رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حرم الله فيه القتال
رجب .. تدريب على الطاعات لاستقبال شهر الصيام

> تحقيق ــ خالد أحمد المطعنى
شهر رجب من الأشهر الحرم، وفيه حدثت معجزة «الإسراء والمعراج»، ويرجع فضل هذا الشهر أن الله عز وجل قد فضل الأشهر الحرم عن سائر شهور العام، وخصصها بمزيد من الإجلال والإكرام، وفضل فيها الإكثار من فعل الخيرات وترك المنكرات، والابتعاد عن الاقتتال والتناحر،

حيث إنه يعد مقدمة الاستعداد لشهر رمضان المبارك، وفرصة لتعويد النفس والجوارح وتدريبها على العبادة الصحيحة والطاعات بمختلف صورها، من صيام وصدقة وقيام ليل وقراءة القرآن الكريم، وذلك حتى يدخل المسلم في جو العبادة، لينال رضا ومغفرة ورحمة الله تعالى.
وللأسف يأتى هذا الشهر الحرام، وبعض ممن ينتسبون إلى الإسلام ظلما وزورا، ينتهكون الأعراض ويعتدون على الممتلكات العامة والخاصة، ويقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق.

وحول فضل الطاعات والعبادات في شهر رجب يقول الدكتور عبد الغفار هلال، الأستاذ بجامعة الأزهر، إن شهر رجب يعد من الأشهر الحرم التي فضلها الله تعالى وشرف ذكرها فى القرآن الكريم، قال تعالى: «إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين». وأوضح أن الأشهر الحرم قد حرم الله سبحانه وتعالى فيها القتال، بل وقال سبحانه:.. «فلا تظلموا فيهن أنفسكم».. لذا يجب على المسلم تعظيم الأشهر الحرم عن غيرها من الأشهر. وحذر من الانسياق وراء فكر بعض المغرضين الذين يريدون هدم وتمزيق الوطن، بأفعالهم الدنيئة من قتل وتخريب وتدمير وترويع للآمنين، التى وان كانت محرمة فى كل وقت، إلا أنها تصل إلى أعظم درجات الحرمة فى شهر رجب لأنه من الأشهر الحرم التى حرم الله فيها القتال، بغير حق، مطالبا المسلمين بأن ينصرف فى هذا الشهر إلى معرفة الله تعالى وإلى كل ما ينفع، وان يعمل جاهدا لفتح أبواب العمل، حتى تتقدم أمتنا، بدلا من العراك بين المسلمين. وأوضح أن هذا الشهر يعد مقدمة لشهر رمضان بالاستعداد بعمل الطيبات والصالحات وتنقية النفس، والإكثار من قراءة القرآن الكريم الصدقات والنوافل ومساعدة الآخرين فى قضاء حوائجهم، والمداومة على الإكثار من ذكر الله تعالى.

فضائل متعددة

وفى سياق متصل، يؤكد الدكتور عبدالرحمن عباس سلمان، الأستاذ المساعد بقسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين والدعوة بأسيوط، أن الواجب على المسلم أن يعرف قدر هذا الشهر الحرام، كما يجب عليه أن يحذر من المعصية فيه، فإنها ليست كالمعصية في غيره؛ بل المعصية فيها أعظم، والعاصى فيه آثم، كما قال سبحانه: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ..» أي: ذنبٌ عظيمٌ، وجرم خطير، فهو كالظلم والمعصية في البلد الحرام، ويستحب فيه الصيام والقيام بالأعمال العبادية وضرورة تجنب المعاصي والبعد عن الرذيلة، ويستحب للمسلم في «رجب» الإكثار والمواظبة على ما ثبتت به السنة في سائر الأيام من نوافل الطاعات، صلاة، صيام، صدقات وغيرها من القربات.

وأشار إلى أنه إذا كان تعظيم الشهر الحرام أمرا متوارثا لدى أهل الجاهلية قبل الإسلام، يكفون فيه عن سفك الدم الحرام، وعن الأخذ بالثأر والانتقام، أفليس من ينتسب إلى الإسلام أجدر وأحرى بهذا الالتزام؟، ولهذا فينبغى على المسلم أن يكون في هذا الشهر أكثر ابتعادا عن الذنوب والآثام، وتوقيا لكل ما يغضب الله؛ ويبتعد عن ظلمه لإخوانه بالاعتداء عليهم وسفك دمائهم، أو أكل أموالهم وحقوقهم، أو الولوغ في أعراضهم، ونهش لحومهم، وتتبع عوراتهم، وإفشاء أسرارهم، وإلحاق الأذى بهم، ويبتعد عن ظلمه لنفسه، والإساءة إلى شخصه؛ بمعصيته لخالقه، وخاصة ما يتساهل فيه بعض الناس من صغائر الذنوبِ، هذا وكما أن المعاصي تعظم في الشهر الحرام، فكذلك الحسنات والطاعات تعظم وتضاعف في هذه الأيام، فالتقرب إلى الله عز وجل بالطاعة في الشهر الحرامِ أفضل وأحب إليه سبحانه من التعبد في سائر الأيام.

وطالب المسلمين في كل أرجاء الأرض بأن يمتثلوا لهذه التعاليم الربانية ويكفوا عن حمل السلاح ضد بعضهم البعض، وأن يتقوا الله في محارمه وألا يعتدوا على غيرهم، وأن يكون هذا الشهر فرصة لهم للتدريب على الطاعات لنستقبل بهذه الحالة الإيمانية شهرا كريما بعده هو شهر شعبان، وكلاهما موصل في سلم الوصول بالطاعات إلى نيل فضيلة شهر رمضان الكريم بعدهما، ما أجملها من طاعة بعد طاعة لينعم المسلم برضوان الله تعالى عليه فيسعد في دنياه وأخراه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق