رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«فصام» إعلامى بريطانى تجاه مصر!!

فعلي الرغم من أن الإعلاميين البريطانيين لا يتذكرون مصر علي الأرجح إلا في حالة الأخبار السيئة، ويتجاهلونها تماما عندما يكون الأمر متعلقا بأي تطور إيجابي علي الساحة المصرية، فإن هذه ليست المشكلة، فهذا هو شأنهم، ولكن أن تكون التناقضات في التغطية الإخبارية، والمعلومات المتضاربة هي السمة الرئيسية للتقارير التي تبثها هذه الوسائل الإعلامية عن الأحداث الجارية في مصر، فهذه هي المشكلة الحقيقية.

ظهر ذلك بوضوح من خلال أكثر من تقرير خلال الفترة الماضية، ومن بين ذلك ما بثته وكالة «رويترز» للأنباء تحت عنوان «السائحون الألمان يواصلون تجنب تركيا هذا الصيف».

فعلي الرغم من أن رويترز كانت قد بثت أكثر من تقرير في الفترة الماضية عن انهيار صناعة السياحة في مصر، وتراجع أعداد السائحين الزائرين لمصر، فضلا عن إصرارها علي الحديث عن أي حادث يقع في العريش أو رفح علي أنه وقع في «سيناء»، دون الإشارة إلي «شمال سيناء» فقط، فإن الوكالة البريطانية نفسها هي التي بثت تقريرها الخاص بالسائحين الألمان وتركيا، فبدا وكأن هذا التقرير قد «أفلت» منها علي الأرجح، إذ تضمن ما أعلنته مؤسسة «جي.إف.كيه» الألمانية العاملة في مجال بحوث السوق بشأن انخفاض حجوزات السائحين الألمان لقضاء عطلة الصيف في تركيا بما يزيد علي النصف بعد سلسلة الهجمات التي وقعت في تركيا، وأشار التقرير نفسه إلي أنهم - أي السائحون الألمان - بدلا من ذلك، سيقضون إجازاتهم في اليونان ومصر، وفي هذا الصدد، أشارت رويترز إلي ما أعلنته «جي.إف.كيه» من أن الحجوزات لمصر ارتفعت بنسبة تصل إلي 91% مقارنة بالعام الماضي!

وفي واقعة تناقض أخري، بثت «رويترز» أيضا تغطية غريبة لما سمته بمظاهرات الخبز في بعض المدن المصرية، إبان أزمة «الكارت الذهبي» التي انتهت سريعا، حيث بثت الوكالة تقريرين متتاليين يومي 6 مارس و7 مارس عن أزمة الخبز، وصفا ما حدث بأنه «انتفاضة خبز» وزعمت أن المئات من المصريين شاركوا فيها، وكان العنوان المستخدم هو «المصريون يتظاهرون خوفا من تخفيض الدعم للخبز»، وهو عنوان تصعيدي لا يعكس حقيقة الأزمة المرتبطة بقطاع محدود جدا من المواطنين وأصحاب المخابز، ولكن الوكالة نفسها اعترفت بأن المظاهرات كانت «محدودة»، فأي انتفاضة أو ثورة هذه؟!

أما هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي.»، فقد ركزت علي سخرية المصريين علي مواقع التواصل الاجتماعي من طريقة استخراج تمثال المطرية، في حين تعاملت باقي الصحف ووسائل الإعلام البريطانية الحدث بشكل أكثر احتراما، حيث تحدثت عن تمثال المطرية علي أنه كشف عظيم وكشف تاريخي، وعددت المزايا التي ستعود علي مصر والسياحة من جراء الكشف عن هذا التمثال، دون أن تلتفت هذه الصحف لتفاهات مواقع التواصل الاجتماعي كما فعلت البي بي سي.

ولكن، كانت السقطة الأكبر للإعلام البريطاني، ممثلا في رويترز والبي بي سي علي وجه التحديد، في عشرات التقارير التي تم بثها عن الأوضاع الأمنية في شمال سيناء، بما في ذلك الحديث عن فشل مصر في حماية المسيحيين، وتزايد نشاط الإرهابيين هناك، وترويع السكان المدنيين، وخروج المنطقة عن السيطرة لدرجة إقامة الإرهابيين نقاط تفتيش لهم علي الطرق، في حين تم تجاهل زيارة وزيري الدفاع والداخلية للعريش تماما، وكأنها لم تحدث، رغم أن الزيارة تمت بعد أيام قليلة من بث هذه الأكاذيب، فهل هذه صحافة نزيهة، أم أنها منصات الدعاية لداعش وأخواتها؟!

والغريب أنهم في الإعلام البريطاني ما زالوا مندهشين من أن مصر تحدثت عن موضوع عودة السياحة البريطانية من جديد خلال زيارة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون مؤخرا للقاهرة، وكأنهم يتعاملون في إعلامهم مع مصر علي أنها دولة بها حرب أهلية!

والغريب أن حماس الإعلام البريطاني الشديد تجاه ما تشهده مصر من أزمات ومشكلات، يأتي في الوقت الذي لم تعلق فيه وسائل الإعلام البريطانية نفسها علي تصريح سابق لصادق خان عمدة لندن سخر منه ابن ترامب بعد هجوم حي وستمنستر الشهير الذي روع العالم كله والذي قال فيه العمدة إن «هذا العمل الإرهابي أمر طبيعي في المدن الكبيرة»!!

.. ولا تعليق!!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق