رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

البابا تواضروس: الأوطان أبقى من الكنائس.. ولا ننتظر مكافأة من أحد

أشرف صادق
ماهى أسرار وخفايا الموقف من ثورة ٣٠ يونيو التى أيدها الأقباط بشدة وساندوها أغلبيتهم بل جميعهم بداية من رأس الكنيسة البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، وحتى عامة الافباط والبسطاء الذين خرجوا الى الشارع جنبآ الى جنب مع ملايين المصريين دون أى تصنيف دينى أوعرقى أو عمرى أو جنسى، عندما سألت البابا:

هل كانت مغامرة ما قمتم به فى ٣٠ يونيو ام موقف لم يكن هناك مفرآ منه؟ كيف حسبتها وهل استشرت أحد من الاساقفة او المجمع المقدس؟ وماذا وراء عبارتكم الحكيمة يمكن ان نعيش فى وطن بلا كنائس ولكن لا يمكن ان نعيش فى كنائس بلا وطن - فالاوطان أبقى من الكنائس ،؟

قال لى: الأوطان أبقى من الكنائس ، فالوطن هو الإحتياج الأول للإنسان ، كما يحتاج الى بيت وسكن، الاحتياج الثانى للإنسان هو وجود مكان للعباده ، فكيف يوجد مكان للعبادة ولا يوجد وطن ومكان للسكن ، وبالتالى الوطن يتحقق أولا، فممكن أكون فى مكان ليس فيه كنيسه وأصلى ، وممكن إذا سافرت الى بلد ليس فيه كنيسه قبطيه أرثوذكسيه أذهب الى بيت صديق ونصلى معآ .

وتواجدنا مع فضيلة شيخ الأزهر الشريف ورموز المجتمع المصرى فى ثورة ٣٠ يونيو هو إنحياز لإراده شعبيه وحركه شعب وثورة شعب، ولم يكن هناك وقت للمشورة والتشاور فالدولة كلها كانت تغلى ونزلت للشارع لتعبر عن رأيها ورفضها للنظام الذى كان موجودآ، ولتصرفات كثيره كانت ظاهره ، وشاهده للعيان .

سألته : ماذا تقول عن علاقتكم بالرئيس السيسى وما هى المكافأة التى ينتظرها الأقباط بعد كل ما تحملوه فى السنوات الماضيه بعد ثورة ٣٠ يونيو وما قبلها؟

أجاب : نحن لا ننتظر مكافأة، نحن نعبر عن موقف كنسى وطنى ثابت فى حياتنا ، ولم نصنع مواقفنا من أجل مكافآت، وعلاقتنا كمصريين، بالسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى علاقة طيبة، هو إنسان يحترم الجميع ، ويقدر كل واحد فى مكانه، العسكرى فى موقعه، والعالم فى معمله، والمسلم فى مسجده، والقبطى فى كنيسته، كل إنسان حسب تخصصه وبحسب وضعه، وأعتقد ان هذه أولى خطوات النجاح وهى إحترام وعدم تهميش أى إنسان مادام يعيش على أرض مصر .

وبعيدا عن وجهة نظر البابا تواضروس الصائبة فعلى أرض الواقع جاءت ثورة ٣٠ يونيو لتؤكد مجددآ أن وطنية الاقباط راسخة رسوخ الحضارة المصرية العظيمة عبر آلاف السنين وأنهم جزء لا يتجزأ ولا ينفصل عن الحركة الوطنية، وأن من يراهن على اللعب بورقة الفتنة الطائفية هو خاسر وجاهل بطبيعة المصريين أقباط ومسلمين، وقد نجحت ثورة ٣٠ يونيو فى إنصهار المصريين جميعا وراء قيادتهم الواعيه رافضين الحكم الفاشى الدينى متمسكين بالدولة المدنية التى تحافظ على الهوية المصرية شديدة الخصوصية .

وقبيل ثورة يونيو الشرارة الأولى لثورة (٢٥ يناير ٢٠١١) بدأت حقآ بالنسبة للأقباط والكنيسة فى ليلة رأس هذا العام عندما وقعت حادثة كنيسة القديسين فى تمام الساعة الثانية عشرة وعشرين دقيقة فجرا و التى راح ضحيتها ٢٥ شهيدآ وأكثر من ٩٠ مصابا، ولا ينسى المتابعون للشأن السياسى والقبطى أنه فى جنازة ضحايا كنيسة القديسين هتف المشيعون ضد مبارك ووزير الداخلية وقتها حبيب العادلى وبعدها خرج الاقباط خارج أسوار الكنيسة يدينون الحادث ويتهمون النظام بتدبير الحوادث الطائفية لإلهاء الشعب عن فشله السياسى وتمرير مشروع التوريث وانضم شباب الأقباط الى الثوار فى ٢٥ يناير كجزء من الشعب الذى خرج عن صمته ليعبر عن هذا الغضب خارج أسوار الكنيسة، ليرفعوا علم مصر بدلا من الصليب، وربما كانت الحوادث الطائفية كحوادث الاعتداء على كنائس صول وإمبابة والمريناب بعد شهر واحد من سقوط النظام فى الحادى عشر من فبراير 2011 بمثابة الدافع لدى الاقباط لانفصالهم السياسى عن السلطة الكنيسة وخروجهم إلى الشارع والنزول الى ملعب السياسة لممارسة دورهم كمواطنين لهم كل الحقوق وعليهم جميع الواجبات.

البابا تواضروس علق على مشاركة الأقباط الفاعلة ومشاركته شخصيا فى ثورة ٣٠ يونيو المتممة لأهداف ثورة ٢٥ ينايرآ قائلا: «ما قامت به الكنيسة المصرية هو إحياء للدور الوطني، في 30 يونيو كانت جموع الشعب بمختلف انتماءاته في حالة غليان ورفض للوضع الحاكم، لهذا فأنا اعتبر أن ما فعلته يوم الثالث من يوليو كان وسيلة تعبير، فأنا لا استطيع أن أشارك في التظاهرات.. مشاركة الكنيسة في الثالث من يوليو 2013 كانت «وطنية وليست سياسية»، ولصالح مصر كما قلت في كلمتي بعد البيان».

وتساءل البابا تواضروس: «هل يكون كل الشعب المصري ثائراً في الشارع وأنا جالس في مكاني؟، فحث الناس على التفاعل المجتمعي هو أمانة ومسئولية، ومصر أشبهها بمعبد الكرنك حيث الأعمدة الشامخة التي تحمله، وتضم الكنيسة المصرية والأزهر والقضاء والجيش والفن واللغة لا يمكن استثناء إحداها».

وأضاف، أن «الكنيسة الأرثوذكسية اشتركت في اللجنة التأسيسية للدستور وفي صياغة مواده وهددنا بالانسحاب عندما رفضنا الموافقة على بعض المواد وبعدما تعدلت وافقنا».

مواقف الأقباط الوطنية وما قدموه من تضحيات خلال ثورة يناير وما تلاها من أحداث جاء بثمار جيدة ربما أهمها صدور قانون بناء الكنائس وقال البابا تواضروس إن قانون بناء وترميم الكنائس بمثابة صفحة جديدة يقدمها المجتمع ويصحح خطأ مضى عليه أكثر من 160عامًا. وأشار ، إلى أن القانون يصحح ويضمد جراحا كثيرة وخطوة للاستقرار والمواطنة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق