رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

تنسيق مصرى ـ غينى لمكافحة الإرهاب والجريمة فى إفريقيا
السيسى: تكثيف الجهود والتعاون لاستعادة الأمن فى ليبيا

الرئيس السيسى خلال المؤتمر الصحفى مع ألفا كوندى

السيسى: توافق حول تعزيز العلاقات الاقتصادية وتطوير آليات العمل الإفريقى المشترك

تنسيق أمنى وعسكرى بين مصر وغينيا لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة

 

أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى أنه اتفق مع الرئيس الغينى ألفا كوندى ورئيس الاتحاد الإفريقي، على أهمية تعزيز التنسيق الأمني والعسكري بين مصر وغينيا في إطار الجهود الإقليمية الرامية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل الإفريقي، سواء عبر القنوات الثنائية، أو في إطار تجمع الساحل والصحراء و»مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب» الجاري إنشاؤه في مصر، والذي تأمل مصر أن يكون له إسهام إيجابي في تعزيز التعاون والتنسيق الإقليمي لمواجهة الأنشطة الإرهابية والجريمة المنظمة في منطقة الساحل.

وأوضح الرئيس - خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد عقب القمة المصرية- الغينية أمس والذى شارك فيه سفراء الدول الأفارقة بمناسبة الاحتفال بيوم إفريقيا - أنه استعرض مع الرئيس الغينى تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في القارة الإفريقية، حيث تبادلا الرؤى بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا، واتفقا على أن عودة السلم والأمن إلى هذا البلد الشقيق يعزز من السلم والأمن في القارة الإفريقية بصفة عامة وفي منطقة الساحل بصفة خاصة، وأكدا أهمية تكثيف الجهود والتعاون مع مختلف الأطراف الليبية للتوصل إلى الاستقرار المنشود لاستعادة الأمن في ليبيا.

كان الرئيس قد رحب فى بداية كلمته بالرئيس ألفا كوندي رئيس جمهورية غينيا ورئيس الاتحاد الإفريقي في بلده الثاني مصر، ووصفه بالأخ العزيز، وقال: إنه لمن دواعي سروري استقبال فخامته في مصر في هذا اليوم الخاص والمميز يوم افريقيا الذي نحتفل فيه بذكرى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية في 25 مايو 1963، ونجدد فيه كأفارقة التزامنا بروح التعاون والتآخي والتضامن الإفريقي، ويطيب لى بهذه المناسبة أن أرحب بالسادة السفراء الأفارقة الحاضرين معنا، وأن أتقدم لهم ولشعوب دولهم الصديقة بأطيب التمنيات بمناسبة هذا اليوم.

وقال إنه ناقش مع الرئيس كوندى سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وغينيا، بناء على الروابط التاريخية القوية التي تجمعهما منذ عهد الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأحمد سيكو توريه اللذين كانا من الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية.

وأشار إلى أنه تم الاتفاق على أهمية المضي قدماً في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، والإسراع بعقد الدورة المقبلة من اللجنة المشتركة بين البلدين لمتابعة نتائج هذه الزيارة المثمرة للرئيس كوندي، وتفعيل الأفكار المطروحة لتعزيز التعاون الثنائي في عدة مجالات.

كما اتفق الرئيسان على تعزيز التعاون القائم بين البلدين في مجال بناء القدرات ونقل الخبرات الفنية من خلال البرامج التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.

وتبادلا وجهات النظر بشأن تطوير وتنشيط أداء الاتحاد الافريقي ليتواكب مع المتغيرات المعاصرة وما تفرضه من تحديات.

وتوجه الرئيس بالشكر للرئيس كوندي على إدارته المتميزة للاتحاد الافريقي في إطار رئاسته له خلال هذا العام، مشيدا بخبراته التي مكنته من دفع العمل الأفريقي المشترك لما فيه مصلحة دول وشعوب القارة الافريقية.

كما تقدم بالشكر على دعم غينيا للوزيرة مشيرة خطاب مرشحة مصر والقارة الإفريقية لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، والدعم الذي أبداه لها في إطار الاتحاد الأفريقي بصفتها المرشحة الافريقية لهذا المنصب.

وقال الرئيس إننا نحتفل بيوم إفريقيا الذي يواكب الذكرى الرابعة والخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، وإنه لمن دواعي الفخر أن مصر كانت فى طليعة الدول المؤسسة للمنظمة التى جاء إنشاؤها تحقيقاً لحلم الوحدة الافريقية. ثم تحقق حلم ثان بحصول جميع الدول الإفريقية على استقلالها من الاستعمار وتعاونها فيما بينها لإدراك هذا الهدف السامى، والذي بذلت مصر كل الجهد لتحقيقه. وتطور الطموح بتأسيس الاتحاد الإفريقى عام 2002 ليشرف على تنفيذ خطط الاندماج والتكامل الإقليمى فى المجالات كافة، ودفع عملية التنمية الشاملة تحقيقاً لأجندة 2063، فضلاً عن تعزيز جهود إرساء السلم والأمن، بحيث أصبح للقارة الأفريقية صوت موحد على صعيد العالم له وزنه وثقله، يمكن إفريقيا من اعتلاء المكانة التى تليق بها عالمياً.

وأضاف الرئيس قائلا: من حقنا كأفارقة أن نهنئ أنفسنا فى هذا اليوم المميز على جميع النجاحات التى حققناها على مدار الأعوام الماضية، وأن نتذكر آباءنا المؤسسين مجددين الشكر والعرفان لهم على حكمتهم وبُعد نظرهم عندما أسسوا منظمة الوحدة الأفريقية قبل نصف قرن، وأن نجدد عهدنا بالاستمرار فى تطوير آليات العمل الافريقي المشترك لما فيه خير وازدهار جميع الشعوب الافريقية.. كل عام وأنتم وجميع شعوب قارتنا العزيزة بخير وسلام.

من جانبه، أعرب الرئيس الغينى ألفا كوندى عن سعادته بوجوده فى القاهرة بالتزامن مع الاحتفال بيوم إفريقيا، مشيرا إلى رمزية هذه الزيارة فى توقيت إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية فى 25 يونيو 1963، وموضحا أن مصر قد لعبت دورا كبيرا فى إنشاء هذه المنظمة، فضلا عن دورها فى استقلال الدول الإفريقية.

وقال إننا لن ننسى دور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الغينى أحمد سيكوتورى والعاهل المغربى محمد الخامس وملك إثيوبيا هيلا سيلاسى، والزعيم الغانى نكروما وسائر الآباء الذين كانوا وراء إنشاء المنظمة.

وأشار إلى دور الرئيس عبد الناصر فى استقلال العديد من الدول الإفريقية، ومنها الجزائر، فضلا عن دوره فى قضيتى الفصل العنصرى والمستعمرات البرتغالية، وكذلك دوره فى غينيا عام 1961، مشيرا إلى أن بلاده تتعاون بشكل كبير مع فرنسا.

وأشار كوندى إلى أنه تبادل الحديث مع الرئيس السيسى من أجل تعزيز الجهود لتطوير التعاون بين مصر وغينيا، مشيرا إلى أنه سيتم عقد اللجنة المشتركة بين البلدين قبل نهاية العام الجارى، كما تم تناول القضايا على مستوى الاتحاد الإفريقى.

وقال إنه تم الاتفاق خلال قمة كيجالى حول ضرورة اهتمام رؤساء الدول الأفارقة بالاتحاد الإفريقى على نحو الجدية، والسيطرة المالية على المنظمة، لاسيما أن هناك جزءا من عمل الاتحاد يقوم الاتحاد الأوروبى بتمويله، مشددا على ضرورة الاستقلال المالى للقارة وزيادة مساهمة الدول الإفريقية فى الاتحاد.

ونوه الرئيس الغينى إلى أن هناك العديد من القرارات على المستوى الإفريقى تظل حبرا على ورق، مشيرا إلى ضرورة أن يكون حضور قمة الاتحاد الإفريقى على مستوى الرؤساء، وفى حالة تعذر ذلك ينبغى ألا يقل التمثيل عن نواب الرؤساء أو رؤساء الوزراء.

وانتقد ضعف عمل المفوضية الإفريقية وكثرة سفر أعضائها إلى الخارج وحصولهم على مبالغ كبيرة، ولذلك قرر الاتحاد الإفريقى عمل إصلاحات فى هذا الشأن.

كما انتقد عدم لعب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، الدور الايجابى فى القارة الإفريقية، مشيرا إلى ضعف دورها فى الكونغو ودارفور وجنوب السودان، مؤكدا أنه من الأفضل أن يرسل الاتحاد الإفريقى قوات تابعة له، لاسيما أن القوات الدولية تكلف الاتحاد مصاريف باهظة.

وأشار إلى أنه قال للرئيس السيسى إن مصر والجزائر وجنوب إفريقيا لديها معدات لوجيستية يمكن أن تقدمها، على أن تقدم باقى الدول الأفراد، لضمان الأمن الخاص للدول الإفريقية.

وأكد كوندى أن جميع المشكلات التى تواجهها القارة الإفريقية، تأتى عن طريق التدخلات الخارجية فى شئونها، لاسيما فى ليبيا، مشيرا إلى أن جنوب ليبيا أصبح ترسانة يغادر منها جميع العناصر الإرهابية إلى أنحاء القارة، سواء إلى مالى أو بوركينا فاسو أو النيجر، مما يهدد الدول الأخرى مثل دول جنوب الصحراء وتشاد والنيجر.

وشدد على ضرورة عدم التدخل الخارجى فى شئون القارة، وأن يتم حل جميع مشكلات القارة من قبل الأفارقة أنفسهم. وقال إن ليبيا دولة كبيرة ولديها إمكانات كبيرة ولديها أموال فى البنوك الخارجية لا تستطيع الاستفادة منها، معربا عن أمله فى حل الازمة الليبية خلال القمة الافريقية المقبلة والاجتماع مع الأطراف الليبية عدا الإرهابيين، حتى يتم إجراء الانتخابات.

وأشار إلى أنه قال فى باريس أنه يجب أن نقطع الحبل السرى بين الدول الفرانكفونية وفرنسا، مشيرا إلى أن الدول الفرانكفونية أعطتنا درسا فى انتخابات مدير عام منظمة الصحة العالمية بتأييد المرشح الاثيوبى الذى تم انتخابه. وشدد على أن القارة اذا تحدثت بصوت واحد ولغة واحدة فسوف تكون الرابحة وسيسمعها الجميع، وقال إن إفريقيا لن تتقدم فى ظل وجود حواجز بين دولها، مشيرا إلى ضرورة أن تصبح سوقا واحدا.

ونوه كوندى إلى تدخل المنظمات غير الحكومية ومنظمات حقوق الانسان فى الشئون الداخلية لإفريقيا، مؤكدا ضرورة نشر الديمقراطية فى إفريقيا وأن ندرس التجارب الناجحة لتنمية دول جنوب شرق آسيا.

وانتقد تدخل بعض الدول فى الانتخابات بالدول الافريقية، مشيرا الى ضرورة التحدث بصوت واحد، مشيرا إلى أن الاتحاد الافريقي سيدعم المرشحة المصرية للحصول على منصب مدير عام اليونسكو، وطالب بأن يكون لدينا مقعدان دائمان وخمسة مقاعد غير دائمة بمجلس الأمن لاسيما أن 10% من المشكلات الدولية تقع فى القارة الإفريقية.

وأكد ثقل مصر والرئيس السيسى دوليا، مشيرا إلى أن الاتحاد الافريقى يعتمد على قيادة الرئيس السيسى ودعمه فى التعاون مع الدول الإفريقية على المستوى الاقتصادى.

وانتقد أزمة البطالة فى إفريقيا وقال إن 10% من مواطنى القارة من الشباب أقل من 30 عاما، والرؤساء الأفارقة مسئولون عن تشغيلهم، مؤكدا أن هناك هجرة إفريقية بشكل يومى، كما قال إننا لابد أن نركز على توفير الطاقة لا سيما أنها غير متوافرة لكل 7 من 10 أفارقة، كما ينبغى مواجهة تحديات التغيرات المناخية.

وتقدم بالشكر للرئيس السيسى الذى تحدث باسم إفريقيا من أجل مواجهة التغيرات المناخية، وقد تم إنشاء كيان إفريقى رائع للطاقة المتجددة. كما طالب بعدم تصدير المواد الأولية وتحويل القارة إلى منطقة صناعية ، مشيرا إلى أن القارة لديها عمالة متوفرة وغير مكلفة مثل الصين، ولكن تنقصها التكنولوجيا.وقال إن القارة الافريقية يمكن أن تصبح مصنعا للعالم، مشيرا إلى أهمية الاستفادة من الالومنيوم وتصنيع الأوكسيد بدلا من تصديره.

وحول قضية الإرهاب، قل كوندى أنه ينتشر فى العديد من الدول الافريقية وينبغى لنا مواجهته ليس من خلال الاسلحة فقط بل بمجابهة الفقر وتشغيل الشباب وتوزيع مواردنا بصورة واعدة، وتنمية اقتصاد الدول الافريقية.

وشدد على ضرورة حل المشكلات فى ليبيا وجنوب السودان ودارفور وإفريقيا الوسطى، مشددا على ان الاتحاد الإفريقي يعول على دور مصر كإحدى الدول الكبيرة عسكريا ولديها حدود واسعة مع ليبيا.

كما أعرب عن أمله فى حل المشكلات الإفريقية عبر الحوار، لاسيما فيما يتعلق بإنشاء السدود بين الدول، وألا تكون هناك اتهامات متبادلة وأن يتم الحل عبر طاولة لايجاد حل من أجل أن يستفيد الجميع بالسدود.

وقال ان حكومة افريقيا الوسطى تسيطر على مدينة بانجى فقط. وأكد ضرورة ان تدرس إفريقيا مسألة العقوبات. وقال فى نهاية كلمته إننا يجب أن نتحدث باسم افريقيا جديدة وأنها قارة لا تنام، وأنها تتحدث بصوت واحد وبندية مع الدول الأخرى فى إطار تحقيق المصالح المشتركة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق