رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

معاناة اللاجئين وإرهاب داعش فى "الإسماعيلية"

الإسماعيلية ــ د . مصطفى فهمى وعصام سعد
تميزت الدورة ال19 بعرض أفلاما ناقشت الأوضاع السياسية من خلال قضايا إنسانية ظهرت مع ظروف الحرب على داعش والتنظيمات الإسلامية ، مما وضع شعوب مناطق الصراع فى وضعا مؤلما إنسانيا لقسوة الصورة المعروضة بالأفلام التسجيلية ، ومنها الفيلم التسجيلى الهولندى «راديو كوبانى «للمخرج ريبر دوسكى ، الذى فاز بجائزتى أحسن فيلم ، جمعية نقاد السينما المصرية.

يقدم المخرج واقع مدينة كوبانى الكردية أحد مدن محافظة حلب السورية بعد تحريرأهلها لها من تنظيم الدولة الأسلامية (داعش) ، من معايشته للفتاة دوليفان كيكو فى مرحلة العشرينات من العمر، ولها علاقة بمجال الاعلام ، مما دفعها لعمل إذاعة مقرها منزلها لتبث منها وضع بلدتها بعد هروب داعش منها ، لنجد صورة تمزج الدمار المادى للمبانى والمنشأت والشوارع ، والدمار النفسى للأهالى . لكن المشاهد يعيش الألم النفسى لما يشاهده من تمثيل بالجثث .
ليكون دوسكى نجح بتوصيل هذه الحالة للمشاهد ، لصدق وشدة واقعيتها ، وتمكنه كمخرج من إبراز ما عاشته كوبانى وأهلها .
الحضور الثانى لهذه المدينة السورية كان فى الفيلم التركى الأمريكى «المقاومة هى الحياة « إخراج ابوبازيدى ، الذى لاقى إقبالا جماهيريا ، وإشادة إعلامية ونقدية من حضور المهرجان ، لتناوله مقاومة أهل كوبانى لقوات داعش .
على جانب أخر ناقش الفيلم اليونانى « الأشباح تطارد أوروبا « إخراج نيكى جانارى و ماريا كوركوتا قضايا اللاجئين متعددى الجنسيات المقيمين فى معسكرات لهم على الحدود اليونانية المقدونية ، والتركيز على طبيعة حياتهم اليومية فيها ، مع رصد لثقافاتهم ، وعاداتهم وتقاليدهم المختلفة ، والتى تبرزكيفية تعايشهم جميعا فى مكان واحد رغم هذا التباين .
لم يبتعد فيلم « عودة رجل « إخراج مهدى فليفل عن سابقه فى التعرض لحياة اللاجئين ، لكنه تميز بالتأثير النفسى لحياة المعسكرات على الموجودين بها، مما يدفعهم للإدمان ، نتيجة لليأس والإحباط.
أما الفيلم الهولندى « غريب فى الجنة «إخراج جويدو هندريكس يعرض حياة اللاجئ فى المجتمع الأوروبى بعد خروجه من معسكرات اللاجئين، بتصويره لواقع أحدهم ألتحق بالمدرسة التى كانت بمثابة النافذة ليتعرف على المجتمع بشكل صحيح وواضح من تعامله المباشر مع سكان البلد .
لتكون بذلك الدورة ال19 إستكمال للدورة ال18 فى الطرح والتناول السياسى الراهن خاصة فيما يتعلق بالشأن السورى ، لكن الفارق ان العام الحالى تميزت افلامه السابقة الذكر أنها متعددة التناول فى الرؤى والعمق .
بجانب عروض الأفلام أقام المهرجان عددا من الورش المتخصصة فى السيناريو ، والرسوم المتحركة . فجاءت ورشة السيناريو بهدف مساندة تدريب المواهب الصاعدة من دول البحر المتوسط فى كتابة سيناريوهات أفلام الشباب الطويلة ، وتناولت موضوعات الإنتاج المشترك ، ومعايير السيناريوهات للوصول إلى العالمية.
مع أنطلاق الفعاليات صباح يوم الخميس بساعات قليلة ظهرت أزمة تغير موعد ختام المهرجان ليكون يوم الأحد بدلا من الثلاثاء ، مما أثر بشكل كبير على فعالياته، من مواعيد عرض الأفلام التى وصل عددها ل 115 ما بين تسجيلى وروائى قصير وتحريك .فسيطرت حالة من الجدل على الأجواء.
وفى حديث خاص مع د.خالد عبد الجليل رئيس المركز القومى للسينما ، تبين أن هناك نية لإعادة قيام المهرجان فى شهر أكتوبر موعده الأصلى ، تفاديا لما حدث فى دورة العام الحالى ، التى تصادفت مع الأحتفالات بأعياد تحرير سيناء ، وهو الأمر الذى وضع الناقد عصام زكريا رئيس المهرجان فى مأزق ، خاصة مع توليه رئاسة المهرجان للمرة الأولى ، والحق انه عمل بكل جهد لتفادى اثر تغيير الموعد ، الذى ألقى بظلاله على مواعيد العروض، وجعل هناك حالة من التضارب فى متابعتها .
ما يأخذ على المهرجان تناسيهم عمل ندوة عن سمير فريد ، والقليوبى كمكرمين أسوة بهاشم النحاس الذى أقيمت ندوته بحضوره كمؤسس المهرجان، لتكون الدورة الـ 19 أنتهت بكل ما تحمله من جدل.
لكن يبقى إصدار وزارة الثقافة قرار بإعادة هيكلة وتطوير المهرجان ، وتنفيذ قرار إستقلاليته ، حتى تعود الروح لهذا الكيان المتفرد فى مصر والشرق الأوسط بفروع السينما التسجيلية والروائية القصيرة والتحريك ، لكن قبل أن يعود لمكانته على الساحة الدولية ، عليه العودة محليا ولجمهور مدينة الإسماعيلية على وجه الخصوص .
الأمر الأخر لابد من كسر الحاجز المصنوع منذ 2012 بين الاعلاميين المصريين ونظرائهم العرب والأجانب وأيضا صناع الأفلام ، بسبب إقامة كل منهم فى اماكن مختلفة لا تسمح بتلاقى الجميع للحديث والتعرف على بعضهم البعض ، مما يسمح بنقل الاعلاميين للقارئ والمهتم المصرى لأشكال سينمائية عالمية جديدة لثقافته ، وتسمح لصانع الفيلم بتعريف نفسه فى مجتمع جديد ، مما يولد حالة من التفاعل المستمر بين النقاد والاعلاميين المصريين ، وصناع السينما من الدول التى تشارك كل عام ، فهذا التقليد عاشه المهرجان حتى عام 2010 .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق