رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

إبداع الصعيد جوهر الخطاب الثقافى

> مى إسماعيل
ضمن فعالياتها كعاصمة للثقافة العربية لهذا العام احتضنت مدينة الأقصر الندوة التى نظمتها أمانة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة على هامش معرض الأقصر الثانى للكتاب بساحة أبو الحجاج تحت عنوان «واقع الثقافة فى الصعيد».

أدارها الناقد أحمد درويش بمشاركة نُخبة من الشعراء والمثقفين.
قدم خلالها د. درويش عرضا سريعا لدور ومكانة الثقافة الريادية لصعيد مصر فى دفع عجلة التقدم للبلاد والمنطقة العربية بصفة عامة عبر العصور المختلفة؛ وكيف كانت أقاليم الجنوب مركزاً للحضارة والتنوير ونبع فياض بأسماء كبار العلماء والمثقفين، بدءاً الإمام السيوطى التى زادت مؤلفاته عن الثلاثمائة كتاب ورسالة، ومن مدينة قوص الشاعر البهاء زهير؛ الذى يعد من أفضل الشعراء الذين حملوا الروح والطابع المصرى فى الشعر العربى مما جعل أمير الشعراء أحمد شوقى يخصه بالذكر فى مقدمة ديوان الشوقيات.
وعن دور كبار رجال التنوير الذين انطلقوا من الصعيد تحدث درويش عن رفاعة الطهطاوى الذى رفع لواء النهضة فى الربع الثانى من القرن التاسع عشر بعد عودته من فرنسا وألف كتابه القيم «تخليص الإبريز فى تلخيص باريز» وبعث حياة جديدة فى الصحافة والمسرح والتعليم وانشأ مدرسة الألسن لتعليم اللغات الأجنبية لتنشيط حركة الترجمة من وإلى اللغات الأخرى؛ وبعده جاء من بنى سويف تلميذه محمد عثمان جلال ليتسلم راية التنوير وينقل روائع الأدب الفرنسى إلى العربية بشكل متميز جعلته يستحق وسام الفارس من الطبقة الأولى الذى يعد أعلى تكريم رسمى فى فرنسا.
وفى العقد الأخير من القرن التاسع عشر ولد فى الصعيد عام 1889 عملاقان هما طه حسين والعقاد ثم جاء بعدهما المنفلوطى وبعده من أسيوط محمود حسن إسماعيل، ثم تابع بعدهم المسيرة الكثير من العلماء والأدباء والمفكرين فى كل المجالات.
وفى العصر الحديث شهدنا نماذج رائعة أمثال أمل دنقل وعبد الرحمن الأبنودى وبهاء طاهر وأحمد شمس الحجاجى والطاهر أحمد مكى وتمام حسان وغيرهم .
وعن «الأقصر بين الإعلام والثقافة» أشار الإعلامى جمال الشاعر إلى أن الفراغ الثقافى الذى بات يخيم على حياة الصغار والكبار هو أحد أهم أسباب الوقوع فى فخ الإرهاب والتعصب، وناشد بضرورة وضع إستراتيجية جديدة وفعالة لمواجهة هذه الظواهر من خلال تقديم برامج تعتمد على التنوع والتجديد المستمر، وبتفعيل قصور الثقافة وفتح المسارح وقاعات السينما المغلقة وعمل مهرجانات متنوعة، مع بحث كيفية تقديم محتوى ثقافى جاذب للجمهور يجعله يعى بشكل غير مباشر فكرة قبول الآخر وغيرها من القيم والثقافات.
وفى نهاية كلمته أكد أن المجتمع المصرى والعربى بشكل عام يعيش لحظة وجودية صعبة تحتاج لوجود مثقف عضوى أمثال سيد درويش وطلعت حرب وعلى مبارك؛ فكل منهم كان عضوا عاملا ساهم فى المجتمع بالفعل وليس بالقول فقط.
وقدم د.محمد أبو الفضل بدران بانوراما للأدب فى الصعيد من خلال عدة نقاط مهمة منها ضياع واختفاء معظم الأعمال الإبداعية نظراً لأن أغلبها أدب شفهى لم يدون؛ ودعا أبو الفضل لتأليف كتاب يجمع كل تراث الصعيد الشفهى من أجل أن يصبح مصلا واقيا ضد الإرهاب، كما تحدث عن وضع المرأة فى الأدب وكيف حفرت الكثيرات أسمائهن فى تاريخ السرد والأدب العربى مثل القاصة والروائية الجنوبية منى الشيمى والكاتبة أسماء هاشم وغيرهن.
وعن واقع الكتابة الجديدة فى الصعيد أكد الناقد د.شريف الجيار أن كُتاب الصعيد يُشكلون بنية أساسية فى تشكيل الخطاب الثقافى المصرى من خلال إبداعهم المتنوع لا سيَّما الرواية والقصة والقصيدة الشعرية والمسرحية، وتجلى ذلك فى أسماء العديد من الكُتاب الشباب منهم أدهم العبودى والضوى محمد الضوى وشعبان البوقى وحسن عامر وغيرهم ممن حققوا مكانة ورؤية لبداية مشروع إبداعى قوى يمنحنا الثقة فى أن الإبداع فى الصعيد يجسد متناً وليس هامشاً فى الخطاب الثقافى المصرى كما يشيع البعض، وعلينا جميعاً الاستفادة من الخبرات الثقافية المتنوعة التى ينتجها صعيد مصر.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق