رحلة .. بدأت منذ قرابة الثمانين عاما. حملها على ظهره ومشى ، اكتشف أن تجارب وحكايات سنين عمره أخف من كلمة صدق إن استطاع أن يغرسها فليغرسها،فعلها، جلس سامي فريد يملى ابنته وقائع همه الأخير بواقعيته السحرية التى تحيل قصصه إلى مشاهد نابضة بالمشاعر، بحاسة استشعار الابنة كرمة سامى أدركت أن والدها يبوح بسره الوداعى، بدأها بـ «تلك اللحظة» التى قرر بطله أن يزور ابنته الوحيدة وأولادها فى أحدث أحياء العاصمة ماشيا بكامل زينته وقد وهن منه العظم ، وأنهاها هانئا بالعودة إلى أحضان والديه اللذين رحلا عن الدنيا قبل عقود طويلة، بكت دون أن يلحظ وهى تكتب على الكمبيوتر ما يمليه عليها والدها فيما يشبه النبوءة عن دنو أجله، وبكت بعد أن اطمأنت أنه آوى إلى فراشه، وبكت ولم تنم ليلتها وهى تتسلل عائدة إلى الكيبورد لتكتب «.. وهذه اللحظة».
هو كتب من زاوية الأب الذى لم يتحقق حلمه الأخير وأرسل قصته إلى ملحق الجمعة، وهى كتبت من زاوية الابنة التى بددت عيشة الضواحى أحلامها فى دوائر متشابكة ولم تسمح لها حتي برؤية أحن مخلوقات الله إلى قلبها وأزسلت قصتها بعد أيام إلى ملحق الجمعة،
.. وبسبب تأخر دورية النشر تجمعت لدينا دون قصد أو ترتيب تجربة إبداعية فريدة وجديدة، آثرنا أن نجعل النصين يتحاوران ويحققان لقاء لم يتم بين الأديب الكبير وابنته الرقيقة.. لتكتمل «رحلة بين لحظتين» نضعها أمام القارئ، بين وداعية «تلك اللحظة».. وحياة «هذه اللحظة» التالية لها..
رابط دائم: