رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى رسالته إلى قادة القمة الإسلامية ـ الأمريكية .. الإمام الأكبر: ننتظر منكم قرارات حاسمة تقضى على التطرف

كتبت ـ مروة البشير
على هامش القمة الإسلامية ـ الأمريكية بالعاصمة السعودية الرياض، ألقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف أمس خطابًا مهما فى النسخة الاستثنائية من ملتقى «مغردون» الذى تطلقه مؤسسة ولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية»، وذلك بحضور عدد من كبار العلماء وزعماء الدول وقادة سياسيين ودبلوماسيين وشباب إلى جانب مفكرين وصناع رأى فى مجال مكافحة الإرهاب من أكثر من 40 دولة، بالإضافة إلى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.

ووجه الإمام الأكبر رسالة إلى الشباب العربى والإسلامى فى كلمته التى ألقاها فى جلسة مخصصة لفضيلته بعنوان «الكراهية والتطرف وأثرهما على الشباب»، كما ألقى الضوء على الجهود التى يقودها الأزهر الشريف فى مجال مواجهة الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم المغلوطة والقضاء على خطاب العنف والتعصب والكراهية.

وشدد الإمام الأكبر على أنه «لا يتمارى أحد الآن- فى أنَّ عِلَّة العِلَل وأصل الدَّاء فى أُمَّتنا العربيَّة والإسلاميَّة، هو نسيانُها الدَّائِم المُتكرِّر- عن قصدٍ أو غير قصد - لكتابهم الإلهى الكريم، الذى صنع منهم أُمَّة واحدة قادَت العالَم وأنارته وعلَّمَته قِيَم العدل والأخوَّة والمُساواة، وكيف يمتلكُ عناصر القُوَّة الماديَّة والمعنويَّة.

ففى هذا الكتاب المبين؛ الذى هو حُجَّةُ الله على المسلمين فى الدنيا والآخرة، آيةٌ مُحكَمةٌ صريحةٌ تَنهَى المسلمين والقائمين على أمورهم، ومن بينهم العُلَماءُ الذين هم ورَثَةُ الأنبياء، عن التنازُع والتفرُّق والاختلاف،و هذه الآية هى قوله تعالي:«وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ»

وأكد أنه «ليس لهذه الحُروب التى تأكلُ الأخضـر واليابسَ من سببٍ غيرَ التَّنازعِ وما أدَّى إليه من فشلٍ وذهابِ رِيحٍ حذَّرنا منهما القُرآن الكريم، وأنه وإن كانت الفُرقة هى أصلَ الدَّاء وعِلَّتَه؛ فإنَّ أمانةَ الكَلِمَة تستوجِب أنْ أضم لهذا السَّبب سببا آخر يَستغلَّ جَوَّ الاختلاف أسوأ استغلالٍ، وهو: الأطماع العالميَّة والإقليميَّة التى لاتزال تُفكِّر بعقلية المُستَعْمِرين، أو عقلية الحالمين باستعادة ماضٍ قام على نزعة التغلب العِرقى والتَّمدُّد الطائفي».

وأوضح أن هذا الدَّاءَ الذى أُصيبت به الأُمَّة أخيرًا، وأَطْمَعَ فيها أعداءها والمتربِّصينَ بها، لم يُؤتِ ثماره المُــرَّة فقط فيما تركه من تقهقُرٍ وتخلُّف على جميع الأصعدة، وإنما كان له تأثيرُه البالِغُ السُّوء فى فهم شريعة الإسلام واضطراب هذا الفهم فى أذهان الناس، وبخاصةٍ الشبابَ منهم، هذا الأثرُ الذى تبلورَ أخيرًا فى ظاهرة الغلو والتَّشدُّد والتطرُّف، ثم الإرهاب - الذى استطاع بكلِّ مَرارة وألم - أن يُقدِّم هذا الدين الحنيف للعالَم فى صُورة الدين المتعطش للقتل والذبح والدماء، وبصُورةٍ همجية وحشيةٍ لم يعرفها من قَبلُ تاريخ المسلمين.

وقال إنه ولو أن أعدَى أعداءِ المسلمين أراد أن يَكِيدَ للإسلام وينفِّر منه ويصدَّ الناس عنه لما استطاع أن يَبلُغَ عُشْـَر مِعشارِ تأثيرِ صورة واحدةٍ من صور الذبح والقتل والتفجير فى الآمنين، التى تبثُّها بعضُ سائل الإعلام والتواصل الاجتماعى عَمدًا وإصرارًا على تقديم دينِ الرحمة للعالَم فى هذه الصورة البشعة المنفِّرة، وأنها الصورة التى يَجبُ على العالَم الآن أن يتصوَّر الإسلامَ من خلالها.

وأشار الإمام الأكبر إلى أنه «إذا كُنَّا بصـدد البحث عن أهم أســـباب هذه الظواهر الغريبةِ على الإسلام والمسلمين وحضارتهم شكلًا وموضوعًا وتاريخا؛ فإنى لا أرتابُ فى أن موجةً عاتية من ثقافة الكراهية غَزَت عقولَ بعضٍ من شبابنا المُغرَّرِ بهم، وهيَّأتهم لتنفيذ خطَّةٍ خبيثةٍ أُحكِم نَسجُها فيما وراء البحار، بعد ما وَجَدَت فى سياسات التَّعليم ومُخرجاتِه فى بلادنا منافذ أو نقاط ضعفٍ نفذوا منها إلى تجنيد هؤلاء فى يُسْـرٍ وسهولة».

وأكد أنه تعليمٌ سمحت بعضُ مناهجه بالتوقُّف عند التراكمات التاريخية لنزعات الغلوِّ والتشدُّد فى تراثنا، والتى نشأت من تأويلاتٍ وتفسيراتٍ منحرفة لبعض نُصُوص القرآن الكريم والسُّنَّة النَّبويَّة وأقوال الأئمة، استُغِلَّت فى فَرزِ عقائد الناس وتصنيفهم لأدنى سبب أو ملابسةٍ، ودفعت أصحاب الفهوم المعوَجَّة إلى أقوال فقهية وعقدية قيلت فى نوازل ارتبطت بفترة زمنية معيَّنة، واتخذوا منها نصوصًا محكمةً وثوابتَ قطعية تُحاكى قواطع الكتاب والسُّنَّة، وجعلوا منها معيارًا للتبديع والتفسيق ثم التكفير.

وقال « لقد رأينا جماعاتهم يجترئون فى اندفاع أهوج، وجهالة عمياء على تكفير الحُكَّام وتكفير المحكومين لأنهم رَضُوا بحُكَّامهم، وكذلك يُكفِّرون العلماء لأنهم لا يُكفِّرون الحكام، وهم يكفرون كلَّ من يرفضُ دعوتهم، ولا يبايع إمامهم، ولست فى حاجة إلى تسليط الضوء على العلاقة الوُثقى بين مذاهب التكفير وبين ثقافة الكراهية ورفض الآخر وازدرائه».

«وقد زاد من نشر هذه الثقافة الكريهة استغلالُ هذه الفئة الضالة التقدم التقنى الهائل فى ترويج أفكارهم المسمومة بين الشباب، وبأساليب مدروسة تُغرى ضحاياها بالارتباط العقلى والعاطفى ثم بالانخراط السلوكى والعملي».

وأوضح الدكتور الطيب أن القراءاتِ الخاطئة لهذا الفكر التكفيري، والتباطؤَ فى إدانته إدانةً حاسمةً، كلُّ ذلك ساعد على استفحال هذا الوَباء وانتشاره بين الشباب، «ومع كلِّ ذلك فلا أزعمُ أن النَّفَقَ كلَّه مُظلمٌ من أوَّله إلى آخرِه، فهناك العديد من نقاط الضوء والأمل، إن صحَّ العزم وخلصت النيات واتحدت الكلمة وتوحَّدت المصلحة».

وشدد على أنه إذا كنا قد اتفقنا على أن هذا الشباب إنما اختطف من بين أيدينا للأسباب التى ذكرناها، فعلينا أن نعترف فى جِدِّية وشجاعة بوجوب إعادة النظر فى التعليم ومناهجه بمختلف مراحله، وهذا يتطلب تنسيقًا جادًّا بين مسئولى مؤسسات التعليم الدينى ومسئولى التربية والتعليم والجامعات، والثقافة والشباب والرياضة، لوضع استراتيجية تعليمية متكاملة يُقدَّم فيها الدِّين فى الصورة التى أرادها الله له.

وقال الإمام إنه إذا كُنَّا قد اتفقنا أيضًا على خطر الاستغلال السيئ لوسائل التواصل الاجتماعى فى هذه الأزمة، فقد آن الأوان لنفكر جميعا للبحث عن وسيلة توقِفُ هذا الإغراق التكفيرى والمذهبى والطائفى الذى يسبح فى الفضاء الإلكترونى بلا ضابط ولا رابط.

وأشار إلى أن الأزهر الشريف تنبه لهذا الخطر المحدِق بشباب الأمَّة؛ فأنشأ مرصدا إلكترونيا لمكافحة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتحصين الشباب من ثقافة العنف والكراهية، ويعملُ به أكثرُ من مائة باحث من شباب الأزهر، يبثون رسائلهم بإحدى عشرة لغة، وذلك فى إطار استراتيجية جديدة تستهدف توظيف جميع وسائل الاتصال الحديثة فى التصدى للفكر الإرهابي.

وفى ختام كلمته خاطب شيخ الأزهر قادةَ «القمة العربية الإسلامية الأمريكية» وزعماءها بأن شعوب المنطقة التى مزقتها الحروب، وشرَّدت أهلَها فى الفيافى والقفار، وبدَّلت أمنهم رُعبا وفزَعا، وأذاقتهم مرارةَ اليُتمِ والثُّكْلِ والترمُّل تنتظرُ من هذه القمة التاريخية قراراتٍ حاسمة، تقضى على الإرهاب وتجفِّف مصادره ومنابعه، وتوقِفُ العبثَ بدماء الشعوب وبأمن أوطانها ومقدَّراتها، وأن تضمن لها حقَّها فى حياة آمنةِ وعَيش كريمٍ، كما ذكّر أن القضية الفلسطينية تأتى فى مقدمة القضايا التى تنتظرُ من هذه القمة العالميَّة وقفةً عادلةً تحقِّقُ الأمنَ والسلام والاستقرار لشعب فلسطين ولشعوب العالمين العربى والإسلامي.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 3
    مصرى حر
    2017/05/22 00:18
    0-
    1+

    فضلا:نوجه شكر مستحق للامارات الشقيقة عن"دهاليز الظلام"
    اهل الامارات تحملوا كثيرا ومدوا حبال الصبر طويلا طويلا لهؤلاء الارهابيين الخونة الذين لم ينفع معهم حلم الكرماء ولا صبر اهل المروءة والاخلاق،،لقد اطلعونا على ما غابت عنا تفاصيله عن كيفية تجنيد الخونة للاتباع وغسل عقولهم واستخدام مختلف وسائل الترغيب والترهيب معهم حتى يحولونهم الى عجينة يشكلونها كما يريدون فينقادون لهم عميانى بلا حول ولاقوة
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 2
    مصرى حر
    2017/05/22 00:15
    0-
    1+

    نستأذنكم فى توجيه شكر مستحق للامارات الشقيقة"دهاليز الظلام"
    اهل الامارات تحملوا كثيرا ومدوا حبال الصبر طويلا طويلا لهؤلاء الارهابيين الخونة الذين لم ينفع معهم حلم الكرماء ولا صبر اهل المروءة والاخلاق،،لقد اطلعونا على ما غابت عنا تفاصيله عن كيفية تجنيد الخونة للاتباع وغسل عقولهم واستخدام مختلف وسائل الترغيب والترهيب معهم حتى يحولونهم الى عجينة يشكلونها كما يريدون فينقادون لهم عميانى بلا حول ولاقوة
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 1
    مصرى حر
    2017/05/22 00:00
    0-
    1+

    يجب ان يتوحد الجميع ولايطلب كل طرف من الآخر وحسب
    الجميع عليهم ادوار يتوجب القيام بها فى آن واحد لافرق بين رجال الدين والمثقفين والسياسيين والعسكريين ودور العلم
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق