رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

غــرام «الفـرافـير»

باسم صادق;
مازالت رائعة الكاتب الراحل يوسف إدريس «الفرافير» التى أُنتجت مسرحيا عام 1964 بتوقيع كرم مطاوع, تداعب خيال المخرجين وتحفزهم لتقديمها لما بها من تجاوزات لتقاليد الكتابة الكلاسيكية، بحيث أصبحت تصلح لكل زمان ومكان حتى إنها عرضت وقتها على مسرح الأمم فى باريس كأحد أهم نماذج المسرح المصرى.. وقد يكون هذا ما دفع المخرجة د. دينا أمين لتقديمها بفريق طلاب قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة.

بدايةً يُحسب لقسم اللغة الإنجليزية فى كلية الآداب برئاسة د. علا حافظ حرصه على استمرار تقليد تقديم عرض مسرحى فى نهاية العام الدراسى تكليلا لجهد العام وتكريما للناقدة الراحلة د. نهاد صليحة التى دعمت الفرقة المسرحية طوال السنوات الماضية.

ولعل أهم ما فى هذا النص هو مناقشة العلاقة الأزلية بين السيد والعبد بتقنيات المسرح الشعبى المولود من رحم التراب المصرى الأصيل، معتمدا فى ذلك على كسر حواجز المسرح التقليدى المعروفة، وهو ما استخدمت فيه د. دينا أمين حماسة وموهبة طلاب القسم لتجسيده على المسرح بسلاسة وتلقائية جذبت اهتمام الجمهور، فمنذ اللحظة الأولى أدرك المتفرج أنه مشارك فى الحالة المسرحية حينما وجد نفسه يشاهد العرض من فوق خشبة المسرح، ويضطر للإجابة عن أسئلة الممثلين، بل ويقفز فجأة من بالكرسى المجاور ليشارك فى الأحداث، وهى أساليب المسرح البريختى الشهير المعتمد على كسر حالة الإيهام بين المتفرج والحدث، ويؤكد هذا تلك العلاقة الفوقية التى نراها بين مؤلف يشكل أبطال عرضه ويجبر كل منهم على الالتزام بدوره، فالسيد لابد أن يظل سيدا والعبد لابد ألا يتمرد على طبقته الاجتماعية، ومن هنا ينشأ الصراع بين كل محاولات تمرد الفرفور أو التابع الذكى كما هو معروف فى المسرح الشعبى، وبين سيده، خاصة أن الأول يجد فى نفسه أفضلية التفكير والاجتهاد والدأب.. وتتأكد حالة كسر الإيهام بوجود الملحنة إيمان صلاح على المسرح لأداء الأغنيات الشعبية الملائمة لحالات درامية مختلفة للشخصيات، بالإضافة إلى مساعدتى الإخراج اللتين يطلب منهما السيد بين الحين والآخر إحضار اكسسوار أو تنفيذ ملحوظة ما فترفضان لأن المؤلف لم يأمر بذلك.. وتتصاعد الأحداث وتفشل كل محاولات تمرد الفرفور حتى يتطور الأمر سياسيا، ويجد نفسه محاطا بتدخلات القوى الكبرى الخبيثة التى تدفعه للثورة بدعوى الحرية.

تميز أبطال العرض ببصمة أدائية خاصة لكل منهم، بدءا من المؤلف أو أدهم سيد صاحب النبرة المتعجرفة، والبدلة غير المكتملة، وتعامله الفوقى مع الجمهور أنفسهم، ثم أحمد معتز (السيد) الكسول الباحث عن التسيد بثقة وأنفة، والفرفور وجدان سعيد الأكثر حيوية وحماسة وسرعة بديهة، وتألق أيضا سالم رضا فى دور الميت بأداء كوميدى صارخ ينبئ بكوميريان واعد، ثم زوجتا السيد المفجرتان للكوميديا من تناقض شخصيتيهما بين الرقة والغجرية، وكذلك زوجة فرفور هند مجدى التى استغلت جسدها فى تجسيد دور الزوجة القبيحة المتسلطة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق