رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى جولة « » داخل أكبر مصنع فى العالم
مليون متر مربع تضم معدات إنتاج الأنسولين لعلاج 24 مليون مريض يوميا

كوبنهاجن ــ حسام زايد
على بعد 60 كيلو مترا من العاصمة الدنماركية، كوبنهاجن، انفرد الأهرام بزيارة اكبر مصنع فى العالم لإنتاج الأنسولين البشرى، والمبنى على مساحة مليون متر مربع، وينتج نصف الإنتاج العالمى، ويُعالج 24 مليون مريض يومياً حول العالم داخل 180 دولة.

وخلال جولة «الأهرام» داخل المصنع العالمى امكن التعرف على طريقة سير العمل ورؤية، ومعايير الجودة والتصنيع.

بداية شرح الدكتور مايكل هالجرين، مدير الموقع، كيفية تصنيع الأنسولين البشرى الذى يبدأ بعملية التخمير، حيث يتم تحفيز الخميرة على النمو داخل صهاريج كبيرة وتبدأ بمادة الأنسولين بكمية ضئيلة تصل الى 1.5سم تكفى لنصف مليون جرعة، تمهيداً لنقل المادة لمرحلة الاسترداد وعزل المواد النشطة التى تُنتج منها، ثم يتم استرداد الجزيئات من السائل المصفى وتحويلها لـ«كريستالات» رمادية اللون يتم تجفيفها ثم تصفيتها لاستخراج المادة الخام صافية وكان الاهم ان نصف مللى من الأنسولين البشرى المستخلص يمكن علاج نصف مليون شخص تقريبا.

وقبل الدخول إلى المصنع تم ارتداء ملابس عازلة معدة مسبقاً، وغسل الأيدى بسائل يمنع انتقال العدوى، ووجد ان نسبة مشاركة العنصر البشرى فى عملية التصنيع محدودة للغاية، حيث تقوم بشكل كبير على الأجهزة والمعدات الإلكترونية.

ومن خلال عملية غاية فى الدقة تمت مشاهدة تعبئة الأنسولين حيث يوجد خط إنتاج وتعبئة لجميع مكونات أقلام الدواء، وجميع مراحل التعبئة تتم بشكل إلكترونى دون أى تدخل بشرى، حيث يتم إنتاج مئات الآلاف من الأقلام يومياً والتى يتم وضع لواصق ببيانات الدواء عليها، ويتم نقل الأنسولين المعبأ الذى تصل فترة صلاحيته إلى 30 شهراً، فى تخزين تحت درجة حرارة من 2-8 درجات مئوية، من خلال مركبة موجهة أوتوماتيك.

ويقول الدكتور مايكل هالجرين، مدير مصنع شركة نوفونورديسك: إن المصنع يعمل على مدار 24 ساعة وجميع أيام الأسبوع ولا يتوقف فى العطلات الرسمية، من خلال 5 ورديات عمل على مدار اليوم، منوهاً إلى أن استخدام المصنع للأجهزة والمعدات الإلكترونية ساهم بشكل كبير جداً فى تقليل التكلفة وعدد العنصر البشرى، كما ان الطاقة الكهربائية التى يستخدمها المصنع يتم توليدها من خلال مولدات للطاقة من الرياح (طواحين الهواء)، وتم تخصيص قسم بالمصنع للشئون البيئية بهدف تقليل استهلاك الكهرباء بنسبة 100% وتخفيض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون بدرجة كبيرة جداً.

وخلال مشاهدة عملية التصنيع كشف مدير المصنع ان تلك التشغيلة سيتم توريدها لمصر خلال الفترة المقبلة.

وعلى صعيد آخر وحول الجديد فى مجال الخلايا الجذعية أوضح لارس فرورجارد يورجينسين، رئيس مجلس الإدارة أن هناك مشروعا بالفعل للخلايا الجذعية، وهو مشروع مستمر منذ سنوات طويلة، وشهد تطورا كبيرا بحيث أمكن الآن حقن الخلايا الجذعية فى جسم الانسان، وإنتاج تلك الخلايا فى بيئة يتم التحكم فيها بنفس الطريقة التى يتم خلالها انتاج الأدوية والعقاقير المتنوعة بكل دقة، والآن يمكن إنتاج خلايا بيتا التى تنتج الأنسولين، وقد بدأت نتائج مبشرة فى الظهور.

وحول امكانية تجنب مضاعفات السكر باتباع أسلوب حياة صحية وتناول الأدوية فى مواعيدها، أكد انه هذا ما يحدث بالفعل، وأن عددا كبيرا من مرضى السكر امكن التحكم فى حالتهم بشكل ممتاز، ويعيشون حياة طبيعية تماماً وممتدة لسنوات طويلة دون أن يعانوا من أى مضاعفات.

وفى رسالة الى مرضى السكر من النوع الأول أكد ان هناك حاليا انسولينات متطورة تحاكى الطبيعة الأم، وانه امكن اتاحة تقليد نمط الحياة الصحية وايجاد علاج فعال لهذا النوع من السكر، ويمكننا لأول مرة جعل الأنسولين القاعدى مماثلا فى اثره للأنسولين الذى يتم افرازه لدى الأشخاص الأصحاء، كما أصبح انسولين الوجبات سريعاً جداً وفعالاً، ومشابها للأنسولين الذى يفرزه البنكرياس. ويمكننا الآن محاكاة الأنسولين الذى يفرزه البنكرياس لدى الأصحاء.

أما بالنسبة للنوع الثانى من السكر، فيمكن من خلال مجموعة GLP1 الحديثة، معادلة مستويات الجلوكوز وتحقيق نجاح كبير مع 80% من الحالات، وفى الوقت نفسه، يتمكن المرضى من فقدان جزء من وزنهم وخفض ضغط الدم مع زيادة جودة الحياة التى يعيشونها. ولأول مرة، يوجد جيل جديد من العقاقير له نسختان مختلفتان وهما على وشك القضاء على النوع الثانى من السكر.

وهذا أمر فريد من نوعه، فكما سنرى سيتمكن المريض الذى يتناول الأنسولينات والأدوية من جنى ثمار مهمة فيما يتعلق بشرايين القلب، من خلال تقليل الوفيات الناتجة عن أمراض القلب، هذا إلى جانب الفوائد التى تتحقق للكُلى.

وبشكل عام، يجنى المريض أيضاً فوائد متعددة ترتبط بالكبد، الذى لن يصبح دهنياً ولن يحدث له تشمُع مع تناول المريض لهذه الأدوية. فإذا كنت تعانى من السكر لسنوات عديدة، يبدأ المرض فى مهاجمة أعضائك الحيوية مثل القلب والكُلى والكبد والعين. ولكن مع مجموعة GLP1 الحديثة يمكننا تقليل أعباء المرض التى تتسبب فى مشاكل عديدة لكل الأعضاء الحيوية فى الجسم. ومن وجهة نظري، يمثل ذلك مستقبل علاج السكر بنوعيه الأول والثاني.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق