيير فى حالتنا النفسية من تنشيط أو تثبيط، وأتقنت صناعة الانشراح المصحوب بالأمل، ووصلت إلى جوهر الشعور بالانقباض جراء الفعل الدرامى الحاد فى حياتنا التى تعتريها أحيانا لحظات من الانكسار والضياع فى متاهات الغربة والعذاب، فجاءت أدوارها العذبة لتغمرنا بعواطف الحب والحماسة، محملة بعواطف الشجن، بدور الفتاة البسيطة « ليلي» التى تعيش فى حارة شعبية وتعمل لتعول أخواتها رغم وجود والدتها فى مسلسل « طاقة نور»، والدور الثانى فى مسلسل «هذا المساء» الذى تجسد فيه شخصية «عبلة» التى تمتلك مطعما فى منطقة شعبية. وآخر أدوارها كان فى مسلسل « حلاوة الدنيا»، واستطاعت أن تتلون كالحرباء فى هذه الأدوار، وتقدم كل عمل بشكل مختلف تماما .
عبدالمغنى وحلاوة التقمص
أجمل لحظة فى حياة الفنان، حين يقف على منصات التتويج لتكريمه عن دور قدمه أو شخصية أبدع فى تجسيدها، تلك اللحظة تمنحه الشعور بالرضا عن موهبته، والإحساس بالثقة فى نفسه واختياراته، لكن الأجمل من هذا وذاك أن تكون فاتورة حبه خالصة من جانب جمهوره الذى يبادله الشعور أولا باول.
والنجم محمود عبدالمغنى من هؤلاء حيث يعيش الآن أجمل أيام عمره، حيث حقق نجاحا لافتا فى شهر رمضان من خلال الثلاثة أدوار التى لعبها، وكان على مدار الشهر مثار إعجاب كل من شاهد أدواره.
رابط دائم: