رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

عندما يأمر الأبناء الآباء.. علاقة مقلوبة

عبير المليج
كثير من الآباء والأمهات يمنحون أبناءهم قدرا كبيرا من الحرية فى التعامل والتداخل فى أمورهم الشخصية دون وضع ضوابط وأسس لحقوق وواجبات كل فرد فى الأسرة وبناء علاقة قوامها الصداقة والاحترام فى آن واحد مما دفع بعض الأبناء للجرأة الزائدة والتخلى عن أدبيات الحوار مع والديهم.

د.جمال شفيق أحمد أستاذ العلاج النفسى ورئيس قسم الدراسات النفسية بمعهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس يحدثنا عن هذا السلوك قائلا: انتشرت فى الآونة الأخيرة مشكلة تؤرق الوالدين فى كثير من بيوتنا المصرية ألا وهى اختلاف وتداخل الأدوار داخل الأسرة.. فبعد أن كان دور الأب والأم الطبيعى يتركز فى التوجيه والنصح وإرشاد الأبناء لما فيه المصلحة لحياتهم، وكان الدور المنوط بالأبناء هو السمع والطاعة والاقتناع بلا مناقشة انقلبت الأمور رأسا على عقب وأصبح الأبناء يتدخلون فى كل كبيرة وصغيرة ويسألون الأب والأم عن أفعالهما وتصرفاتهما وسلوكياتهما، وليت الأمر يقف عند هذا الحد بل تعدى لدرجة المحاسبة وأحيانا اللوم، ولعل سبب هذه السلوكيات غير المقبولة تفريط الوالدين فى أدوارهم والتساهل والتراخى وعدم وضع حواجز تمنع الأبناء من تجاوز خطوط حمراء بينهم، وإذا أردنا أن نعدل الميزان ونعيد الأمور إلى طبيعتها فيجب أن نضع حدودا واضحة لدور كل فرد فى الأسرة بحيث يعرف كل فرد حقوقه التى يجب أن يحصل عليها، وفى نفس الوقت الواجبات التى ينبغى له أن يلتزم بها ولا يتخطاها، بمعنى أن قيادة الأسرة فى يد الأب بمشاركة الأم وأن القرارات الحاسمة ليس من حق الأبناء التدخل فيها إطلاقا، أما الأمور الحياتية اليومية كنوع الطعام والتنزه والملبس.. الخ فللأبناء حق إبدء الرأى وليعلموا أن القرار النهائى لرب الأسرة حيث إن الأسرة كالسفينة إذاكان لها أكثر من ربان سوف تضل طريقها وتغرق إلى القاع، وبالتالى يعلم الأبناء أن دورهم هو المشاركة برأيهم فقط وليس إجبارالأهل أو محاسبتهم أو مساءلتهم، ويوضح د.جمال: لابد أن نفرق بين المرحلة العمرية لتساؤلات الأبناء، فالسمة الأساسية للطفل فى سن ما قبل المدرسة السؤال عن كل ما يحيط به وهو ما نطلق عليه فى علم نفس النمو مرحلة حب الإستطلاع والشغف بمعرفة كل ما هو موجود حوله وبالتالى يجب الرد عليه بحب وود وصدر رحب بحسب ما يتوافق مع درجة فهمه ووعيه وإدراكه فيما بعد ومع تطور سن الطفل ونضجه بصورة أكبر فى مرحلة المدرسة يبدأ فى السؤال عن الأشياء الغامضة بالنسبة له وهنا لابد من الرد عليه مع عدم اعطائه معلومات أكبر من سنه، ثم ننتقل لمرحلة المراهقة التى من طبيعتها التوتر والعصبية، حب التجريب دون خبرة سابقة، فرض الرأى وإثبات الذات واقحام نفسه فيما يعنيه وما لا يعنيه.. هنا لابد أن نمنح الأبناء درجة من الوعى وتحمل المسئولية والمشاركة فى اتخاذ القرار لكى نساعدهم فى اكتمال نضج شخصيتهم مع مراعاة عدم تدخلهم فى الأمور الخاصة أو التى تفوق قدراتهم وخبراتهم بمعنى الاعتدال أى نشركهم فى الأمور التى من حقهم المشاركة فيها كقضاء الإجازة مثلا وبالتالى يشعر الابن بقيمته وأهميته واحترام رأيه وفى المقابل حينما يريد التدخل فى أمور لا تخصه فلابد أن يتم مصارحته بأنه ليس من حقه التدخل فيها، هنا ومن خلال عملية التوازن يجب ملاحظة أن الابن إذا أخذ حقه فمن الطبيعى أن يحترم واجباته والعكس إذا حرم من الحوار معه وعدم سماع رأيه فلن يحترم الرأى الآخر.

وفى النهاية يختم د.جمال قائلا: من المهم جدا أن يتعود الطفل منذ نعومة أظافره على احترام والديه وأن ابداءه رأيه لا يعنى انتقاده لهم ولابد أن يكون بأسلوب مهذب دون جرأة، أما إذا فرط الأهل فى ذلك من البداية فلابد من إعادة الحسابات مرة أخرى بمعنى عمل جلسات ودية مع الأبناء ولقاءات أسرية مع ذوى الخبرة فى العائلة لتبادل الخبرات وإسداء النصائح وليكن الأجداد أو أى شخص محبب لأبنائهم لتقديم نماذج إيجابية دون تهكم منهم أو تعنف عليهم حتى لا يحدث شرخ داخل الأسرة وبالتالى تكون النتيجة سلبية ويزداد العناد والتشبث بالرأى ورفض تحسين سلوكه لمجرد العند.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق