طفل يحتاج جلسات والأب غير قادر، أم توقف الأدوية عن ابنها لأنها لا تستطيع شراءها كل شهر، أب وأم يضطران إلى عدم إلحاق ابنهما بأى شكل من أشكال التعليم بسبب التكاليف الباهظة! هذه بعض المشاهد المأساوية الواقعية التى عايشتها والمرتبطة ارتباطا وثيقاً بقضية الفقر والإعاقة. إن وجود طفل ذو إعاقة فى أسرة غنية كانت أم فقيرة يمثل عبئاً ثقيلاً على كاهل هذه الأسرة، ويزداد الأمر صعوبة عندما ينتمى الطفل لأسرة فقيرة ؛ مع ارتباط الإعاقة ببعض المتطلبات المادية والنفسية والاجتماعية، ويصبح الأب والأم بين مطرقة ارتفاع تكاليف الخدمات المقدمة للطفل وسندان إهماله، وبالتالى تتفاقم المشكلة وتطور حدة الإعاقة لديه نتيجة عدم التدخل المبكر وغيرها.
أيضاً قد يكون الفقر سببا فى الإعاقة من خلال بعض العوامل منها ما قبل الولادة، كسوء تغذية الأم الحامل أو الولادة فى أماكن غير مؤهلة أو ما بعد الولادة والأمر هنا يكون متعلقا بالطفل ومدى إشباع حاجاته الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية والثقافية وغيرها، وفى حالات أخرى قد تسبب الإعاقة الفقر بالنسبة للأسر الغنية، ولكن هذه الحالة أخف وطأة من الحالات السابقة.
على الدولة بكل أجهزتها القيام بدور أكبر من الدور الحالى تجاه هؤلاء الأفراد من خلال دعمهم مادياً ونفسياً وتوفير الأماكن الملائمة لاستقبالهم هم وذويهم خاصة فى الأقاليم والمناطق النائية، وذلك وفقاً لما أوصت به كافة الشرائع السماوية وكذا الدساتير والاتفاقيات الدولية؛ حتى يصبحوا إضافة إلى قوة المجتمع، وانجازات هؤلاء الأطفال ليست عنا ببعيدة.
رابط دائم: