فى أبيدوس.. قبلة الحج عند المصريين القدماء، خرجنا مفتونين من معبد سيتى الأول، لتستقبلنا الصحراء ببراحها، نلتقط أنفاسنا بعد رحلة عدنا معها بالزمن إلى ثلاثة الاف عام مضت. أسفل أقدامنا بنحو ١٨ مترا ،
وقعت عيوننا على ذلك البناء شديد البساطة، شديد الغموض ، فتزاحمت الأسئلة على ألسنتا، ليبدأ مرشدنا حازم صلاح، فى فك طلاسم دهشتنا. إنه قبر رمزى لإله الموت، أوزوريس.. ذلك الذى مزق جسده أخوه الشرير »ست» لأربعة عشر قطعة، ووزعها على أنحاء البلاد. هنا فى أبيدوس وجدت رأسه، فأصبحت بقعة مقدسة. » الأوزوريون»- بلغة اليونانيين- عثر عليه مطمورا تحت الرمال، كان له سقف مقوس لكنه اندثر، وتبقت الصالة الرئيسية التى تنتهى بحجرة الدفن، وعلى أعمدته الجرانيتية نقشت قصة بداية الخلق كما صاغتها فلسفة المصرى القديم.


طراز المبنى ذى الأعمدة المربعة ونقوشه، جعلت علماء الآثار يرجحون نسبه للدولة القديمة وتحديدا عصر الاسرة الرابعة، أى قبل بناء معبد سيتى الأول المجاور له، أما ما جعلهم يعتبرونه بناء فريدا من نوعه، كما يخبرنا أشرف عكاشة- مدير منطقة آثار أبيدوس- فهو أنه أنشئ ليكون مبنى مائيا تصله مياه النيل عبر قناة تمر أسفل معبد سيتي، ليكون الماء رمزا للحياة المتجددة التى يتم منحها لاله الموت، والتى يمنحها بدوره للموتى فى العالم الآخر. لم يتسن لنا النزول الى داخل المعبد بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وهو ما تعمل وزارة الاثار على التعامل معه للحفاظ على الأثر.
رابط دائم: