«حكايات الصباح» هى مجموعة قصصية تحمل هموم فتيات وسيدات مصريات طرقن أبواب الحياة فاعتصرتهن حتى أخرجن لها تجاربهن القاسية .. من فرح وألم وحب، نماذج من السيدات اللاتى يلتقين كل صباح دون معرفة سواء كان اللقاء وسيلة مواصلات او مكتب او مكان عمل.
ولأن المراة متحدثة و «حكاية» بطبعها فإنها لا تدخر فرصة للفضفضة الا واستغلتها،فهن يتحدثن لكل من ينصت لهن، ولكن هل من منصت؟!
صاحبة هذه الحكايات -التى صدرت منذ ايام عن دار المعارف -هى كاتبة واديبة بدرجة سفيرة، قبل ان تصبح سفيرة مصر لدى بوروندى تخرجت د. عبير بسيونى فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة وحصلت على درجة الماجيستير فى إدارة الأعمال من جامعة ماسترخيت بهولندا، وعلى الدكتوراه فى موضوعات التدخل الانسانى ومنظمة التجارة العالمية من جامعة القاهرة. ولم تكن «حكايات الصباح «هى اول مؤلفات الكاتبة وان كانت اول مولود لها يحمل الطابع الادبى على عكس الكتب الستة السابقة لها والتى غلب عليها الطابع العلمى الاكاديمي، مثل «ازمة الهوية»، و«ثورات الامم» ، «مصر مابين الجغرافية السياسية وقامة مصر الدولية»، وتحرص الكاتبة على تنويع دور النشر حتى تكتسب مزيدا من الخبرات والتجارب .وقد تأثرت السفيرة عبير بسيونى بوالدها الدكتور بسيونى رضوان استاذ البلاغة والنقد بجامعة الازهر حيث كان شاعراً وله اهتمامات ادبية الى جانب ابحاثه العلمية،ومن ابرز مؤلفاته كتاب « الجمال بين الفلاسفة والبلغاء» الذى يعد مرجعاً للكثير من المتخصصين. كما تأثرت ايضا بجدها السفير سعد الفطاطرى الذى شكل تكوينها على هذا النحو، فقد كان هو الآخر شغوفا بالكتابة الاكاديمية وهو صاحب كتاب «افريقيا تلك السمراء التى احببتها» وترى الدكتورة عبير بسيونى ان الكتابة الادبية اصعب بكثير من العلمية لانها تستهلك المشاعر وتحتاج للتقمص والانعزال احيانا. مع ولادة كل قصة لذلك فهى تجد صعوبة فى كتابة الروايات لأن وقتها لا يسمح قائلة «الدبلوماسى صعب ان ينعزل لانه دبلوماسى طول الوقت»
وبعيدا عن الدبلوماسية وتكلفها يا ليت الدبلوماسيين الجدد يتعلمون شيئا من بساطة وذوق هذه السيدة، فالاناقة والشياكة ليست فقط فى الشكل الخارجى كما يتصور كثير منهم ،وانما فى البساطة والرقى والتواضع الذى تتمتع به السفيرة عبير بسيونى سفيرتنا لدى بوروندى وهو السر وراء اندماجها بسرعة فى المجتمع البوروندى الى جانب نشاطها الملحوظ، هذة هى النماذج المفترض ان يكون عليها ممثلونا فى الخارج حتى يستحقوا ان يحملوا حقا اسم مصر. لكن للاسف كثير منهم يفتقدون اصول اللياقة الا قليلا .
رابط دائم: