رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

هيكلة الجيش الأمريكى .. الدوافع والإستراتيجية

كتب ــ عبدالجواد توفيق
اعتبر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال زيارته قاعدة ماكدويل الجوية والقيادة المركزية فى السادس من فبراير الماضى أن الجيش الأمريكى استنزف وبحاجة لتطوير قدراته الحربية وأن القوات البحرية عادت إلى قدرات الحرب العالمية الثانية.

مؤكدا أنه «لن يتم استخدام أى أموال ضريبية فى غير وجهها الصحيح وأنه وفر 70 مليون دولار عندما انخرط فى مفاوضات الطائرة F35، وهو البرنامج الذي سيعود بوضع أفضل» مضيفا أنه ستكون لدينا طائرات ومعدات جوية جديدة وستمتلك أفضل معدات».

رغم هذه التصريحات لم تتضح بعد رؤية الرئيس الأمريكى الجديد بشأن تطوير وهيكلة القوات المسلحة أو تنفيذها مهام خارجية خاصة وهو الذى أعلن أن الحرب على العراق كانت خطأ كارثيا والواقع يؤكد صحة ما ذهب إليه من الناحيتين السياسية والعسكرية، فمن الناحية الجيوسياسية أثرت الحرب على خروج العراق من معادلة القوة فى المنطقة، تلك القوة التى كانت تمثل عائقا أمام التمدد الإيرانى وتهديده للخليج العربى الذى يرتبط بعلاقات إستراتيجية مع الولايات المتحدة ووجود قواعدها العسكرية التى أضحت فى مرمى الصواريخ الإيرانية التى نجحت فى تطويرها خلال فترات الانشغال بالحرب على العراق ليتحول العراق إلى ساحة نفوذ إيرانية خالصة، ومن الناحية العسكرية مثلت خسائر الجيش الأمريكى جراء عمليات المقاومة العراقية للاحتلال الامريكى نسبا مقلقة وعامل ضغط على صانع القرار وعلى مستقبل تلك القوة الاعظم فى العالم، خاصة انها تبدو اليوم اكثر ارهاقا واجهادا عن ذى قبل، فحسب تقرير لمكتب المحاسبة الأمريكى الصادر فى 23 يوليو 2008 فإن المقاومة العراقية نفذت 164 ألف عملية قتالية فى مناطق شمال وغرب العراق فقط وبلغ عدد قتلى الجانب الأمريكى فى العراق 32 ألفا حتى عام 2008 حسب إحصائية تقرير لجنة بيكر هاميلتون وهى لجنة مستقلة من الكونجرس استعانت بـ183 شخصية عسكرية ومدنية، أما تقرير اللجنة الاقتصادية بالكونجرس، فأكد أن تكلفة الاحتلال الأمريكى للعراقى بلغت 1.8 تريليون دولار وتتضمن التكلفة الرسمية لمرتبات القوات والمعدات التى بات 50 فى المائة منها خارج نطاق الخدمة تلك الحرب التى بلغت تكلفتها الشهرية أكثر من أربعة مليارات دولار فى 2003لتصل فى نهاية 2008 إلى 12 مليار دولار.

فى حين يري كل من جوزيف ستيجليتز الفائز بجائزة نوبل للاقتصاد لعام 2001 وليندا جى بيلميز كبيرة المحاضرين فى شئون السياسة العامة والتمويل والموازنات فى جامعة هارفارد الأمريكية أن التكلفة الحقيقية لحرب العراق قد بلغت ثلاثة تريليونات مليار دولار وذلك اذا وضعت فى الاعتبار الآثار الإضافية لتلك الحرب على الميزانية والاقتصاد الأمريكيين.

لم تكن الحرب على العراق فقط كاشفة للتحديات التى تواجه الجيش الأمريكى فالحرب فى أفغانستان كان تأثيرها بالغا على وضع القوة الأعظم فى العالم التى واجهت حرب استنزاف فى جبهات متعددة ومفتوحة لتقرر بعدها الولايات المتحدة الخروج من العراق وأفغانستان والاحتفاظ بقوات أقل من أجل تقليل الخسائر البشرية وفى المعدات وهى الارقام التى حاولت الإدارات الأمريكية المتعاقبة إخفاءها عن الرأى العام الأمريكي، تلك الخسائر التى تجاوزت العنصر البشرى والمعدات إلى الانخفاض الحاد فى معنويات الجيش الأمريكى وارتفاع معدلات الانتحار والهروب من الخدمة.

كما أن التطور النوعى فى العمليات الارهابية التى استهدفت المصالح الأمريكية مثل عنصرا مهما فى التحول فى تكتيكات العمليات العسكرية لمواجهة تمدد تنظيم القاعدة فى العراق ومالى والصومال وجنوب الجزائر واليمن وأفغانستان وأيضا الوصول إلى عمق حلفاء الولايات المتحدة فى أوروبا.

كما أن ظهور لاعبين جدد يمثل تحديا كبيرا أمام القوة العسكرية وتمثلت هذه القوى الصاعدة فى الصين وروسيا التى بدأت تعود بقوة لاعبا يمثل خطرا على ملفات كانت الولايات المتحدة قد حسمتها لمصلحتها، خاصة فى الشرق الأوسط وتعتبر الأزمة السورية المثال الكاشف لعمق الأزمة التى تواجه الإدارة الأمريكية التى وقفت عاجزة أمام الإنجاز الروسى فى سوريا ومساندة النظام السورى فى مواجهة الجماعات المسلحة وكذلك تكوين جبهة تحالف لها مع إيران واستطاعت اختراق النفوذ الأمريكى فى العراق والتى توجت بصفقة أسلحة روسية للعراق والمشاركة فى العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة «داعش» كما إستطاع الدب الروسى الوجود بقوة على سواحل البحر المتوسط عبر قاعدة طرطوس بل تجربة أسلحة جديدة ذات قدرات نوعية خاصة فى مجال الدفاع الجوى والأجيال المختلفة من قاذفاتها والنفاذ إلى الملف الليبي، علاوة على المواجهة الكبرى فى أوكرانيا التى انتهت بقيام روسيا بضم جزيرة القرم إليها رغم الاعتراض الأوروبى الأمريكى وأيضا بروز الصين كقوة عسكرية ضخمة فى آسيا تتلامس مع الولايات المتحدة فى ملفات فى تايوان وبحر اليابان ليس هذا فحسب فالتحول الصينى ناحية إفريقيا وإيجاد موضع قدم لها وكذلك استمرار التهديد أو العصيان الكورى الشمالى غير القابل للاحتواء.

هذه التحديات دفعت المخطط العسكرى الامريكى الى النظر بعين الاعتبار الى ضرورة مراجعة خطط تطوير وهيكلة القوات المسلحة الامريكية للسعى الى ايجاد تكتيات عملياتية من حيث الانتشار فى ظل اطروحات تنادى باغلاق العديد من القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة فى مناطق متفرقة من العالم وتكون أكثر مرونة وقادرة على مواجهة التحديات بأقل تكلفة مالية وخسائر بشرية، ايضا تحديث ترسانة الاسلحة التى بحوذة الجيش الامريكى تتمتع بقدرات نيرانية كبيرة، ايضا فان عمليات تجديد الدوافع لدى المقاتل الامريكى باتا أمرا مهما فى عمليات هيكلة الجيش الأمريكي.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق