رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

دويلة تبحث عن دور

إيمان عارف
تبدو قطر للوهلة الأولى من أقوى حلفاء الولايات المتحدة فى الشرق الاوسط خلال العشر سنوات الاخيرة، فألى جانب أنها تستضيف قاعدة العيديد العسكرية، فأنها دائما ما تقدم الدعم السياسى والمالى لمبادرات وتحركات الولايات المتحدة فى المنطقة، وفى المقابل كانت واشنطن تشجع هذا النشاط القطرى لإضفاء نوع من المشروعية على دبلوماسيتها فى الشرق الاوسط.

ولكن الحقيقة أن الدور القطرى فى الدبلوماسية الامريكية فى منطقة الشرق الاوسط كما يشير تقرير نشر فى مجلة «فورين بوليسي» تحت عنوان المشكلة القطرية ونشر عام 2013 أكثر تعقيدا وأثارة للمشاكل عما هو معروف، فهذه الإمارة الصغيرة والطموحة عمدت الى استخدام ثرواتها لتمويل وتسليح الصراعات الدائرة فى سوريا وليبيا، ولتقديم الدعم لحماس وللتدخل فى الصراعات الداخلية فى لبنان والسودان، حيث تتلاقى مصالحها فى بعض الأحيان مع الولايات المتحدة وتتعارض فى أحيان أخري.

ولعل النشاط القطرى خلال السنوات الاخيرة خير مثال على ذلك، ففى مصر وخلال فترة حكم الإخوان مكن الدعم المالى المقدم للرئيس مرسى من تفادى ضغوط صندوق النقد الدولى الولايات المتحدة المطالبة باتخاذ خطوات صعبة للاصلاح الاقتصادي، أما فى غزة فقد وقف الدعم القطرى لحماس حائلا أمام المحاولات الامريكية لنزع الشرعية عن حماس، أما الحالة الليبية فتبدو أكثر وضوحا ففى الوقت الذى تحاول فيه الولايات المتحدة دعم ومساندة تشكيل حكومة ليبية انتقالية موحدة وذات توجهات معتدلة، تكون قادرة على إدارة البلاد بكفاءة، تصطدم هذه الجهود بسياسة قطرية منفردة تدعم من خلالها جماعات مسلحة معارضة وتمدها بالمال والسلاح. والوضع فى سوريا أكثر سوءا،ومن هنا يطرح التساؤل ماذا تريد قطر والاجابة على لسان أحد الاكاديميين بجامعة جورج تاون، فان قطر تسعى وراء المكانة التى تأتى من خلال محاولة لعب دور فى كل القضايا الكبرى المطروحة، كما أن ملاحظة السلوك القطرى خلال السنوات الأخيرة يوضح أن هذا النشاط يعد جزء من استراتيجية أكبر تحاول أن تلعبها فى العالم الاسلامي، فهى ترى أن الصحوة العربية خلال السنوات الأخيرة تعد فرصة لنشر النفوذ القطرى من خلال اقامة حكومات اسلامية يكون تطلعها لقطر وليس للسعودية أو الولايات المتحدة، هذه هى المصلحة المزدوجة التى تسعى قطر لتحقيقها من خلال نشر نفوذها وايديولوجيتها والتى تشكل ملامح السياسة الخارجية لقطر من ليبيا إلى فلسطين.

ومن ثم فإن الاستراتيجية القطرية تكشف عن أن الخلافات القطرية- الامريكية ليست فقط اختلافا فى التكتيكات كما يؤكد المسئولون الامريكيون ولكنها أبعد من ذلك، فالتشابه الظاهرى بين الاهداف القطرية والاهداف الامريكية، يخفى خلافات اعمق حول رؤية الدولتين للشرق الاوسط. وفى المجمل رغم أن قطر ليست عدوا للولايات المتحدة، فإنها بالقطع ليست حليفا، إن التعامل مع التاثير القطرى السلبى على سياسات الولايات المتحدة فى الشرق الاوسط يتطلب تغيرا فى قواعد الصفقة الامريكية القطرية، فالثابت أن قطر تزداد عزلة بين جيرانها الأكثر قوة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق