رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«30 يونيو» ظلمها المنتجون فى السينما والدراما
«أيام الثورة والغضب» لوحيد حامد أول فيلم يرصد عام الإخوان الأسود

علا الشافعى
يبدو أن السؤال أصبح حتميا لماذا لا نتعامل مع الأحداث التاريخية في حياتنا بجدية شديدة اذا كنا نتساءل حول حرب أكتوبر المجيدة وأنه لا توجد أعمال حتى الآن أعمال تليق بحجمها ..

وهو الأمر الذي يتكرر دائما مع الاحداث التاريخية والسياسية وعادة ما تكون الحجة هي الامكانيات وضعفها، في حين أن بعض الكتاب والمفكرين يرون أن أي حدث تاريخي أو مفصلي يجب أن يمر علي الأقل 6 أعوام ليتم بعدها تناول هذا الحدث وتداعياته وهي وجهة النظر التى دائما ما كان يؤكد عليها الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، ومثلا سنجد أن ثورة 25 يناير تم تناولها في أكثر من عمل تليفزيوني وسينمائي في حين أن 30 يونيو لم يتم الاحتفاء بها فنيا حتى الان رغم مرور 4 سنوات ولا أحد يعرف هل ابتعاد صناع الدراما والسينما عن هذا الحدث المهم حتى الان مقصود أم أنهم ينتظرون أن يتم تقديم عمل يليق بها ؟ خصوصا وان الأعمال التى تناولت ثورة يناير مثلا كانت في مجملها هزيلة . فهل عدم تناول 30 يونيو حتى الآن يعود أكثر الي خوف المنتجين والفنانين من عدم تقديم عمل جيد ؟

ويبدو أن الاجابة هي نعم حسبما أكد عدد من صناع الدراما والسينما .. والذين ألقوا باللوم علي الدولة حيث رأي البعض ومنهم المخرج محمد فاضل ان الدولة « شايلة إيدها « عن الثقافة والفنون والإعلام ولا تعطيهم حق قدرهم فى تدعيم حركة التقدم التى تحدث بمصر الآن فى مختلف النواحى الأمنية والعسكرية، والاعمار موضحا ان القطاع الخاص هو الذي يسيطر حاليا علي الانتاج في مصر،

وبالتأكيد القطاع الخاص يهمه المكسب بشكل كبير، وأى وعمل عن ثورة 30 يونيو يتكلف الكثير ويجب أيضا أن تتوافر له دعاية كافية ليحقق النجاح خصوصا وأن هذه الاعمال تؤرخ لوقائع ورغبة وإرادة شعب لذلك لابد من دخول الدولة كطرف في الانتاج أو على الأقل تدعيمه، لكى تخرج إلى النور مثل هذه الأعمال التى تؤرخ للثورة، ولا يقدر عليها سوى الدولة مؤكدا بأنها لن تخسر لو أحسنت إنتاجها بل فى إمكانها أن تغطى تكاليفها، مسترشدا بتجربته مع فيلم (ناصر 56)، الذى أنتج عام 1995 وعرض فى عام 1996 وحقق 14 مليون جنيه فى العرض الأول، برغم أن ميزانيته كانت فقط 3 ملايين جنيه فقط .

تلك الحالة استفزت كاتب بحجم الكاتب الكبير وحيد حامد والذي انتهي من كتابة فيلم بعنوان « ايام الثورة والغضب» .. الذي سيكون اول عمل سينمائي يتناول «30 يونيو» وهو الفيلم الذي يتم تصويره حاليا ويشارك فيه عدد كبير من النجوم المصريين ومنهم أحمد السقا ومحمد رمضان واحمد رزق وكثيرون ومن اخراج محمد سامي والفيلم يؤرخ لمرحلة مهمة فى تاريخ مصر، فى السنوات التى تلت 25 يناير 2011، وتنتهى أحداثه مع قيام ثورة 30 يونيو، ويركز بشكل أساسى على ما يتعرض له الوطن من هجمات إرهابية مثل واقعة اختطاف الجنود المصريين، وأحداث رفح وغيرها.

وضمن الأحداث يظهر الفنان القدير نبيل الحلفاوى فى شخصية المشير محمد حسين طنطاوى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى الأسبق، والنجم أحمد السقا فى شخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والفنان أحمد رزق ليلعب شخصية الرئيس المعزول محمد مرسى، وأحمد بدير فى دور أحد قيادات الجماعة الإرهابية..وطبقا لتصريحات الكاتب الكبير أن الأعمال الفنية تحتاج وقتاطويلا للتحضير والتأمل والكشف عن مزيد من الحقائق، كما أن الدراما لها طقوس أخري فنحن لا نعمل عملا تسجيليا، ولكن رؤية فنية تحتاج تفكيرا وجهدا.

وبالطبع حرص الكاتب وحيد حامد علي الانتظار طوال الفترة الماضية ليختمر العمل خصوصا وأن الفيلم يتناول بشكل رئيسى السنة التى حكم فيها الإخوان وكيف جاءت ثورة 30 يونيو كرد فعل على ما حدث منهم خلال هذه السنة.

ومن الاعمال الدرامية التى تناولت في احد خطوطها الدرامية 30 يونيو، وسقوط الدولة الدينية كان مسلسل سلسال الدم وتحديدا الحلقة الاخيرة في الجزء الرابع والتى انتهت بقيام الثورة وسقوط الدولة الدينية الفاشية التى كانت موجودة فى مصر إبان حكم الإخوان ، ففى هذا الجزء هناك خط سياسى مهم يتمثل فى ركوب الإخوان على السلطة فى مصر، استغلالهم للدين والبسطاء من أجل الوصول إلى السلطة، وبرغم أنه ينتهى بسقوطهم وقيام ثورة 30 يونيو وقد تكون تلك هي البداية لأعمال اخري تناقش ما حدث بشكل أكثر تفصيلا وتأريخا .

وإذا كانت الدراما والسينما لا تزال مقصرة في حق 30 يونيو إلا ان الامر يختلف كثيرا في المسرح أبو الفنون والذي تناولت عددا من الاعمال المقدمة علي مسارح البيت الفنى للمسرح ما نعيشه من احداث وما عاصرناه و 30 يونيو وما أعقبها ليس بشكل ولكنها تناولتها بصورة غير مباشرة من خلال تناول المبادئ التى دعت لها وقامت على أساسها وكذلك ما يرتبط بها مثل تجديد الخطاب الدينى والعدالة الاجتماعية، وغيرها من القضايا التى نقوم بتقديمها بالشكل الذى يحول بيننا وبين العودة للحالة التى كنا عليها قبل 30 يونيو، وما كنا نعيش فيه من تشدد واستقطاب ديني، بل تسهم هذه الأعمال فى الوصول بنا إلى ما هو أفضل من خلال نشر القيم الجمالية والتى توفر المناخ الصحيح لمبادئ ثورة يونيو. ومن هذه الأعمال «يوم قتلوا الغناء»، «قواعد العشق الأربعون، الحلال، قمر العشاق، المحاكمة، وطبيعة التناول تتسق تماما مع فن المسرح والياته بمعنى ان المسرح ليس مثل الدراما والسينما فهو لا يقوم بالتأريخ للحدث بل تحليله والتعامل مع نتائجه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق