رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الضوء الأحمر

أنا سيدة أقترب من سن الأربعين، نشأت فى أسرة متوسطة لأب يعمل موظفا بإحدى الشركات‏,‏

وأم ربة منزل نالت قسطا من التعليم ثم تزوجت, وتفرغت لرعاية بيتها وأولادها، ولى أخ يكبرنى بثلاث سنوات وأخت اصغر منى بسنتين، وأصررت منذ صغرى على التفوق والانتقال من حياة القرية البسيطة إلى آفاق المدينة الواسعة التى أرى أنها المكان الوحيد للوصول إلى تطلعاتى وطموحاتى فى العمل والنجاح، ولم يفارق هذا الهدف خيالي, وصممت أذنى عن كل كلام عن الزواج فتزوجت معظم زميلاتى قبل أن يكملن تعليمهن, أما أنا فلقد رفضت أكثر من عريس تقدموا لخطبتى لأنى لم أر فى أى منهم الزوج المناسب, وانتقلت للاقامة بالقاهرة, فى شقة تملكها الأسرة, وعشت بين أقاربى الذين غادروا بلدتنا منذ سنوات طويلة, ولم تعد لهم صلة بها إلا فى المناسبات, وتقدمت للعمل فى أكثر من جهة, ونجحت فى اختبارات هيئة كبري, وتدرجت فى العمل بها سريعا, وخلال ثلاث سنوات صرت مسئولة عن قطاع مهم بها, وهمست لى صديقاتى بأنه حان وقت الزواج قبل أن يفوتنى القطار الذى لا ينتظر من يتقدم بها العمر، ووجدتنى أنصت اليهن واستجيب لهن, فلقد تزوجت أختى الصغري, وانجبت ولدا جميلا, وكذلك اخى الذى انجب ولدا هو الآخر, وصار لكل منهما بيت وأسرة, وتمت خطبتى لشاب فى نفس الهيئة التى أعمل بها, ولم يمض شهران حتى تم فسخ الخطبة لأسباب تافهة, منها أنه يريدنى أن أزور أمه باستمرار قبل الزواج وان ارتب معها المنزل, ولم أقتنع بكلامه, بل وشككت فى نياته, وهنا فوجئت به يفسخ الخطبة فحمدت الله أن كشف لى أمره قبل الزواج, وتكرر السيناريو نفسه مع اثنين آخرين ولم تتم الخطبة.
ومرت شهور, وجاءنى عريس جديد يمتهن العمل الحر، فيأخذ مقاولات هنا وهناك.. وعرفت أنه كان متزوجا من مهندسة باحدى الشركات المعروفة وأنه انجب منها ولدا ولكنه لم يجد راحة معها, وكانت دائمة الشجار لاتفه الأسباب ولبس أمامى ثوب الفضيلة, والتدين, واستطاع بكلماته وعباراته المنمقة أن يقنعنى بالزواج منه, فوافقت بلا قيد ولا شرط, وتزوجنا بعد أن اشترى حجرة النوم فقط, أما باقى الأثاث فلقد اشتريته من مدخراتي, وبالطبع عشنا فى شقة الأسرة، ورأيت أن كل ذلك يهون من أجل الزواج الهادئ والمستقر، ولكن هيهات أن تعرف حياتى الاستقرار, فلقد أبلغنى بعد الزواج بثلاثة أيام أنه سيسافر إلى إحدى المحافظات النائية، حيث إنه سيتولى اقامة أحد العقارات لجهة كبرى هناك، وأننى سألحق به بعد أيام، وسافر وهاتفنى ان أذهب إليه فأخذت إجازة من عملى لمدة أسبوع، وهناك وجدته يعيش فى شقة فندقية من حجرة وصالة صغيرة وكان يأتينى بضع ساعات ثم يقول لى إنه لابد أن يبيت فى موقع العمارة لمتابعة الأعمال بنفسه، وتتكرر ذلك مرات ومرات، وشككت فى أمره خصوصا بعد أن تغيرت معاملته لى تماما وأخذ يحدثنى عن عيوبي, ومنها أننى لا أجيد الكلام ولست مثقفة، وأنه لا يشعر بما أسميه “النجاح” فى عملي!
وشعرت أنه متخبط وبأننى تسرعت فى الزواج منه, ثم جاء اليوم الذى لم أكن اتخيله أبدا إذ ذهبت إليه فى شقته حسب اتفاقنا, ففاجأنى بأنه سوف يسلم الشقة فى اليوم التالى وأن علّيّ ان أعود إلى القاهرة فى الصباح الباكر, وأنه سوف يرتب لى زيارة أخرى بعد أن يستأجر شقة أخرى وحجز لى تذكرة السفر, فعدت وأنا أدرك أنه كذاب وأن حياتى معه لا يمكن ان تستمر على هذا النحو, وأنه هو الذى يريد ان يطلقنى كما فعل مع زوجته السابقة التى كان يجب على أن أسعى للقائها ومعرفة سبب طلاقها, وفى ظهر اليوم التالى اتصلت بتليفون العقار الذى كنا نسكن به فعرفت أنه أخذ اجازة لمدة أسبوع. وهنا اتصلت بوالدته فأنكرت أنها تعرف مكانه, وبعد قليل اتصلت بتليفون الشقة التى كان يعيش فيها فى منزل أسرته وهى تقع بجوار شقة والدته بنفس المنزل فاذا به يرد على فانفعل بشدة واعتبر أننى أتجسس عليه فأغلقت سماعة التليفون، ولم أجد بدا من أن أخبر أهلى بما حدث ورويت لوالدى ووالدتى ماحدث معى طوال الشهور الستة الماضية منذ زواجنا.. فرد على أبى بأنه كان يشعر بأن هناك شيئا أخفيه عنه وأنه كان ينتظر الضوء الأخضر منى لكى يتحرك، واتصل به لكى يفهم منه أسباب تغيره, أو اذا كنت قد أخطأت فى حقه, فقال له انه لن يستطيع لقاءه هذه المرة.. وسوف يناقش الموضوع معه فيما بعد. وفهمت أن هذه مراوغة جديدة من مراوغاته, فأصررت على الذهاب إليه فى بيت أسرته قبل أن ينهى اجازته, وبعد أقل من ساعة كنا هناك.. بالطبع كانت مفاجأة لوالدته التى اخفت عنى ان ابنها موجود عندها، أو أن هذه هى طباعه, وأنه لم يستقر مع أى زوجة.. وقد تلعثمت فى الكلام ثم قالت: لقد جاء متأخرا جدا, و”تعبان شوية”، ومع اصرارى على لقائه جاءنا وطلب لقاء أبى على انفراد, وأخذ يتحدث بكلام غير مفهوم عن أنه مريض, ويريد السفر للعلاج, وخلافه, وهنا أصررت على الطلاق خوفا من أن يتركنى معلقة ويختفي, كما أنه لايمكن أن تستقيم الحياة مع شخص بهذه الصفات.. وعندما سمع كلامى طلب من أبى أن أتنازل عن كل حقوقي, وبالفعل وقعت له على التنازل الذى كان يسعى إليه, وتم طلاقنا فى نفس الجلسة.
فهل اخطأت لأننى أصررت على الطلاق, وهل من الممكن إقامة حياة مستقرة مع مثل هذا الشخص؟ وهل كنت على حق عندما رفضت فكرة الارتباط والزواج؟ ثم ما الذى ينبغى أن تفعله فتاة لاحول لها ولا قوة لكى تنعم بزوج حنون وحياة مشتركة بين اثنين لايعرفان الأنانينة؟ وهل يجب أن تظل المرأة مغلوبة على أمرها مهما فعل زوجها حتى لايطلقها خوفا من كلام الناس؟

ولكاتبة هذه الرسالة أقول :

لقد أخطأت منذ البداية بإصرارك الغريب على العزوف عن الزواج، وأخطأ أبواك بمجاراتك فيما ذهبت إليه, فالطبيعى أن تنشأ الفتاة فى جو أسرى, وتعايش عن قرب زواج قريباتها وأقاربها وتراقب سلوك الأخريات فى الزواج واختيار شركاء الحياة.. أما ان تمضى حياتها على هذا النحو الذى سرت فيه, فهذا هو الخطأ القاتل الذى وقعت فيه, والذى يتحمل الجانب الأكبر منه أبوك وأمك اللذان ظنا أنك بانتقالك إلى القاهرة سوف تتفتح لك الأبواب وستجدين العريس الذى ينقلك نقلة كبرى بعيدا عن الحياة البسيطة فى القرية التى تعيشون فيها, وهو اعتقاد خاطيء يقع فيه الكثيرون دون أن يعوا ان انصراف الفتاة عن الأسرة سوف يجعل منها فتاة أخري, وقد يدفعها إلى الاصرار على انتهاج خط غير الخط الذى نشأت فيه, فتصبح متمردة على واقعها, مصرة على المضى فى الحياة الجديدة التى انتقلت اليها مهما كانت العواقب.
وتوالت أخطأؤك برفض كل من حاول الاقتراب منك طالبا الزواج، وعندما ألحت عليك صديقاتك بضرورة الزواج, وبعد أن تزوجت أختك الصغرى وأنجبت وافقت على عريس ظننته أنه المناسب من باب المظهر لا الجوهر، وخفت أن يطير منك برغم علمك بزواجه الفاشل الذى حمّل مسئوليته على مطلقته دون أن تتبينى الحقيقة، ولذلك سارعت بالموافقة عليه, بل ويسرت له كل شيء فعشت فى شقتك ولم يقدم لك سوى غرفة نوم لا أكثر.. ولأن ما جاء سهلا ينتهى سريعا, فإنه أفصح عن وجهه الحقيقى بعد أيام من زفافك إليه، وكان ما كان حتى انكشف أمره ولم يعد ممكنا أن يستمر فى لعبته أكثر من ذلك, ولذلك لم يتردد فى تطليقك انتظارا لضحية جديدة تنخدع بكلامه المعسول وأسلوبه الساحر!
ان التدقيق فى اختيار شريك الحياة أمر ضرورى لمن تنشد الاستقرار ولابد من أن تعطى نفسك الوقت الكافى قبل الاقدام على زواج جديد, وأن تكون هناك فترة تعارف مناسبة يحاول كل طرف خلالها أن يتعرف على خبايا الطرف الآخر، ويدرس تصرفاته, فإذا شك فى بعض السلوكيات أو استعصى عليه فهم بعض الأمور فلا يكمل المشوار وليبحث عن الشريك المناسب الذى يتوافق معه فى تصرفاته وأفكاره، ومن المهم أن ينتمى إلى نفس وسطه الاجتماعي، وليتعلم الآباء والأمهات الدرس الأكبر بضرورة أن يكون لهم رأى فى كل خطوة تخطوها ابنتهم، فمهما بلغت من درجات التعليم فانها لن تستطيع أن تفهم الأمور المتعلقة بالزواج كما يفهمونها بما لهم من خبرة فى الحياة.
أسأل الله لك التوفيق والسداد وان يرزقك بمن هو أهل لك والسلام.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 4
    شريف شفيق
    2017/05/26 09:21
    0-
    2+

    لماذا قسوة الناس مع بعضها بدون سبب واضح
    لماذا الافترا والظلم بين الناس بدون ان يستفيد المفترى من (افتراه) هذا موجود ليس فى القصص المنشورة فى البريد فقط بل فى جميع مناحى الحياه فى مصر ...كل من يستطيع ان يظلم ويفترى و يسلب حق الاخرين لا يتأخر عن ذلك اذن كيف تتقدم هذه البلد بدون الاخلااااااااااق.....اعيد التساؤل هل تلوث الطعام والمياه والهواء هو ما ادى للمصريين بهذه الاخلاق ؟؟
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 3
    ^^HR
    2017/05/26 09:08
    0-
    5+

    دعاء الى الله أن يعوض صاحبة المشكلة خيرا وزوج يسعدها
    مبدئيا اتفق كليا مع رأى أ. البرى المحترم ويتبقى درس مستفاد ونصيحة للشباب مفادها: عدم المبالغة والاستغراق فى التطلعات والطموحات وتحقيق الآمال على حساب الزواج بل يجب إيجاد التوازن بين الامرين فكلاهما هام-إلا من اتخذ قرارا نهائيا بالعزوف عن الزواج فهذا شأنه -ونذكر الفتيات بأنه يوجد سن متعارف عليه تقل بعده فرص المفاضلة والاختيار وتكون من نتيجته ماحدث مع صاحبة المشكلة التى بدأت تقارن بين حالها وحال شقيقها وشقيقتها فقبلت بأول قادم دون تدقيق مخافة فوات القطار، أكرر: لقد اصاب أ. البرى واحسن رأيا فيما ذكره عن الاصرار على المعيشة بالعاصمة بإعتبار انها الجنة وهو امر يعد فى حقيقته كمن يصر على ارتداء ثوب غير ثوبه ولايناسبه (معنى يردده العامة)
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 2
    ^^HR
    2017/05/26 09:04
    0-
    8+

    سماحا : رأى فى المشكلة الأولى"أحزان الشيطان!"
    أبدأ الرأى بسؤال:لماذا خلق الله الجنة للاخيار وخلق النار للاشرار؟!،، ثم تحية خاصة على إختيار العنوان،،وأقول بعدها أن الجنة إن شاء الله هى جزاء هذه الزوجة المؤمنة الصابرة الطيبة المحتسبة ذات المروءة والاخلاقيات الرفيعة والتى كانت خير مربية وراعية اولادها بكل جهد وتفان،،اما الزوج الذى ارتكب جميع الفواحش والآثام العظيمة تحت سمع وبصر ومعونة اسرته المنحلة فإن عين الله لاتغفل ولاتنام عنهم فلا نعلم كيف سيكون حسابهم امام رب العباد يوم يقوم الحساب،، أما طلب السماح الدنيوى -فى لحظات الضعف والمذلة والهوان -من الزوجة والابناء فهذا يرجع لهم وفى تقديرى هو عفو لايقدر عليه سوى القديسين ومن هم على شاكلة الملائكة،، ولو كنت مكانهم ماقبلت منه اعتذار قط وتركت امره لربه لأنه لم يطلب الصفح من موضع القوة والقدرة على البذل والعطاء
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 1
    ^^HR
    2017/05/26 06:44
    0-
    11+

    ندعو الله أن يعوض صاحبة المشكلة خيرا وزوج يسعدها
    مبدئيا اتفق كليا مع رأى أ. البرى المحترم ويتبقى درس مستفاد ونصيحة للشباب مفادها: عدم المبالغة والاستغراق فى التطلعات والطموحات وتحقيق الآمال على حساب الزواج بل يجب إيجاد التوازن بين الامرين فكلاهما هام-إلا من اتخذ قرارا نهائيا بالعزوف عن الزواج فهذا شأنه -ونذكر الفتيات بأنه يوجد سن متعارف عليه تقل بعده فرص المفاضلة والاختيار وتكون من نتيجته ماحدث مع صاحبة المشكلة التى بدأت تقارن بين حالها وحال شقيقها وشقيقتها فقبلت بأول قادم دون تدقيق مخافة فوات القطار، أكرر: لقد اصاب أ. البرى واحسن رأيا فيما ذكره عن الاصرار على المعيشة بالعاصمة بإعتبار انها الجنة وهو امر يعد فى حقيقته كمن يصر على ارتداء ثوب غير ثوبه ولايناسبه (معنى يردده العامة)
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق