شاهدت لك هذا الاسبوع ما لم أكن أتوقع بالفعل.. أن أرى مسرحا كامل العدد وأن أجد بعضا من المقاعد الاضافية للصالة التى امتلأت عن آخرها بالمتفرجين.. وهى صالة كبيرة.. هى صالة مسرح السلام وربما لو كانت قاعة صغيرة لم أكن أستغرب ولكن بالنسبة لمسرح كبير كان هذا ما جعلنى أمام حالة جديدة.
ترى ما السبب فى هذا الزحام؟.. ولا أرى اعلانات تملأ الشوارع والميادين وأيضا الجرائد.. إذن ما السر فى هذا الاقبال.. ثم إن ثمة متفرجين لم أعتد مشاهدتهم.. بمعنى جمهور جديد إلى حد ما.. وأعرف السبب ولكن سأسرده لك بعد العرض لهذه المسرحية التى شاهدتها لك هذا الاسبوع وهى تحمل اسم «قواعد العشق»بداية العرض يقدم لنا الحب والعشق الكبير لله.. هو نوع من التصوف ونوع من الحب ونوع من العشق.
المهم أنه الحب البديل القوى للغضب والكراهية.. أنا أحب بشفافية.. أحب من أجل الحب.. أحب الله لا أن أخاف منه.. أخشاه بالحب وبالعشق.. من خلال رحلة هذا المتصوف جلال الدين الرومى ومناقشاته مع أحد الدراويش المتجولين «التبريزي»، ومن خلال هذه الرحلة وهذه الأحاديث والمناقشات نخرج بأن الحب هو أكثر ما يرتفع بأحاسيس ومشاعر الانسان وينطلق به إلى آفاق غاية فى الرحابة وأيضا نصير منه إلى الأحسن والأسعد والمتسامح وكل ما يندرج تحت هذه المسميات أو الأوصاف التى تسمو بالفكر وتكره العنف وتبتعد عن الغضب وفى هذا التحول أو الرحلة الصوفية ينطلق من الانسان.. من داخله ذلك الصفاء الذى هو أسمى ما ينشده الانسان لتتحقق له السعادة الحقيقية.
إذن هو بالفعل قواعد العشق عن رواية قواعد العشق الأربعين للكاتبة إليف شافاق والتى ترجمت إلى العديد من اللغات ومنها بالطبع العربية.
من هذه اللغة العربية استطاعت هذه الكاتبة المصرية المحبة بل واستخدم هنا العاشقة للمسرح رشا عبد المنعم التى زاملتها سنوات فى لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة لأتبين من خلال مناقشات بسيطة منها ولكنها تدل على عمق فى التفكير وبالذات فى المسرح.. هنا هى تتولى اعداد دراما هذه المسرحية مع اثنين هما ياسمين شغف وخيرى الفخرانى لتنقل ببساطة المضمون من العمل برغم صعوبته لنحصل على هذا العرض البديع. يكمل مسيرة رشا عبد المنعم المخرج الشاب عادل حسان وكنت قد شاهدت له عملين لكن الذاكرة تخوننى فى تذكرهما.
حالة من الحب والعشق والتصوف وأيضا الغناء الجميل والأصوات التى يخرج بها المتلقى إلى عالم آخر.
مع هذا الزحام كان لابد أن يتأخر العرض حتى تتسنى لطوابير المشاهدين دخول المسرح والتعرف على مقاعدهم ولأول مرة أيضا أشاهد طوابير منتظرة دورها لكى تدخل المسرح الذى يقف على بابه اثنان من موظفى المسرح إذ كان من الصعب أن يدخل متفرج إلى المسرح خلال هذا العرض. وأعود لأثنى على جهد المخرج عادل حسان لعرض أستطيع أن أتعرف على صعوبته.. قدمه بصورة اعتقد أنها انتقلت إلى المتفرج المتلقى لتصيب كما يقال كبد الحقيقة.
وأشهد أيضا أن هذا الزحام كان بسبب الاستعانة بالسوشيال ميديا التى استطاعت جلب هذا العدد من المتفرجين ليطلب فى نهاية العمل منهم المخرج أن يقوموا أيضا بارسال أول تشيرت يعد دعاية لهذا العمل.
إذن اعتمد الشباب على الطريقة الجديدة للاعلان عن العرض دون أن ينفقوا ما لا تستطيع هيئة المسرح أو البيت الفنى للمسرح أن ينفقه فى هذا السبيل.
رابط دائم: