منذ أن بدأت مصر تركز جهودها الدبلوماسية والسياسية تجاه القارة الإفريقية، وخصوصا دول حوض النيل الاستوائى وإثيوبيا والسودان قوبلت هذه الجهود بحرب شرسة من قوى الشر الذى تريد من خلال وسائلها المخابراتية والإعلامية زرع بذور الفتنة والخلاف بين مصر، وهذه الدول، وتقويض جهودها لتحقيق المصالح المشتركة معها بهدف استكمال حصار مصر سياسيا واقتصاديا من الاتجاه الجنوبي
فمنذ أشهر قليلة أعلنت قوى الشر أن مصر تدعم عناصر المعارضة الإثيوبية خلال المظاهرات حول العاصمة «أديس ابابا» ومنذ أيام قليلة ترددت أخبار أن مصر قامت بغارات جوية على المتمردين ضد الحكم بدولة جنوب السودان مع أنه استحالة حدوث ذلك لتداخل خطوط التماس بين المتمردين والقوات الموالية لحكومة جنوب السودان، بالإضافة إلى أن رئيس جمهورية مصر العربية يؤكد باستمرار عدم تدخل مصر فى الشئون الداخلية لدول الجوار على الأخص، ودول العالم بشكل عام، وخلال اجتماع الرئيس المصرى مع الرئيس السودانى على هامش مؤتمر القمة الإفريقي، وتأكيد كليهما توثيق علاقة التعاون والتكامل بين مصر والسودان تدخلت قوى الشر وطالعتنا الأنباء بعدها عن قيام السودان بفتح ملف حلايب وشلاتين، وأعلن عن أن السودان سوف تلجأ إلى التحكيم الدولي، كل هذه الضغوط من الاتجاه الجنوبى بالإضافة إلى الحصار الشرقى من اتجاه إسرائيل وقطاع غزة الذى تتحكم فيه حماس «ذراع الإخوان» واستمرار إنهاك القوات المسلحة المصرية على هذا الاتجاه من خلال محاربة الإرهاب فى هذه المنطقة بهدف منع مصر من استكمال الاستغلال الاقتصادى لسيناء، وعلى الاتجاه الغربي. حيث الحدود المفتوحة والطويلة مع الجارة ليبيا وتمركز العناصر الإرهابية داخل ليبيا على الحدود مع مصر حتى واحة الكفرة مما يشكل عبئا كبيرا فى تأمين هذه الحدود من اختراق العناصر الإرهابية لها، بالإضافة إلى تعاون قوى الشر فى منع تسليح الجيش الليبى الشرعي، وأخيرا تكاتف هذه القوى الشريرة على ترحيل اللاجئين فى أوروبا، وعمل معسكرات لهم فى ليبيا، وغالبا سوف يكون داخلهم جميع العناصر الإرهابية المرحلة من العراق وسوريا ليستمر عدم الاستقرار داخل ليبيا، مما يشكل لنا حصارا على الاتجاه الغربي، وهكذا تستكمل حلقات الحصار حول مصر، وسوف يحفظ الله مصر برغم كيد الكائدين وتحيا دائما.
لواء م ـ هشام عارف ـ المقطم ـ القاهرة
رابط دائم: