كل أم تحلم بهذا اليوم.. يوم زفاف ابنها أوابنتها، ولكن قد لا يأتى هذا اليوم ويتحقق حلمها..
تقول أحد الأمهات: «ابنى رافض الزواج، بحجة أن راتبه بالكاد يكفيه، وإنه غير مستعد لتحمل عبء زوجة تتحكم فيه وتنكد عليه» على حد تعبيره ثم مرحلة إنجاب الأطفال بمسئولياتها والتزاماتها. فكيف يمكنهن التعامل مع هذه المشكلة والتى نرى آثارها واضحة فى مجتمعنا؟
د.هبة هدارة اخصائى الوراثة الاكلينيكية و التغذية الاكلينيكية والسمنة والطب الشمولى توضح أنه لكى نستعد للزواج لابد أن نكون مقبلين عليه، فمن الملاحظ فى السنوات الأخيرة عزوف الشباب من الجنسين عن فكرة الزواج، وهذا العزوف ليس مرتبطا فقط بقلة الناحية المادية ولكن لأن فكرة الزواج مرتبطة لديهم بالفشل والألم والأعباء، ولذلك أحب أن أطمئن الشباب أن الزيجات الفاشلة لا تعنى أن فكرة الزواج فكرة فاشلة ولكن لأن الزوجين لم يمرا بالمراحل أو الخطوات اللازمة للإعداد للزواج حتى يتفاديا الوصول إلى الطلاق.وتضيف: لابد أن أستعد للزواج من خلال فهم نفسى أولا ( حتى اختصر مراحل كثيرة ولا أمر بمرحلة التجارب)، ومعظم الناس تتزوج الآن بالعقل، فكلما كانت الشعوب كادحة قل حيز القلب ودقاته, وقلت أيضا نظرات الإعجاب والهيام من وراء الشباك التى كنا نراها قديما، لذلك أصبح الزواج مبنيا على الحسابات وهى ليست دائما ناجحة لأن لو «حسبة» منهم أخلت انهارت العلاقة. وهناك عامل آخر يؤدى للفشل وهو قلة الصبر، فمن الملاحظ أن الشباب ليس لديهم الطاقة لتحمل أحد لأنه مش فاهم نفسه. كما يساعد فهمى لنفسى أيضا على استخدامها بطريقة سليمة, وبالتالى لا أحجم طاقتى كما أستطيع أن نقيم الطرف الآخر هل هو مناسب لى أم لا؟ فمثلا لابد أن نعرف أن طبيعة العمل تؤثر على حياتنا فإذا كان الشخص عصبيا وقلوقا ويعمل عملا غير ثابت فدخله بالتالى سيكون غير ثابت لأنه من الممكن أن يخرج عن شعوره فى أى وقت. فإذا حكمت على هذا الشخص كزوج لابد أن أتفهم هذا خاصة أن أعباءه ستزيد بعد الزواج فى مقابل دخل غير ثابت. والعكس قد أرتبط بنفس الشخص العصبى ولكن إذا كان مستقرا فى عمل ما لأن حالته العصبية ستكون حدتها أقل، وبالتالى حينما أكون على علم بالشخصية أستطيع استيعابه.
وتشير د.هبة إلى علم آخر يساعدنا فى معرفة مدى التوافق بين الطرفين وهو علم الأرقام والفلك, وهو ليس تنبؤا ولكن يمكننا بالحسابات معرفة مدى التوافق بين شخصين، فإذا كنت مقبلة على الزواج وعلمت أننا لسنا على نفس الوتيرة، فوقتها على أن أفكر بطريقة عقلانية هل سأستطيع التنازل أو التعامل مع قلة عطائه سواء الانفعالى أو الجسدى أو المادى أم لا. ومن ضمن معرفة الطرفين لبعضهم البعض قبل الزواج تأتى الاختبارات الجسدية وفحص ما قبل الزواج، ومن خلالها نستطيع أن نعرف هل سيستطيعان الإنجاب أم لا, كما أن الحالة الجسمانية تؤثر أيضا على الحالة النفسية للطرفين، فمثلا إذا كانت الفتاة قابلة للسمنة وتقوم بعمل ريجيم باستمرار، قد يزيد وزنها كثيرا بعد الزواج وأكثر بعد الإنجاب وهى مشكلة شائعة جدا لأسباب الانفصال, حيث يشتكى منها كثير من الأزواج دون خجل، وقد يبحث عن زوجة أخرى. وبالتالى فالفحص الأول يجعلنا ننبه الفتاة، ولكن للأسف هذا يضع عليها عبئا نفسيا أيضا حتى ترضى الزوج. وهناك مشكلات أخرى مثل طبيعة الزوج أنه ملول وهنا يجب أن أقرر هل أنا على استعداد لتغيير نفسى باستمرار لكى يكتمل الزواج؟
وتشير د.هبة إلى أسباب أخرى لحدوث الطلاق, تأخر الإنجاب، فإذا مرت السنة الأولى يبدأ الأهل فى التساؤل وغالبا ما يلومون الابنة مما يضعها تحت ضغط نفسى قد يؤخر الحمل ويؤثر أيضا على علاقاتهما الزوجية، ويرجع أيضا التأخر لتناول الكثير من الشباب الأكل الجاهز نتيجة وجودهم خارج المنزل باستمرار أو من الأطعمة المرشوشة بالمبيدات أو الهرمونات, وجانب آخر وهو عدم التخطيط للإنجاب مما يأتى بطفل غير مرغوب فيه، وللأسف يخلق طفلا عصبيا وعنيفا ويعانى فرط الحركة وقلة التركيز، صوته مرتفع وغيرها لأن أمه تشعر بأنه عبء نفسى ومادى عليها.ومن هنا يتضح لنا أهمية فهم الطرفين لأنفسهم قبل الزواج ومدى توافقهم حتى نقلل من نسب الطلاق المرتفعة ونحمى أطفال المستقبل من الأمراض النفسية والمشكلات العائلية التى يكونون الطرف الأضعف فيها.
رابط دائم: