رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

من قتل الغناء على مسرح الطليعة؟

محمد بهجت;
فى عرض « يوم أن قتلوا الغناء» للمؤلف محمود جمال والمخرج تامر كرم على مسرح الطليعة تجذبك الفكرة الذكية ويبهرك الإتقان فى رسم الشخصيات ويسحرك إحساس الممثلين الصادق ويشعرك المخرج بالثراء والتنوع فى الحركة ويحملك ديكور د. محمد سعد الى البحر والجبال واليابسة وأنت فى مكانك.

ورغم كل هذه العناصر الجيدة تشعر عند انتهاء المسرحية بأن هناك شيئا ما كان ينبغى أن يختلف .. أظن هذا العنصر هو الأغانى أو بالتحديد الأغنية الختامية التى بنيت الفكرة على أساسها .. والمؤلف الشاب المتألق محمود جمال له من قبل عدة تجارب ناجحة لعل أشهرها عند الجمهور « 1980 وانت طالع» وهو فى هذه التجربة يميل إلى معالجة أكثر عمقا وأقل مباشرة لنفس فكرة التسلط وقتل الأحلام .. والحلم الذى يقتل هذه المرة هو الأغنية .. حيث يقضى قانون الحاكم سيلبا بمعاقبة كل من يحاول الغناء .. والغناء رمز واضح للحرية .. ويستعين سيلبا بمجموعة من الحرس القساة يقودهم إريوس ذو القوة الخارقة والذى يدين بالطاعة العمياء للحاكم ولأفكار الكاهن .. بينما يقرر مدى شقيق سيلبا الطيب أن يبنى سفينة على غرار سفينة سيدنا نوح لينجو فيها مع الأبرياء الراغبين فى الحياة دون تسلط والرافضين لعبادة الأصنام التى يفرضها سيلبا .. قدم دور سيلبا الدكتور علاء قوقة بوعى وحضور طاغ واستطاع بأقل مجهود أن يكشف لنا أعماق شخصية الحاكم المستبد الذى لا يرى إلا رأيه ولا يظن الصواب إلا فى جانبه بينما أدى ياسر صادق دور الأخ الطيب مدى الذى يؤمن أن الافكار أطول عمرا من أصحابها.. ولعله واحد من أجمل أدوار ياسر صادق على كثرة ماقدم فى المسرح من شخصيات متنوعة .. وتألق كذلك من فريق العمل طارق صبرى فى دور إريوس وهو صاحب موهبة كبيرة يجب ان يلتفت اليها القائمون على صناعة الدراما .. كما حفل العرض بمجموعة متميزة من الشباب أدى كل منهم دوره ببراعة تامة ومنهم كريم حمدى فى دور قاطع للطريق وهند عبد الحليم كورمين والفنان حمادة شوشة فى شخصية الكاهن واحمد الجوهرى ابيدار واحمد عبد الفتاح سومو ومحمد ناصر افراط وميرنا الأمين لوسياد واغلبهم من طلبة وخريجى المعهد العالى للفنون المسرحية وهو ما يفسر التميز والرقى فى الأداء التمثيلى .. وتبقى مشكلة العرض وهى الأغنية التى صنع العرض من أجلها وجاءت كلماتها مباشرة وضعيفة ولا تتناسب مع حجم التحضير لها .. فالعرض يعتمد على الأغنية فى بنائه الدرامى .. ولكن ضعف أغنية النهاية لا يقلل بحال من الأحوال من الجهد الكبير والإبداع الحقيقى الذى قدمه صناع العرض.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق