رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بعد لقاء الوفد الأمريكى فى رام الله
خيبة أمل فلسطينية

> خالد الأصمعى
رغم ان النتائج التى كانت مرتقبة سواء فى السلطة او فى الشارع الفلسطينى لم تكن أبعد مما انتهت إليه زيارة الوفد الأمريكى لكل من إسرائيل والفلسطينيين، إلا أن خيبة الأمل كانت العنوان الأكبر فى الإعلام الفلسطينى، وبخاصة أن الوفد الأمريكى حضر الى رام الله للقاء الرئيس أبو مازن بعد اجتماعه مع نيتانياهو،

حيث بدا اعضاء الوفد وكأنهم مستشارون لرئيس الوزراء الاسرائيلى نيتانياهو وليس للرئيس الأمريكى، وقام الوفد الأمريكى قبل أى نشاط له بزيارة منزل المجندة الإسرائيلية التى قتلت في عملية باب العامود مقدما التعازى، ولاحقا قام باللقاء مع عائلات جنود الجيش الإسرائيلى الذين تأسرهم حركة حماس، فى حين كان أول طرح فى اجتماع رام الله المطالبة بوقف رواتب الشهداء والسجناء لانها دعم للإرهاب وتحريض ضد إسرائيل

وعلى مدار يومين متتاليين أجرى مبعوثا الرئيس ترامب للمنطقة جارد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وجيسون جرينبلات مساعد الرئيس والممثل الخاص للمفاوضات الدولية، والقنصل العام الأمريكي في القدس دونالد بلوم سلسلة من اللقاءات المنفردة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نيتانياهو وعدد من المسئولين كما أجرى لقاءات مماثلة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبومازن وكبار مستشاريه في رام الله.

وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن مصادر فلسطينية فإن اللقاء بين المبعوث الأمريكي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، كان فاشلا ومحبطا. وقالت الصحيفة أن المطالب الأمريكية التي عرضت على السلطة الفلسطينية كانت فقط مطالب إسرائيلية، ولم يتضمنها أى وعود بتقدم في المسار السلمى، أو الحديث عن مفاوضات مستقبلية بين طرفي النزاع أو عقد قمة بمشاركة الولايات المتحدة. وان الوفد الأمريكي تبنى المطالب الإسرائيلية، وطالب بوقف تحويل معاشات لعائلات الأسرى الفلسطينيين التي تشجع على تنفيذ العمليات. وأن موافقته على هذا المطلب ستكون مؤشرا على استعداد فلسطيني حقيقي للتوصل الى اتفاق سلام مع الإسرائيليين. وجاء رد السلطة على هذا المطلب للمبعوث الأمريكي أن مسألة تحويل المعاشات لعائلات الأسرى هو «شأن داخلي فلسطيني».

ووفقا لموقع صحيفة هاآرتس العبرية نقلا عن مصادر أمريكية على صلة مباشرة بترتيب هذا الاجتماع، فقد جرى طرح دفع مخصصات الاسرى الفلسطينيين ولعائلاتهم، من قبل المستشار الخاص جارد كوشنير والمبعوث الخاص للشرق الاوسط جيسون جرينبلات في بداية الاجتماع، كذلك جرى طرح موضوع التحريض على اسرائيل، وسأل الرئيس عباس في الاجتماع عن موقف الادارة الأمريكية من الاستيطان، موضحا في الاجتماع أن اسرائيل بدأت اليوم بعمليات حفر لبناء مستوطنة جديدة والتي سيتم بناء آلاف الوحدات الاستيطانية فيها، ولكنه لم يتلق اجابة من مستشاري الرئيس الأمريكي، كما وصف متحدث من قبل الادارة الأمريكية اللقاء بأنه كان ناجحا وتطرق لكافة القضايا الاساسية والخطوات القادمة، وكان يهدف الاجتماع وفقا للبيت الابيض للاستماع للموقف الفلسطيني بخصوص القضايا الرئيسية والخطوات المستقبلية، وتسلم الوفد رؤية إسرائيل حول احتياجاتها الأمنية وقد أكدت الصحافة الفلسطينية أن ابو مازن قدم الموقف الفلسطيني تجاه مختلف القضايا «القدس، اللاجئين، الحدود، المياه، تحرير الاسرى، الأمن».

سلسلة من اللقاءات المنفردة مع رئيس حكومة إسرائيل وعدد من المسئولين ونظيرها مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وكبار مستشاريه في رام الله. لخصها بيان صادر عن السفارة الأمريكية بان المباحثات تركزت مع قادة إسرائيل على الحاجات الأمنية لدولة الاحتلال وتأكيد الولايات المتحدة الأمريكية على ذلك بل وضمانتها لأمن إسرائيل، بينما تركزت المباحثات مع الجانب الفلسطيني على أولويات إيجاد فرص اقتصادية للفلسطينيين وتوفير الظروف لاستثمارات كبرى تنعش الاقتصاد الفلسطيني. بما يؤكد أن المباحثات مع الجانب الفلسطيني كانت صعبة للغاية خاصة فيما يتعلق بتبني الجانب الأمريكي للمطالب الإسرائيلية وفي مقدمتها قطع مخصصات الأسرى وذوي الشهداء في محاولة لتوجيه طعنة قاتلة للرواية الفلسطينية تجاه مجمل عملية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الدائر واعتبار هؤلاء الأسرى والشهداء مناضلون في سبيل الحرية والاستقلال بينما يصر الجانب الإسرائيلي ومعه الأمريكي على تصنيفهم في خانة الإرهاب. ويتكشف خلال هذه اللقاءات وما سبقها أن المفاهيم السياسية للصراع وآفاق الحل الذي تعد له أمريكا بإدارة ترامب لم يأت قط على ذكر مصطلح ومفهوم حل الدولتين حيث تحرص الإدارة الأمريكية ومبعوثيها على تغيبه بشكل كامل لمصلحة مفاهيم ومصطلحات الحل الأمني والاقتصادي والبحث عن تسهيلات ذات طابع إنساني لإن منحى تغليب القضايا الإنسانية والاقتصادية رغم أهميتها على الحل السياسي والحقوق الوطنية محفوف بالمخاطر ويقود نحو الغرق ببحث القضايا الجزئية وتغليب مفاهيم الحلول الإنسانية والاقتصادية على حساب الحل السياسي المتمثل بإنهاء اﻻحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين طبقا للقرار 194.

اتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود باراك رئيس الحكومة الحالى بجر إسرائيل إلى منحدر خطير أخلاقياً وقيَمياً، محذراً من أن تتحول إسرائيل قريباً إلى دولة فصل عنصرى، وقال باراك الذي كان شريكاً لنيتانياهو في حكومته قبل السابقة كوزير للجيش ان نيتانياهو مستعد لتعريض أمن إسرائيل إلى الخطر من أجل الحفاظ على كرسيه. وأضاف في كلمته في مؤتمر هرتسليا للأمن القومي أن الحكومة الحالية تقود إسرائيل نحو دولة ثنائية القومية ولواقع من الفصل العنصرى، في إشارة إلى مواقف الحكومة المتشددة تجاه الفلسطينيين، وحقيقة كونها أكثر حكومة يمينية في تاريخ الدولة العبرية.

وتابع: إن الحكومة تتحدث عن الأمن، لكن أعمالها تلامس العنف الذى يقضى على الأمن وتتحدث عن سلامة الشعب لكن أعمالها تتحدث عن سلامة الأرض «أرض إسرائيل الكاملة» تتحدث عن قومية وتتباهى بها، لكن أفعالها هي تطرف قومي ظلامي. وأن قادة اليمين القومي المتطرف يلوحون عبثاً بشعار الأمن لإسرائيل ويحاولون أن ينسبوا لأنفسهم حب الوطن وربطه بميراث إسرائيل. ورأى باراك أن الحكومة اليمينية الحالية ورئيسها خاضعان تماماً لزعيم المستوطنين رئيس حزب «البيت اليهودي» الوزير «نفتالي بينيت» الذي يقود نيتانياهو إلى أجندة الدولة الواحدة، وخلاصتها أن تبقى إسرائيل للأبد في كل المنطقة من نهر الأردن إلى البحر أي أن لا تكون دولة فلسطينية، وأن يتواصل البناء في المستوطنات المعزولة التي بقيت شرق الجدار الفاصل في قلب الضفة الغربية من خلال المناورة بين الضغوط التي تمارس عليها من فترة إلى أخرى، وستجد إسرائيل نفسها مضطرة اما بممارسة الفصل العنصرى وتشويه وجه إسرائيل امام العالم او منح الجنسية الإسرائيلية للفلسطينيين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق