رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

نقلة نوعية فى نشاط مصر الإفريقى منذ إستعادة عضويتها عام 2014

إيمان أبو العطا
يؤكد السفير عزت سعد المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية أنه بمناسبة الاحتفال بيوم إفريقيا، من المهم الإشارة إلى ان النشاط الدبلوماسى المصرى فى إفريقيا شهد نقلة نوعية بعد استعادة مصر عضويتها فى الإتحاد الإفريقى فى يونيو 2014، حيث باتت إفريقيا – بحق- أحد أهم محاور السياسة الخارجية المصرية الجديدة، لاسيما على مستوى دبلوماسية القمم الإفريقية وآخرها قمة الاتحاد الإفريقى التى عقدت فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا فى 30/ 31 يناير 2017.

كما تجسد خلال الدورتين الـ27 والـ 28 للاتحاد الافريقي. وقد فرضت تحديات المرحلة، لاسيما الملفات الشائكة التى تمس الأمن القومى المصرى مباشرة- كأزمة سد النهضة- ضرورة تكثيف التحرك المصرى ومضاعفته بشكل يمكن مصر من معالجة هذه التحديات، وأيضاً تعزيز دورها على نحو يؤمِن مصالحها الحيوية فى إفريقيا، خاصة فى ظل المزاحمة الدولية لهذا الدور، حيث تمر البيئة الإفريقية بحالة من التنافسية غير المسبوقة فى أدوار جميع القوى الدولية الساعية وراء ثروات القارة السمراء أو لبسط نفوذها وتأمين وجودها العسكرى فى المناطق الإفريقية ذات الأهمية الجيوسياسية.
وعلى الصعيد الثنائى أشار السفير عزت سعد أنه تجلت مظاهر التحرك المصرى فى إفريقيا من خلال عدة مؤشرات يأتى فى مقدمتها كثافة الزيارات المتبادلة بين مصر والعديد من الدول الإفريقية وعقد العديد من القمم الثنائية بين مصر وعدة دول إفريقية. وكانت ثنائية التنمية ومكافحة الإرهاب من أهم الملفات التى سيطرت على الأجندة المصرية تجاه القارة وهو مايمكن مصر من لعب دور محورى فى مكافحة الإرهاب. وفى هذا السياق، شارك وزير الدفاع المصرى الفريق صدقى صبحى فى فعاليات الاجتماع السادس لوزراء دفاع دول تجمع الساحل والصحراء بأبيدجان فى مطلع مايو الجاري، حيث أكد خطورة التهديدات التى تواجه منطقة الساحل والصحراء، وضرورة حشد القدرات والإمكانيات لمكافحة الإرهاب بجميع صوره، على ألا تقتصر على البعد العسكرى والأمنى فقط، ولكن تشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .كما استعرض برنامج تنفيذ مبادرة الرئيس السيسى، لتأهيل 1000 وافد من دول التجمع بالمنشآت التعليمية العسكرية المصرية، واتخاذ مصر جميع الاجراءات اللازمة للبدء فى إنشاء مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب، كأحد قرارات الاجتماع الخامس لوزراء دفاع دول التجمع المنعقد بشرم الشيخ مارس 2016 .كذلك طرح القائد العام مبادرة لتنفيذ تدريبات مشتركة لمكافحة الارهاب تشارك فيها عناصر من القوات الخاصة لدول التجمع تستضيفها مصر وتجرى بصفة دورية كل عامين .
وقد مثلت ثورة 30 من يونيو نقلة نوعية فى تعزيز التفاعل الاقتصادى تجاه القارة الافريقية خاصة مع إدراك مصر لما تتمتع بعه القارة من فرص سريعة للنمو فضلا عن وجود رغبة إفريقية لاستعادة الدور الريادى المصرى فى القارة لتكون راعيا أساسيا لمواردها آملة أن تستفيد من الدور المصري فى تحقيق الاستقرار والتنمية والاستعانة بالخبرات المصرية فى مجالات تطوير البنية التحتية ، خاصة وأن هذا المجال أصبح مصدرا أساسيا للمنافسة بين القوى الاقتصادية المختلفة وعلى رأسها (الصين والهند وألمانيا )، اضافة إلى أن التمدد الاقتصادى فى القارة يمثل أهمية جيوسياسية بالنسبة لمصر . وقد بدأت مصر أولى تلك الخطوات بإنشاء الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية عام 2014 استكمالا للجهد والدور الممتد الذى يضطلع به الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع إفريقيا. كذلك تمخضت اللقاءات التى جمعت الرئيس السيسى بالعديد من رؤساء دول القارة عن توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية فى المجالات التنموية المختلفة.
ومما لاشك فيه أن دول القارة تواجه عدد من التحديات والمستجدات : تحديات تتعلق بانخفاض الناتج القومى وتراجع معدلات الاستثمار فى عدد من الدول بسبب انخفاض أسعار النفط، فضلاُ عن ارتفاع معدلات الركود والتضخم، لاسيما فى الدول المعتمدة على النفط كمصدر أساسى لدخلها القومي. وقد أدركت القمم الأخيرة للاتحاد، وبخاصة عامى 2016 و 2017 ، التحديات التى تواجهها القارة، وهو ما عكسته بياناتها الختامية ، من حيث تأكيد الحاجة للتنسيق الأمنى لمواجهة عدم الاستقرار الذى تشهده عدد من دول القارة بدءاً من تعثر تسليم وتسلم السلطة فى جامبيا، والسعى لتحقيق السلام وإحلال الأمن فى دول جنوب السودان والصومال وليبيا ، فضلاً عن بحث ملف التغيرات المناخية وسبل مكافحة الفساد وتمكين المرأة وتوفير فرص عمل للشباب بهدف تمكينه ومواجهة المعدلات المرتفعة للبطالة الذى تعانى منه دول القارة .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق