يختلسون بضع دقائق من الزمن، يدفعون مقابلها عن طيب خاطر عشر جنيهات، لمجرد أن يتذوقوا إحساس ارتداء تلك الملابس والأزياء، التي يشاهدونها في افلام زمن "الابيض والاسود" ، أو في المسلسلات التركية والهندية. في شارع المعز العتيق، اختار عدد من أصحاب المحلات التي كانت تبيع الاكسسورات وغيرها من المنتجات التراثية، أن يغيروا نشاطهم إلى نشاط آخر يطلقون عليه فيما بينهم "التصوير"،
حيث يقومون بتوفير مجموعة من "الملايات اللف" و"البيشة" الاسكندراني، والساري الهندي، وأزياء السلاطين المزخرفة وعماماتهم الضخمة، بعد أن وجدوا ان زوار الشارع الاثري يقبلون بكثافة على ارتداء تلك الملابس لالتقاط الصور التذكارية، يقفون أمام المرآة يتفحصون أشكالهم الجديدة، ويتقمصون أدوارا وشخصيات مختلفة.. هي لحظات قصيرة ينسلخون فيها عن زمنهم، ربما يتملكهم حنين الى أزمنة مضت، أو رغبة في الخروج من واقع لا يروق لهم.. سألنا إحدى الفتيات وهي ترتدي البيشة الاسكندراني و"الملاية اللف" إذا ما كانت تحب أن تعيش في ذلك الزمان الذي كانت تخرج فيه الفتيات بهذا الزي، فكانت إجابتها السريعة" ياريت"! بينما كانت لغيرها موقف مناقض، إذ رأت أن ارتداء تلك الملابس للتصوير فقط.. في كل الاحوال هي "شغلانة" مربحة دون جهد يذكر، خاصة في شارع كان يحيا على السياحة الاجنبية، ويبدو أن أصحابه يحاولون بشتى الطرق تعويض "الجفاف" المالي الذي تمكن منهم منذ أكثر من خمس سنوات.. الغريب أن الاقبال على الزي الفرعوني ضعيف، ونتمنى أن يكون السبب هو صعوبة ارتدائه مثلما قيل لنا!
رابط دائم: