رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الوسطية.. طبيعة مصرية

كريمة عبد الغنى

◙ أسامة العبد: قانون جديد يحدد جهات الإفتاء وعقوبات للمخالفين تصل للحبس
◙  تأهيل العلماء ليتناسب فكرهم مع حاجة المجتمع وقضاياه دون تغير الثوابت
◙  الهدهد: الأزهر يناشد البرلمان إصدار تشريع يحظر إصدار الفتاوى من غير الجهات المختصة

 

 

لم تشهد مصر فى القرون السابقة منذ فتحها على يد عمرو بن العاص تعصباً ولا تطرفاً فى الرأى ولا تكفيرا لمخالف فى الفكر والاعتقاد، وكذلك عاش المصريون نسيجا واحداً، متجاورين يندمجون فى مجتمع لا يعرف العنف ولا التطرف، لكن فى العقود الأخيرة ظهرت جماعات وأفراد بأفكار متطرفة وأفعال لا تمت للدين الاسلامى السمح ولا لطبيعة المصريين المعتدلة بأى صلة، وظهرت فتاوى أقل ما توصف به أنها «شاذة»

وارتبطت بفضائيات «مغرضة» وأحياناً منابر بعيدة عن الأبواب المشروعة للافتاء، وقد سعى أصحاب هذه الفتاوى وراء كل غريب بحثاً عن شهرة وأموال، ولو كانت على حساب صحيح الدين وما يقبله العقل ويرضاه الضمير الإنساني.. لكن فى المقابل تظل مصر واعية بقيادتها السياسية ومؤسساتها الدينية المستنيرة وبرلمانها وإعلامها اليقظ وشعبها الواعى قادرة على التمييز بين الغث والسمين، والفرز بين الصحيح والمضلل، وهذا ما يتجلى فى التحرك الشعبى والرسمى لمواجهة الدعوات الخبيثة التى ترتدى عباءة التدين والاسلام منها براء، وهذا ما نرصده فى السطور التالية..



فى البداية أكد الدكتور أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب أن الدين الإسلامى بطبيعته وسطى معتدل ليس فيه تطرف ولا تعصب ولا تشدد على الإطلاق، وهو دين بُنى على الرحمة والمودة والعدل والمساواة، ولا يحتاج منا إلا إبداء هذه السمات فى الأقوال والأفعال، وفكرة الخطاب الدينى التى نادى بها رئيس الجمهورية تسهم فى تطبيق تلك المبادئ واقعا ولاسيما أنها تمثل أساس الدين الإسلامى الصحيح الذى لا يعرف الاعتداء على الإطلاق، بل يتسع للرأى والرأى الآخر ولا يعادى إنساناً يختلف معه فى العقيدة أو الشكل أو العرق أو اللون،

أما عن استعادة الأزهر دوره الوسطى والمعتدل فقد قال الدكتور العبد: هذا يتم من خلال عدة محاور أهمها النظر للمناهج بما يتفق مع العصر الذى نعيشه وبما لا يغير الثوابت الأصيلة ويؤكد التعايش السلمي، ويواكب ذلك تأهيل الأساتذة والعلماء ليتناسب فكرهم مع حاجة المجتمع وقضاياه التى تتجدد يوما بعد يوم، وأن يتم اختيار القدوة من العلماء الدعاة فى الخارج لنشر المودة والمحبة والسلام وتعاليم الإسلام السمحة، أما الفتاوى غير المسئولة، فإن الفتوى «صنعة» تحتاج لصانع مُتقَن فلا يجوز الاضطراب أو العشوائية فى الفتاوي، ولاسيما أن الاختلاف بالفتاوى العامة ينتج عنه اضطراب بالمجتمع، ولذا لا يليق أن تؤخذ إلا من أهل الاختصاص، والقانون الجديد الذى سيخرج قريبا من لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب راعى تلك القضية وحدد جهات الإفتاء» هيئة كبار العلماء ومشيحة الأزهر الشريف وهيئة الفتوى بوزارة الأوقاف «وتم وضع ضوابط وعقوبات للمخالفين سواء داخل هذه الجهات أو خارجها، والتى قد تصل للحبس، وبالإضافة لهذا تقدمت بمشروع قانون للبرلمان لتنظيم دار الإفتاء ليعيد قيمتها وقامتها والاستقلال فى قراراتها الإدارية والمعنوية ولاسيما إنها تخاطب العالم الإسلامى أجمع.

ويؤكد الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن الواقع من حولنا يشكو مر الشكوى من الفتاوى الشاذة التى لا تبنى على أى من أسس قواعد الفقه وأصوله ولا فهم الواقع واستجلائه، ولهذا فالأزهر الشريف لا يُقر إلا الفتاوى الصادرة عن هيئة كبار العلماء أو مجلس مجمع البحوث الإسلامية، ولا يعترف بفتاوى الأفراد، وذلك لمواكبة العصر، لأن الاجتهاد المؤسسى منضبط تتعاون عقول أهل العلم فى إبداء الآراء الشرعية فيما يستجد من فتاوي، ولذا لم تثر مشكلة حول فتوى صدرت من هاتين الهيئتين، ولذلك ينادى الأزهر الشريف ويناشد البرلمان المصرى بإصدار تشريع يحظر إصدار الفتاوى من غير الجهات المختصة، صيانة للأمة من الفكر المنحرف والفتاوى الشاذة، التى لا تراعى حرمة الدماء والأموال والأعراض، ولذلك فان كل القضايا المستجدة يتصدى لها الأزهر الشريف بعلمائه ويصدر القول الفصل فيها، إلا أن ظهور قنوات تتحدث باسم الدين بعيدا عن هذه المؤسسة أدى لنشأة الفكر المنحرف الذى يبنى التدين فى قلوب الشباب على مراقبة غيرهم والغفلة عن أنفسهم، بقناعة أن ما يصدر عنه هو الحق وحده، وغيره يكون خطأ دائماً، مما جعل بعض المراقبين مما يرون من كثرة الاختلافات واتهام الناس فى دينهم، أن المشكلة فى الدين نفسه، بينما واقع المشكلة يتمثل فى بعض المتحدثين باسم الدين الذين يخالفون الفكر الإسلامى الذى يقوم على التنوع والاختلاف واحترام الآراء.



وأوضح أن الأزهر الشريف على مر تاريخه قام بدوره المنوط به خير قيام إلا أنه فى بعض مراحل تاريخه مرت عليه أطوار لم تمكنه من القيام برسالته على الوجه الأكمل، وفقد استقلاله فى بعض مراحل التاريخ حينما سلبت أوقافه، التى كانت تضمن له الاستقلال التام فى الإخلاص للدين والوطن وفى مراحل أخرى عانى شيوخه من الضغوط الشديدة عليهم، وحينما أهمل التعليم فى مصر بشكل عام، لعقود من الزمن كان منتج الأزهر كغيره من منتجات التعليم فى وطننا، لا يتفق مع التحديات التى تحيط بنا، ففى مرحلة من تاريخنا، تم دعم الجماعات التى تنسب نفسها للإسلام لدرجة بلغت أنهم أعلنوا أنهم المتحدثون باسم الإسلام وحدهم، ثم قامت هذه الجماعات بفتح آفاق واسعة لها، وتعمدوا الإساءة لعلماء الأزهر ورسخوا فى أذهان الناس أن علماء الأزهر هم «علماء السلطة»، وانطلقت لهم قنوات فضائية دخلت كل البيوت.

وترى الدكتورة سهير الدفراوى الخبيرة التربوية بمؤسسة الثقافة والتعليم للطفل والعائلة ومؤلفة البرنامج التعليمى «أنا ونحن» أن المشكلة الكبرى فى مصر تتمثل فى نوعية التعليم وأسلوب التربية وكانت مناخا خصبا لتغلغل التطرف، فالقضية لا يجب التعامل معها على أنها دينية فقط بل يجب أن تضم الدنيوية والثقافية، والاهتمام بأطفالنا منذ الميلاد ومنحهم الحب والاهتمام وتربيتهم على الاعتزاز بالنفس وقدرته على تقييم الأمور والفصل بين الخطأ والصواب منه، من خلال قدرته على التفكير الحر دون إجبار أو انصياع، فالجماعات المتطرفة كـ «داعش» يستخدمون علم نفس وإعلاما قويا لجذب الشباب وتجنيدهم بعد استمالتهم بالعاطفة والشعر الجهادى وإيهامهم بمستقبل واعد وعظيم، بحيث يتمكنون من خداع الشباب «فى سن المراهقة» التى يبحث فيها الشاب عن هوية ومحاولة إثبات ذاته فى إطار شعور بعدم فهم المحيطين لما يدور داخلهم، وبذلك يسهل للجماعات المتطرفة أن تتلقفهم.

وأكد الدكتور حسام فرحات أستاذ تطوير الموارد البشرية بالجامعة الأمريكية أن الوسطية والاعتدال تتحقق بالعمل بمحورين بالتوازى أحدهما يركز على المناهج التعليمية وأسلوب الإقناع بالأفكار التى تحويها، وخاصة أن الشباب يحتاج إلى القدوة قبل العلم، ومن المهم مخاطبتهم بلغتهم ومفرداتهم بعيدا عن الزجر والنهى والترهيب، فالترغيب أمر مستحب لجذب اهتمامهم وتغيير سلوكياتهم بدافع نابع من داخلهم دون خوف أو إجبار، وبالتوازى يتم تأهيل وتطوير الدعاة وأئمة المساجد بالعلوم الحياتية، وإتقان مهارة التواصل والإقناع وحل المشاكل والتفاوض، بحيث لا يقتصر دوره على التلقين ويتعداه للإقناع، فاقتناع المرء يحميه من غوائل الوقوع فى التطرف، فأغلب الذين وقعوا فى براثنه كانوا من قليلى الخبرة والمتحمسين وكانوا أسهل فريسة لغرز بذور التطرف فى عقلهم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 4
    دكتور كمال
    2017/05/28 10:56
    0-
    2+

    الوسطية
    ما هو الوسط بين الخير و الشر ؟ الاجابة : بعض الخير و بعض الشر
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 3
    مصرى حر
    2017/05/28 07:11
    1-
    0+

    الوسطية مبدأ اسلامى ولعن الله المتشددين الذين انحرفوا بها
    الوسطية من اول مبادئ الاسلام "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" وبالتالى تمسك بها المصريين فأصبحت من طبيعة مصرية عامة
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 2
    الديوانى
    2017/05/28 03:33
    0-
    1+

    الفتوي "صنعة" وربما فى القريب العاجل مهنة
    بمعنى اخر تحتاج الى ترخيص لممارسة المهنة. هل يمكن ان تكون الفتوة مهنة خارج دار الافتاء؟ هذا ايضا يحتاج الى فتوة.
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 1
    مصرى حر
    2017/05/27 23:49
    0-
    0+

    لعن الله المتشددين الذين انحرفوا بشدة عن اتجاه الوسطية
    الوسطية شارحة لمعناها وتعنى الوسط ونقطة المنتصف والاعتدال
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق