رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

رد الفعل الأمريكى بين الحذر والقلق

واشنطن ــ توماس جورجيسيان
رد الفعل الأمريكى فى اليوم الأول لقرار السعودية ومصر والإمارات والبحرين بقطع العلاقات مع قطر بدا حذرا وقلقا ومقتضبا، وعكس أغلب المراقبين علامات الاستفهام والترقب لما قد تأتى به الأيام من جراء هذا القرار، واكتفت واشنطن بما قاله وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون عن ضرورة تخفيف حدة التوتر والتصعيد وعن استعداد واشنطن للعمل مع الأطراف من أجل احتواء الأزمة المشتعلة.

كما أن وزير الدفاع جيمس ماتيس والذى كان بصحبة تيلرسون فى أستراليا ذكر أن هذه الأزمة لن تؤثر على الطلعات الجوية الأمريكية من قاعدة العيديد بقطر.وهذه الطلعات الجوية كانت ومازالت لها الدور الرئيسى فى استهداف داعش وتأتى فى اطار ما يسمى بـ«التحالف الدولي» لمحاربة الارهاب. وقد حرص ناطق باسم البنتاجون على القول بان الطلعات الجوية الأمريكية من قطر قائمة ومستمرة الى العراق وسوريا وأفغانستان. وذكر أيضا: «نحن نحث كل شركائنا فى المنطقة على خفض التوتر والعمل من أجل حلول مشتركة تضمن أمن المنطقة»
وتساءل أغلب المراقبين عن ما سوف تفعله واشنطن خلال الأيام المقبلة وهل ستتدخل وتتوسط من أجل احتواء الموقف، وزير الخارجية ريكس تيلرسون هو الرئيس السابق لشركة اكسون موبيل له علاقات قوية وممتدة مع صناع القرار وأصحاب النفوذ فى قطر وبالتالى قد يلعب دورا مهما فى احتواء الموقف. وبالطبع قيادات الدفاع والاستخبارات لهم رأيهم وتصورهم لاحتواء الأزمة المشتعلة وأيضا ـ كما يقول بعض المراقبين تحقيق تقارب أو ربما تطابق فى المواقف بين السعودية والامارات من جهة وقطر من جهة أخري.

ويأتى القلق والتخوف الأمريكى من تبعات هذا التصعيد الخليجي. خاصة فيما يتعلق بمحاربة الارهاب وأيضا بمواجهة أو محاصرة ايران. ففى الأمر الأول ترى واشنطن أن قطر باستضافتها للقاعدة الأمريكية العيديد تساهم فى تسهيل الطلعات الجوية الأمريكية واستهدافها لمواقع داعش فى العراق وسوريا.ولم يتردد مسئولون عسكريون سابقون فى ابداء تخوفهم من أن قطر بابعادها من المعادلة الخليجية ـ السعودية تحديدا قد تقترب أكثر من ايران وأيضا تتعاون مع تركيا وروسيا تباعا.

ويرى بعض الخبراء أنه من المستبعد أن تتمرد قطر على واشنطن الا أن فى امكانها أن تسبب قلقا وازعاجا للمصالح الأمريكية وللوجود والنفوذ الأمريكى فى تلك المنطقة الحساسة والمضطربة دوما من الخليج العربى خاصة أن رحلة ترامب الأخيرة وكلمته فى الرياض للقادة الخليجيين والعرب والمسلمين كانت تسعى بشكل واضح وصريح اقامة تحالف خليجى سنى فى مواجهة ايران ووضع حد لتغلغلها وتغولها فى المنطقة.

وكانت واشنطن شهدت عقب زيارة ترامب للمنطقة مؤتمرا ناقش قطر ومساندتها ودعمها للإخوان المسلمين والحركات الاسلامية المتطرفة فى المنطقة. وكان أبرز المشاركين روبرت جيتس وزير الدفاع السابق بالاضافة الى مسئولين سابقين بوزارتى الدفاع والخزانة. جيتس أشار الى أن قطر حليف استراتيجى الا أنه انتقد بشدة دعمها وإيواءها للمتطرفين وأيضا عدم تعاونها بشكل شامل وحاسم فى وقف تمويل الجماعات المتطرفة والحد من تدفق الأموال منها الى تلك الجماعات. وتم فى المؤتمر طرح أمر نقل القاعدة الجوية الأمريكية من قطر الى مكان آخر الا أن تم التحذير أيضا من التسرع والاندفاع فى حسم مثل هذه الأمور.

وقد اهتمت الصحف الأمريكية الكبرى الصادرة بالأمس بالقرار المفاجئ وحاولت رصد الأسباب والمواقف المتباينة التى أدت الى تصعيد الموقف وتوتر الأوضاع. كما اهتمت بشكل خاص بتبعات هذا القرار على حركة الطيران والتبادل التجارى والخطوات التى اتخذتها السعودية والامارات ومصر لمقاطعة ومحاصرة قطر. تعد السعودية المورد الأول للأغذية والطعام لقطر.. حسب «وول ستريت جورنال». القضايا المثارة حول قطر بالتأكيد لن تحسم فى يوم وليلة الا أن طرحها بهذا الشكل الصادم يدفع واشنطن الى أن تعيد النظر فى كل ملفاتها الخاصة بقطر ودعمها للتطرف وتمويلها للإرهاب.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق