رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الأهرام تفتح ملف آثار حمرة دوم .. مقبرة التماسيح .. كشف أثرى لـم يكتمل !

محمد شمروخ
إحدى مقابر القدماء المصريين المنحوتة فى بطون الجبال

مافيا الآثار تقتحم المناطق الأثرية فى جبل الطارف وتكتشف المقابر قبل نهبها

عالم مصريات سويدى يوثق آثار المنطقة فى بحوث ودراسات بعضها لم يترجم للعربية


فى الفترة التى سبقت الإعلان عن الكشف الأثرى الكبير بمنطقة سوق الخميس بالمطرية، كانت ملامح كشف آخر قد تشكلت ولكنها لم تكتمل بعد ثم مرت على استحياء، بالرغم من أنها لا تقل أهمية من الناحيتين الأثرية والتاريخية عن كشف المطرية، بل قد تزيد لأنها تفتح مجالات عدة أمام علماء الآثار والمختصين بشئون التاريخ المصري.

تلك هى مقبرة التماسيح المحنطة التى عثر عليها فى منطقة جبل الطارف الأثرية فى قرية حمرة دوم التابعة لمركز نجع حمادى بمحافظة قنا وهو الكشف الذى لم يعلن عن تفاصيله رسميا حتى الآن، مع تأكيد أهميته من جانب كبار خبراء الآثار، مما يثير التعجب ويطرح الأسئلة.

وتأخر تفاصيل الكشف مازال لغزا، وقد اقتصرت الإجراءات على نقل التماسيح المحنطة من المقبرة التى من المؤكد أن اكتشافها قد تم على أيدى لصوص الآثار وهو ليس بالجديد، فنهبوا ما يمكن بيعه وتركوا التماسيح المحنطة.

فى بداية كشف حمرة دوم، تم الإبلاغ عن العثور على أجسام غريبة ملفوفة فى قماش قديم فى حفرة عميقة فى الجبل المطل على قرية حمرة دوم بالقرب من منطقة تسمى «عزبة البوصة» وهى منطقة تعتبر من الأماكن التى يتسابق فيها لصوص الآثار على التنقيب، فالقصص والأساطير التى تتحدث عن تماثيل الذهب فى بطن الجبل سال لها لعاب مافيا الآثار بفئاتها المتعددة من لصوص ودجالين ومقاولين متخصصين فقط فى التنقيب عن الآثار، وكانت المفاجأة أن الأجسام الغريبة هى تماسيح نيلية كان المصريون القدماء يقدسونها بوصفها تجسيدا للإله «سوبك»، والعجيب أن هذا هو أول كشف يشير إلى هذا الأمر فى هذه المنطقة.

بل أن السكان هناك أخبرونا بأن عملية نقل التماسيح المحنطة إلى مخازن الآثار واستلامها تمت بمسئولية شخصية من أيمن هندى مدير منطقة قنا الأثرية، الذى لولا انتمائه إلى إحدى العائلات الكبرى فى المنطقة لما تمت عملية النقل بسلام، فهناك من يتربص بالمنطقة بأى كشف أثرى ويريد تخويف مسئولى الآثار وإبعادهم عن هذه المنطقة، فمافيا الآثار تستعين بعناصر إجرامية شديدة الخطورة يسكنون حول المنطقة التى تعتبر من أكثر المناطق اضطرابا من الناحية الأمنية، فهناك فى هذه البقعة تنتشر العصابات المسئولة عن عدد من جرائم قطع الطرق والخطف والسرقات بالإكراه التى عانى منها الكثيرون -ومازالوا- من أهالى نجع حمادى وكذلك تعتبر المنطقة موطنا للسيارات والموتسيكلات والتكاتك والجرارات الزراعية التى يتم سرقتها من قرى شمال قنا، هذا بجانب النشاط التقليدى فى تجارة المخدرات والأسلحة وقد ضج أهالى القرى من تلك العناصر الإجرامية التى لا تكف عن تحين الفرص لفرض سطوتها ومزاولة نشاطها الإجرامي، هذا بجانب شهرة المناطق بالصراعات الثأرية.

والذى جعل عمليات البحث عن آثار تزيد وتتسع حتى كادت تكون فى كل بيت فى الصعيد، هو أن هناك بالفعل اكتشافات أثرية على أيدى اللصوص ومنها هذا الكشف الذى يعتبر فتحا وتحولا خطيرا فى التاريخ، غير أن شهرة قرى المنطقة التى تحيط بالكشف، بالصراعات الثأرية قد تكون هى أحد أسباب عدم اكتمال الكشف والاكتفاء بنقل مأتم العثور عليه.



«المقابر الصخرية»

هذا الكشف المهم يبين أهميته الأثرية أيمن هندى قائلا: تظل منطقة المقابر الصخرية الواقعة فى جبل الطارف، شرقى مدينة نجع حمادى بمحافظة قنا، الأكثر فقرًا فى المعلومات الواردة عنها فى المراجع التاريخية ولدى علماء المصريات وأساتذة الآثار بالجامعات المصرية.

كانت منطقة «حمرة دوم» فى العصر الفرعونى تقع إلى الشمال الشرقى من قرية «هو» عاصمة الإقليم السابع من أقاليم مصر العليا فى الحقبة الفرعونية، وكأى منطقة جبلية اختير جبل حمره دوم ليكون مقابر للموتى فى ذلك الوقت، وحسب مصادر تاريخية فإن مقابر «حمرة الدوم» الصخرية تم نحتها فى باطن الجبل فى عصر الدولة القديمة وتحديدًا فى عهد الملك «بيبى الثاني» من ملوك الأسرة السادسة الفرعونية، وهى تخص أشراف وأعيان تلك الفترة، وهى تقع على بعد كيلو متر واحد من موقع الاكتشافات الجديدة خبيئة التماسيح فى «جبل الطارف» .

وقال هندى : من المصادر العلمية القليلة التى تناولت بالشرح هذه المقابر كتاب عالم المصريات السويدى «تورنى سودربرغ» بعنوان «مقبرة المملكة القديمة فى حمرة الدوم والقصر والصياد»، الصادر عن الأكاديمية الملكية للخطابات والتاريخ والآثار ـ إستوكهولم 1994 ، والذى نشر 14 بحثًا متخصصا فى المصريات والحفائر الأثرية مع حفظ حقوقه كناشر لها وأبرزها «أربع مقابر للأسرة الثامنة عشرة»، و«الوحدانية المصرية» سنة 1945، و«الفراعنة والشعب» 1958، و«مهمة فى النوبة» 1996، وكان له دور بارز فى اكتشاف وتأريخ مقابر النبلاء فى الصعيد وخاصة مقابر جبل الطارف بنجع حمادي.

جاء عالم المصريات السويدى إلى نجع حمادى وعاش بها، حيث قام بتأريخ مقابر جبل الطارف الصخرية ونشر عنها كتابًا مهمًا «مقبرة المملكة القديمة فى حمرة الدوم والقصر والصياد»، وذلك الكتاب يعد هو المصدر الوحيد للمعلومات العلمية المتخصصة عن مقابر جبل الطارف الصخرية شرقى نجع حمادي، ولم تتم ترجمته ـ حتى وقتنا هذا، إلى اللغة العربية.

ومقابر النبلاء بحمرة دوم عبارة عن مقابر منحوتة فى الصخر نحتت فى عصر الدولة القديمة تخص نبلاء المنطقة من أشهرها مقبرتا (ايدو ثاوتي) ، والثانية كانت فى الأصل مكونة من ثلاث حجرات ولكن الجدران الفاصلة اختفت وكان سقفها برميلى الشكل وبئر الدفن يقع فى نهاية الحجرة الوسطى والمناظر الموجودة تمثل مناظر الصيد ومناظر تقديم القرابين، ومقبرة (ايدو) تعرضت مناظرها لتلف كبير إلا أن بعض مناظرها مازالت باقية، فعلى جانبى المدخل توجد ألقاب صاحب المقبرة وهى مكونة من حجرة يليها الممر الذى فى نهايته حجرة الدفن وبها منظر للصيد وتقديم القرابين وجزء من باب وهمى عليه كتابات تصف أخلاق وفضائل صاحب المقبرة .

انتهى حديث الخبير الأثرى لكن مازلنا ننتظر ما يمكن أن يتم تجاه هذا الكشف الذى يوحى تجاهله بأن الجهات الرسمية مازالت تعتبر الصعيد وكأنه خارج نطاق اهتمامها وهو ما استثمرته مافيا الآثار باهتمام فوق العادة فى البحث والتنقيب .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق
  • 2
    ابو العز
    2017/06/14 08:31
    0-
    1+

    نقولك نعمل ايه ..
    الأمر لفرقة الصاعقة في الجيش المصري بالهجوم على اوكار المجرمين والقبض عليهم او تصفيتهم لو هم اختاروا المقاومة المسلحة واعادة سيطرة الدولة على المناطق المحررة ثم قدوم علماء الآثار بعد ذلك علشان يشوفوا شغلهم ؟! .
    البريد الالكترونى
     
    الاسم
     
    عنوان التعليق
     
    التعليق
  • 1
    مصرى حر
    2017/06/14 00:52
    0-
    0+

    ليتكم تحيلوها الى منطقة سياحية ينشغل بها اهل حمرة دم
    حمرة دوم هى اكثر بؤرة تتكثف فيها افعال القتل وسفك الدماء
    البريد الالكترونى
     
    الاسم
     
    عنوان التعليق
     
    التعليق