لم يكن إعلان أيمن الصفدى وزير الخارجية الأردنى نجاح القمة العربية، التى انعقدت فى البحر الميت بكل المعايير، اعلانا مبالغا فيه، فإذا عدنا إلى الخلف قليلاً والى الأجواء التى سبقت القمة نجد أن تلك الأجواء لم تكن تشى بكثير من الأمل فى مجرد تمثيل ومشاركة معقولة للقادة والزعماء العرب،لكن العلاقات الطيبة التى يحظى بها الأردن بين جميع الدول العربية، أمنت لقمة البحر الميت حضوراً غير مسبوق، واذا أضيف إلى ذلك النجاح التنظيمى، وكرم الضيافة اللذين تميزت بهما القمة فيمكن بكل بساطة القول إن القمة قد نجحت من الناحية الشكلية.
لقد أعلنت قمة البحر الميت عن إعادة إحياء مبادرة السلام العربية، وشددت على ضرورة محاربة الإرهاب الذى طال العديد من الدول العربية. لقد جاء اعلان عمان نتيجة لحرص القادة العرب فى التركيز على الأولويات ضمن عمل عربى مشترك ليتدارك ما كان يفرض علينا سابقاً، ويعكس روحاً إيجابية. لقد كان هناك تركيز واضح على مركزية القضية الفلسطينية. وكانت الرسالة التى حملها القادة العرب من قمة البحر الميت الى العالم هى أن العرب يريدون سلاماً دائماً وشاملاً، ومن أجل أن يكون سلاماً دائماً وشاملاً لابد من أن يكون مستنداً إلى قرارات الشرعية الدولية وحقوق الطرفين.
وأكد السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية أن الحضور غير المسبوق للزعماء العرب لقمة عمان، هو أمر يؤكد تفهم القادة العرب لخطورة وحساسية المرحلة، قائلاً: «إن القمة حققت الهدف ولملمت الوضع العربى».
ولا يمكن أن نغفل مبادرة القادة الثلاثة، الرئيس عبد الفتاح السيسى، والعاهل الأردنى عبد الله الثانى، والرئيس الفلسطينى محمود عباس الذين عقدوا اجتماعاً ثلاثياً مهماً لتنسيق المواقف قبل زياراتهم المقررة إلى الولايات المتحدة الأمريكية الشهر الحالى، ولقاء الإدارة الأمريكية هناك.
وفى السياق ذاته فإن اللقاءات التى تمت على هامش القمة بين الزعماء العرب أحدثت تقدماً نحو تحسين العلاقات بين قادة الدول العربية، وجاء لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى، والملك سلمان ليعد تطوراً إيجابياً بالغ الأهمية.
وقد لخص أمين عام الجامعة العربية أبو الغيط خلاصة قمة البحر الميت بقوله «لا نستطيع القول إننا سنحل مشكلات العالم العربى اليوم أو غداً أو العام القادم، المشكلة تحتاج إلى جهد وتنسيق، اللبنة الأولى وضعت من خلال لملمة الوضع العربى فى قمة عمان.»
رابط دائم: