رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مصطفى العبادى.. واحتفاء مستحق

تهـانى صـلاح
تتويجا لإسهاماته في الفكر الإنساني وكونه صاحب فكرة إحياء مكتبة الإسكندرية القديمة وإنشاء المكتبة الجديدة تم الاحتفاء بالدكتور مصطفى العبادي واختياره ليكون شخصية معرض الإسكندرية الدولى للكتاب الذى بدأ فى الثالث والعشرين من مارس ويستمر حتى الثلاثاء المقبل.

وتعد دراسته «مكتبة الإسكندرية القديمة.. سيرتها ومصيرها» أهم مؤلفاته حيث عمل د. العبادى منذ سبعينيات القرن العشرين على دفع الجهود المحلية والإقليمية والدولية التي أدت إلى ظهور مكتبة الإسكندرية القديمة من خلال مشروع ضخم مشترك بين مصر ومنظمة اليونسكو، وظل صابرا ومثابرا من أجل أن يخرج المشروع للنور، وبالفعل تمكن من رؤيته حقيقة واقعة أمامه فى أكتوبر عام 2002 وأصبحت المكتبة مركزًا عالميًا للفكر والمعرفة.

قدم العبادى للمكتبة فيضًا بلا حدود من الخبرة والجهد والعلم، وشارك في العديد من المشروعات البحثية والمؤتمرات والأنشطة العلمية بها ، كما كان له دور فاعل في إطار جمعيات أصدقاء مكتبة الإسكندرية حول العالم، وتولى رئاسة الجمعية المصرية لأصدقائها، واستمر دعمه للمكتبة موصولا بلا انقطاع علميا ومعنويا منذ افتتاحها وحتى وافته المنية فى الثالث عشر من فبراير الماضى.

ويعد د.مصطفى أحد أهم أعمدة الدراسات الكلاسيكية في مصر والوطن العربي بل وعلى مستوى العالم، خاصة تلك المتعلقة بمدينة الإسكندرية حيث اهتم بدراسة تاريخ المدينة وحضارتها من مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية والفكرية والعلمية، فكان - رحمه الله - من الأساتذة القلائل الذين كرسوا جانبًا كبيرًا من اهتمامهم لدراسة تاريخ العلوم وإبراز دور علماء الإسكندرية القديمة عبر العصور.

كما كان من رواد الدراسات البردية اليونانية والعربية، ومن القلائل المتخصصين في دراسة البردي خلال القرون الأولى للفتح العربي لمصر.

ويعد د. العبادي أيضاً مؤسسًا لعلم الآثار الغارقة بمدينة الإسكندرية ومصر، سواء من خلال العمل الأكاديمي أو من خلال رئاسته لجمعية الآثار بالإسكندرية.

كما قاد العديد من حملات الإنقاذ لآثار الإسكندرية الأرضية والبحرية والغارقة، واهتم بالتوعية العامة لغير المتخصصين- في مصر وخارجها- بالتراث السكندري والمصري عبر العصور.

وصفحات بطاقة التعارف على د. العبادى تقول إنه نشأ في بيت عريق من بيوت العلم، فوالده عبدالحميد العبادى عميد كلية الآداب الأسبق، ولد في القاهرة عام 1928،. وحصل العبادى على درجة الليسانس في التاريخ القديم من جامعة الإسكندرية عام 1951، وعلى الدكتوراه من جامعة كمبردج عام 1960، وعمل بالتدريس بجامعة الإسكندرية منذ عام 1961، وتولى رئاسة قسم الحضارة اليونانية والرومانية في الفترة من 1973 - 1976، وكان وكيلاً لكلية الآداب لشئون التعليم والطلاب في الفترة من 1976- 1979، كما قام بالتدريس في عدد من الجامعات العربية والعالمية.

حصل د. العبادي عن مؤلفاته وأبحاثه على العديد من التكريمات المحلية والعربية والدولية، منها جائزة كفافيس في الدراسات اليونانية القديمة 1997، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1998، والدكتوراه الفخرية في الدراسات الإنسانية من جامعة كيبيك في مونتريال بكندا 2005، وجائزة النيل عام 2013، ووسام الجمهورية للعلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 2014... رحل العبادى عن 89 عاما تاركا ثروة علمية هائلة تستفيد منها الأجيال القادمة ويعيش معها بمؤلفاته وأبحاثه وآرائه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق