رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حارس القرون الأولى

> ‎محمد شمروخ > عدسة‫: السيد عبد القادر
هذا الرجل ذو الجلباب والعمامة، بوقفته بين كتل الأحجار الهائلة التى تشكل أساطين ساحة أكبر وأقدم وأعظم معابد العالم، يضفى العنصر الحى إلى هذه اللوحة المجسمة على صفحات الزمان والمكان معا،

إنه هو العنصر الوحيد فى هذه الصورة الذى ينبض بالحياة، يأتى إليه هنا أعظم علماء فى الآثار وأقدر خبراء فى الترميم وأعتى المؤرخين، ليقفوا بين يديه سائلين مستخبرين عن أسرار المعبد، فالنقوش خرساء والأحجار صماء لا تنطق بأسرارها، لأن هؤلاء العمال البسطاء المنتشرين فى أركان المعبد كانوا خفراء أو تراجمة أو مرممين، يعرفون موضع كل حجر وقصة كل نقش وحكاية كل تمثال ورواية كل مسلة، ما بقى منها أو محاه الزمن ونهبه اللصوص.

سوف يتملكك العجب عندما تجد السائحين وهم يستمعون إليه بإنصات عجيب وتراه «يرطن» بكل لغات الدنيا بطريقة تبدو متناقضة مع مظهره البسيط، فلم يتخل هو ولا أجداده عن جلبابه وعمامته منذ عشرات القرون، فهو وريث الحضارة المصرية وفى الوقت نفسه هو الباقى من تراث المصريين القدماء الحى النابض.

هكذا منذ القرون الأولى، كم مر عليه من ملوك وأباطرة وغزاة، سواء عليهم دمروا أو سجدوا فى ساحات تلك المعابد، إلا أنهم رحلوا وبقى هو حيا يقف تحت شعاع «رع» بابتسامة شفتيه وسلام قلبه، يحمى ويرمم ويشرح ما خفى من أسرار «بيت الحياة» الذى كان يطلق على الموضع الأقدس فى المعبد، يثبت كل حين أنه لن يترك صروف الزمان تفلح فى طمس أسراره ومحو سيرته ما بقى ومن هم مثله حراس «بيت الحياة» فى ساحات المعابد.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق