رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

غضب سياحى من التعنت البريطانى!

أحمد عبدالمقصود
قال سيمون كالدر وهو كاتب بريطانى شهير فى جريدة «الإندبندت» إن آثار الاعتداءات الإرهابية فى تركيا تلحق أضرارا كبيرة بقطاع السياحة، مؤكدا أن من يمتنع عن زيارتها بسبب الهجمات، يخدم الإرهاب!!.. وقالت صحيفة «التايمز» فى افتتاحيتها عقب الهجوم الإرهابى الأخير بمدينة اسطنبول «ان تركيا بحاجة الى مساندة الغرب لها ومساندتها بدعم السياحة».. هذا التعاطف الشديد مع تركيا يقابله وجه متشدد وأكثر صلفا تجاه السياحة المصرية التى تحارب حكومتها أيضا الإرهاب وتتصدى له بكل قوة..

ازدواجية المعايير التى تنتهجها السلطات الإنجليزية جعلت ملايين العاملين بالسياحة وأصحاب الفنادق التى تضررت من هذا الموقف غير المفهوم يتساءلون عن سبب هذا التعنت تجاه السياحة إلى مدينة شرم الشيخ التى تعتبر الوجهة الأولى للسائح الإنجليزي.

وعلى الرغم من ان قطاع السياحة بدأ البحث عن أسواق بديلة مثل الأوكرانى والعربى والبولندى، فإنه حتى الآن لم يستطع تحقيق الأرقام التى كانت تتوافد من السوق الانجليزية حيث كانت المملكة المتحدة تستحوذ على المركز الثالث فى قائمة أكبر 10 دول تصدر الحركة السياحية إلى مصر، مسجلة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2015 قبل سقوط الطائرة الروسية نحو 729 ألف سائح، بنسبة زيادة 8% مقارنة بنفس الفترة من عام 2014، قضوا نحو 7.5 مليون ليلة سياحية، بينما يبلغ متوسط إقامة السائح الانجليزى فى مصر 10 أيام.

وفى عام 2014 سجلت السياحة البريطانية إلى مصر 906 آلاف سائح يمثلون ايضا 13% من الحركة السياحية الوافدة من أوروبا التى تعد أهم سوق سياحية فى مصر لأنها تمثل 74% من إجمالى الحركة الوافدة من جميع قارات العالم إلى المقصد المصري.

ودائما ما تأتى تصريحات السفير البريطانى بالقاهرة جون كاسن عاكسة لتفهمه حجم الضرر الذى أصاب السياحة المصرية جراء قرار حكومته بحظر السفر الى شرم الشيخ، حيث قال فى أثناء زيارته اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء ومسئولين فى مطار شرم الشيخ والأمن والسياحة لمناقشة التقدم فى تنفيذ الخطة المصرية البريطانية الخاصة بعودة الرحلات الجوية بين المملكة المتحدة وشرم الشيخ: إن عواقب سقوط الطائرة كانت قاسية على شرم الشيخ وعلى المصريين العاملين بمجال السياحة، ولكننا لن نترك مصر تواجه التحديات وحدها، وسنبذل كل ما بوسعنا لمحاربة الإرهاب الذى يسعى جاهدًا لتدمير الاقتصاد المصري، حيث يعتبر تحقيق اقتصاد قومى قوى وسياحة مزدهرة بهذه المنطقة الحيوية من المصالح الوطنية لبريطانيا.»


ومع هذا التصريح الذى ينم عن علم السفير كاسن بالمعاناة التى تعيشها صناعة السياحة فى شرم الشيخ.. وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية غير المسبوقة التى يشهدها مطار شرم الشيخ حاليا وذلك بشهادة جميع الخبراء الأمنيين الذين توافدوا من جميع أنحاء العالم والتى على أثرها قامت دولة مثل ألمانيا بالسماح لطائراتها بالسفر الى شرم الشيخ وتبعتها ايطاليا وفرنسا وغيرها من جميع الدول الأوروبية الأخرى فإن بريطانيا مازالت تمنع مواطنيها وتحظر عليهم استخدام هذا المطار.

موقف غير مبرر أو مقنع ليس للشعب المصرى وحده بل للشعب الانجليزى نفسه الذى يحاول الضغط على 10 دواننج ستريت من أجل السماح له بالسفر الى وجهته المحببة مدينة شرم الشيخ.. وبدأت أصوات منظمى الرحلات تتعالى لمناشدة مجلس العموم البريطانى وضع حد لهذا التعنت المقصود ضد السياحة المصرية.

ولعل البيان الصادر من شركة «توماس كوك» يحمل بين سطوره نبرة اللوم والعتاب لموقف الحكومة الانجليزية فيقول: إننا كنا نتوقع زيادة كبيرة من السوق الانجليزية لهذا العام نتيجة الإقبال الكبير من المواطنين..بل كنا نخطط لزيادة عدد طائراتنا خلال الموسم الصيفى والشتوى لمواكبة الطلب المتزايد..ولكن لاستمرار تحذيرات السفر التى أطلقتها الخارجية البريطانية فإن الشركة قررت إلغاء جميع الحجوزات لمدينة شرم الشيخ خلال الموسم الصيفى الحالى وحتى شتاء 2018».

وأشير هنا ايضا الى الرسالة التى بعث بها ديفيد سكرول رئيس مجلس السياحة والسفر العالمى وطالب الرفاعى الرئيس السابق لمنظمة السياحة العالمية إلى رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماى ، وشددا فيها على ضرورة عودة السياحة البريطانية لمصر .. وجاء نص الرسالة التى أرسلها «سكرول والرفاعى كالآتي:» مما لا شك فيه أن السياحة تمثل أهمية كبرى للاقتصاد والسلام الاجتماعى فى مصر، فهى تسهم بنحو 11% من الدخل القومى وتوفر 2.6 مليون وظيفة وتوقف السياحة البريطانية عن مصر زاد من معدلات البطالة وفقدان الوظائف ..ولفتت إلى أن مصر اتخذت إجراءات مميزة لرفع مستويات الأمن ليس فقط فى المطارات وإنما فى الأماكن المحيطة بها أيضا وهذه الإجراءات تناسب مستويات الأمن والسلامة التى قررتها هيئة النقل فى بريطانيا، وفى نفس الوقت فقد استأنفت كل من ألمانيا ودول اخرى رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ.

واختتمت الرسالة بالقول: ما يدعو للأسى أثر توقف السياحة البريطانية على الشباب المصري، نحن نهيب بحكومة بريطانيا مراجعة هذا التقرير وأن تسمح لشركات الطيران التجارية باستئناف رحلاتها إلى شرم الشيخ الأمر الذى يسمح بعودة قطاع السياحة المصرى إلى سابق عهده كقطاع مساهم فى الدخل القومى وموفر لكثير من فرص العمل لشباب مصر».

..وعلى الرغم من كل هذه المناشدات الصادرة من منظمى رحلات ومواطنين انجليز ومنظمة السياحة العالمية..ومن أن الإرهاب لا مكان له، وأنه لم يعد هناك بلد فى العالم بمأمن عن العمليات الإرهابية التى طالت حتى الآن بريطانيا نفسها بعد المانيا وفرنسا وبلجيكا وتركيا، فإن بريطانيا لم تفرض حظر سفر إلا على شرم الشيخ! رغم ان حظر الطيران الى مدينة السلام يمثل ضربة موجعة للاقتصاد والسياحة المصرية ومعروف ان عدد السائحين البريطانيين الذين يزورون المقاصد السياحية الأخرى مثل الغردقة ومرسى علم لا يمثلون رقما كبيرا فى معادلة السياحة الانجليزية الوافدة إلى مصر.

والسؤال الذى يفرض نفسه حاليا هل يستخدم جون كاسن سفير المملكة المتحدة بالقاهرة مطارا غير مطار شرم الشيخ عند زيارته لها. تنفيذا لتعليمات وزارة خارجيته؟

[email protected]

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق