تحولات كبيرة يجريها الأن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بعد عودته من رحلته فى الشرق الأوسط، وتضمن أساليب عمل الادارات المختلفة بالبيت الأبيض، خاصة بالنسبة لمن يعتبرهم خصومه وأعداءه، وهى تحولات وصفت بكلمة"اعلان حرب" على من ينتقدونه، والذين ليس لديهم أى دليل حقيقى على ما يقولونه، متهما اياهم بالترويج لأخبار مزورة وزائفة، وهو يحاول من خلال هذه التغييرات فى البيت الأبيض احتواء الانتقادات الموجهة اليه. فى حين قالت بعض الصحف أن ترامب يركز على مهاجمة "الميديا العدو".
تتضمن التحولات حسب معلومات صحيفة "التايمز" البريطانية انشاء "غرفة حرب" للتصدى للادعاءات التى لاتزال تتردد عن أن روسيا تدخلت فى انتخابات الرئاسة لصالح ترامب، وأن لها صلات مع ادارته.
وهو ما أشار اليه البرنامج الساخر "ليلة السبت" واصفا فوز ترامب بالرئاسة بأنه نتيجة مساعدة فلاديمر بوتين وروسيا له ولكن بطريقة ساخرة، وهو ما أغضب ترامب ووصف البرنامج بأنه سخيف وغير مضحك.
وضمن هذه التغييرات أيضا خطة للاستعانة بشخصيات ممن كانوا أنصارا لدونالد ترامب فى حملة الانتخابات الرئاسية، وأيضا استخدام محامين مستقلين لتوصيل رسائل ترامب عن طريق تويتر أو توجيه رسائل مباشرة للناخبين فى تجمعات أو مؤتمرات.
وقد أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الى اشراك شخصين قريبين من ترامب فى مداولات "غرفة الحرب" ، وأن تعبير "غرفة الحرب" كان شائعا بعد استخدامه فى فيلم "الأب الروحى".
وكان ترامب قد أشار فى تدويناته عبر تويتر الى أن الكثير من التسريبات التى تخرج من البيت الأبيض هى أكاذيب مزورة تصنعها ميديا الأخبار الكاذبة، وأضاف أن من المحتمل جدا أن المصادر المجهولة التى يشيرون اليها كمصدر للتسريبات هى مصادر لا وجود لها، واستخدم ترامب لفظ "العدو" فى وصف من يروجون للأخبار التى يصفها بالكذب والتزوير.
وكان ترامب فى أحد المؤتمرات الصحفية التى عقدها عقب توليه رئاسة الولايات المتحدة مباشرة، قد رفض أن يقوم مراسل شبكة "سى ان ان" الاخبارية بتوجيه سؤال اليه، ووصف شبكة "سى ان ان" بأنها تنشر أخبار مزيفة وكاذبة، وردت الشبكة عليه بتحديه أن يثبت أن أى أخبار لها كاذبة، مؤكدة أن سياسة الشبكة دائما نشر الأخبار الصادقة!.
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر قد وصف وسائل الاعلام بأنها مخزية بعد ما أظهرت وسائل الاعلام حفل تنصيب ترامب بالرئاسة بأن عدد الحاضرين كان قليلا وهو ما نفاه سبايسر مؤكدا أن وسائل الاعلام حاولت التقليل من حجم الحشد الجماهيرى الذى حضر حفل التنصيب وهو ما يعد على حسب وصفه تصرف مخزى. كما وصف دونالد ترامب الصحفيين بأنهم الأشخاص الأكثر كذبا فى العالم.
وكانت أخر التسريبات قد تضمنت القول أن جارد كوشنر زوج ابنه ترامب، سعى لاقامة قناة خلفية سرية للاتصال مع الكريملين قبل تنصيب ترامب رئيسا، ومن المعروف أن التركيز على كوشنر قد بدأ من جانب مكتب التحقيقات الفيدرالى، للتحقق مما اذا كان قد حدث تواطؤ بين الكريملين وبين حملة ترامب لانتخابات الرئاسة. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن من التغييرات الأساسية، والتى هى محل بحث الأن، استخدام فريق من المحامين للاشراف على مواقع التواصل الاجتماعى الخاصة بالرئيس دونالد ترامب.
وتقول الصحف أن أحد المستفيدين من التغييرات المحتملة، هو ستيف بانون كبير الاستراتيجيين فى ادارة ترامب، والذى كان له دور كبير فى فوزه بالانتخابات.
وكان ترامب قد قلل من دور بانون فى ادارته فى الأسابيع الأخيرة، وبدأ يعتمد على مساعدين أخرين تتميز آراءهم بأنها معتدلة وليست متشددة مثل بانون. ويقال أن بانون هو صاحب تعبير "غرفة الحرب". ان هذه التغييرات الأساسية توضح أن حالة العداء الذى اتخذه الاعلام تجاه ترامب أثناء حملة الانتخابات الرئاسية، ثم توليه الرئاسة بعد ذلك، لم يتوقف للأن، وبالرغم من وصفه للاعلام بالكذب ونشر أخبار مزورة من البداية، فان لهجته الأن فى توجيه نفس الاتهامات للاعلام تؤكد أن الموقف بينهما لم يصل حتى الى هدنه، وأنه مقتنع بأنهم يتعمدون تشويه صورته بما يردده الاعلام من أكاذيب وأخبار مزورة.
رابط دائم: