وسط أجواء قاتمة لا تبشر بمخرج وشيك من الأزمة السورية، تبادل مفاوضو الحكومة والمعارضة السورية الإهانات ووصفوا بعضهم بعضا بالإرهابيين والمراهقين ، بعد جولة من محادثات السلام استغرقت ثمانية أيام في جنيف والمعروفة بـ«جنيف ٥».
فقد ركز نصر الحريري رئيس وفد المعارضة السورية على توجيه الاتهامات للرئيس بشار الأسد وحكومته، احتجاجا على رفض الوفد الحكومي مناقشة الانتقال السياسي خلال جولة محادثات جنيف الراهنة برعاية الأمم المتحدة، زاعما أن الوفد الحكومي يرفض «حتى هذه اللحظة مناقشة أي شيء ما عدا التمسك بخطابه الفارغ حول محاربة الإرهاب»، على حد زعمه.
وادعى الحريري أنه يبحث عن شريك في المفاوضات يضع مصالح الشعب السوري أولا، بينما قال رئيس وفد الحكومة بشار الجعفري «ليس لدينا شريك وطني ولا توجد إرادة سياسية لدى رعاة الإرهاب».وسخر الجعفري من وفد المعارضة ووصفهم بـ»المراهقين» الذين يظنون أنهم يظهرون في برنامج للمواهب في التليفزيون مثل «آراب آيدول» و»ذا فويس».
وأكد الجعفري أن وفد المعارضة لا يريد مكافحة الإرهاب ولا حلا سياسيا، إلا إذا كان على «مقاس أوهامهم» التي أثبتت السنوات والحقائق أنها لم ولن تتحقق ولم يكن على ألسنتهم إلا كلمة واحدة أو وهم واحد ألا وهو أن نسلمهم مفاتيح سوريا والسلطة.
ووصفهم أيضا بأنهم «مرتزقة» لم يتلقوا فيما يبدو تعليمات ممن يحركونهم سوى مواصلة دعم الإرهاب وإشاعة الفوضى في جولات التفاوض.
وأشار الجعفري إلى أن وفده سلم دي ميستورا وثائق بشأن كل جوانب المحادثات، وهي الانتخابات والدستور وإصلاح نظام الحكم ومكافحة الإرهاب، إلا أن المعارضة لم ترد.
ومن ناحيته، أكد دي ميستورا أن الجانبين حريصان على العودة لإجراء المزيد من المحادثات حتى وإن كان «لا يرى أن المباحثات تتطور على الفور إلى اتفاق سلام»، مشددا على أن أيا من الجانبين لم ينسحب من المفاوضات في ظل هذه التحديات.
وعلى صعيد التطور في الموقف الأمريكي تجاه سوريا بشكل عام، وبمستقبل الرئيس بشار الأسد بشكل خاص، أكد شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض أنه «فيما يتعلق بالأسد يوجد واقع سياسي علينا أن نقبله فيما يخص موقفنا الآن»، محملا الرئيس السابق باراك أوباما مسئولية الفشل في إقناع الأسد بالتنحي.
وقال سبايسر «أمامنا فرصة وينبغي أن نركز الآن على هزيمة تنظيم داعش الإرهابي»، وأكد أن الولايات المتحدة لديها أولويات راسخة في سوريا والعراق، مشيرا إلى أن مكافحة الإرهاب، وبصفة خاصة هزيمة داعش، تتصدر هذه الأولويات.
كما أكد تأييد البيت الأبيض لكل من وزير الخارجية ريكس تيلرسون ونيكي هيلي السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن واشنطن لا تركز حاليا على إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وموضحا إن تركيز الولايات المتحدة ينصب على هزيمة تنظيم داعش الإرهابي.
وفي أنقرة، أكد إبراهيم كالن المتحدث باسم الرئاسة التركية أنه لا يجب تفسير إعلان بلاده انتهاء عملية «درع الفرات»، بأنها لن تهتم بالمخاطر الأمنية شمال سوريا، أو أنها ستتوقف عن لعب دور هناك.
كما أعلنت هيئة الأركان العسكرية أن قواتها ستبقى في شمال سوريا، وهو ما يثير التساؤلات بشأن دور الجيش في المرحلة المقبلة داخل سوريا لا سيما المعركة المرتقبة لتحرير الرقة.
وقالت في بيان لها أن الجيش سيستمر في أنشطته في مناطق شمال سوريا بهدف «حماية الأمن القومي للبلاد» والعمل على منع قيام ما وصفها بكيانات غير مرغوب فيها، في إشارة إلى المسلحين الأكراد.
رابط دائم: