أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى أن منفذ الهجوم الذى وقع بالقرب من مبنى البرلمان هو «مواطن بريطاني» معروف لدى أجهزة الأمن البريطانية، موضحة أنه تحرك بمفرده لشن الهجوم الدامى الذى أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم المهاجم وإصابة ٤٠ آخرين، يأتى ذلك فى الذى تبنى فيه تنظيم داعش الإرهابى اعتداء وستمنستر، وفق ما افادت وكالة «أعماق» المرتبطة بالتنظيم المتطرف.
وقالت ماى فى كلمة أمام البرلمان:»منفذ الاعتداء مولود فى بريطانيا وخضع لتحقيقات جهاز المخابرات البريطانى «إم .أي. ٥» منذ سنوات»، موضحة أنه لم يكن ضمن الأشخاص الذين يخضعون للمراقبة قبل وقوع الهجوم. وأكدت أن التأهب للتهديدات الإرهابية سيظل عند أعلى مستوى له، موضحة أنه ليس هناك أدلة على هجمات محتملة وشيكة.
ووسط ترتيبات أمنية مشددة، استأنف البرلمان البريطانى أمس جلساته فى مقر البرلمان فى وستمنستر عقب الهجوم، فيما اعتقلت الشرطة ٨ أشخاص فى مداهمات أمنية فى ستة مواقع مختلفة فى لندن وبرمنجهام وأجزاء أخرى من البلاد فى إطار التحقيق فى الاعتداء، فيما يرجح المحققون فرضية الإرهاب المرتبط بـ«التطرف الإسلامي».
وبدأت جلسة البرلمان بدقيقة صمت، ونكست الأعلام على مبنى البرلمان و«١٠ داوننج ستريت» و«قصر باكنجهام». كما جرت مراسم مشابهة متزامنة أمام مبنى سكوتلانديارد على بعد مئات الأمتار تكريما لذكرى الشرطى القتيل الذى لقى مصرعه بعد أن طعنه منفذ الهجوم.
وكان مارك راولى قائد وحدة مكافحة الإرهاب فى الشرطة البريطانية قد أعرب فى وقت سابق عن اعتقاده بأن «منفذ الهجوم تصرف بمفرده مدفوعا بالإرهاب الدولي، ليست لدينا فى هذه المرحلة معلومات محددة عن تهديدات أخرى لعامة الناس».
وأضاف أن أحدث الأرقام تشير إلى أن عدد القتلى هم أربعة بينهم المهاجم وأنه يجرى حاليا علاج ٢٩ فى المستشفى سبعة منهم فى حالة حرجة وأشار إلى أن هناك أجانب بين القتلى لكنه لم يذكر تفاصيل. وكانت الشرطة قد قالت فى ساعة متأخرة ليل أمس الأول إن القتلى خمسة، فى حين أكدت السلطات أن من بين المصابين ثلاثة تلاميذ فرنسيين تتراوح أعمارهم بين ١٥ و١٦ عاما كانوا فى رحلة مدرسية إلى لندن.
ويشار إلى أن الواقعة بدأت عندما قاد رجل ملتح يرتدى ملابس سوداء سيارة بسرعة على جسر وستمنستر ودهس عددا من المارة ثم نزل وجرى باتجاه البرلمان وطعن شرطى أمام مبنى البرلمان قبل أن تطلق الشرطة النار عليه.
وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي» أن السيارة التى تم استخدامها فى الهجوم مستأجرة من مكان ما فى برمنجهام. وبرمنجهام هى مركز للمتطرفين الإسلاميين وسبق أن أقام فيها محمد عبريني، أحد منفذى اعتداءات بروكسل وباريس.
ومن ناحيته، قال مايكل فالون وزير الدفاع البريطانى إن الشرطة البريطانية تعتقد بأن هجوم لندن، له صلة بـ«إرهاب متطرفين إسلاميين» وتحقق فيما إذا كان للمهاجم شركاء.
وقال فالون لـ «بي.بي.سي»: «إن الشرطة تحقق بشأن هذا الرجل وأصدقائه ومن أين أتي.» وأضاف «هم يحققون على نحو عاجل فيما إذا كان أشخاص آخرون متورطين فى هذا الحادث، هناك افتراض لدى الشرطة بأن الحادث له صلة بالإرهاب الإسلامي» على حد تعبيره.
وبحسب ما علمت «الأهرام» فإن الشرطة تعرفت على هوية المهاجم، لكنها ترفض الكشف عن أى تفاصيل حتى القيام بعدد من المداهمات والاعتقالات.
ولازال جسر ومحطة مترو وستمنستر مغلقين أمام المرور، فيما يواصل المحققون عملهم فى جمع الأدلة.
وتحدثت مصادر فى البرلمان البريطانى عن أن أجهزة الأمن ستعيد النظر فى الترتيبات الأمنية حول مقر البرلمان والحكومة بعد الهجوم، وسط دعوات بتسليح قوات الشرطة فى المنطقة. ومنذ عام ٢٠١٣ تنتشر مجموعات مسلحة من قوات الأمن حول البرلمان، لكن الكثير من قوات الشرطة غير مسلحة.
وكانت ماى قد أدانت الاعتداء «الدنيء» فى خطاب من أمام مقر رئاسة الوزراء فى «داونينج ستريت». وقالت بعد اجتماع أزمة وزارى إن «قوى الشر لن تقسمنا». وأكدت أن «مستوى التهديد الإرهابى فى بريطانيا تم تحديده منذ فترة عند مستوى الخطر الشديد، وهذا الأمر لن يتغير».
ويتزامن الهجوم مع الذكرى الأولى لاعتداءات بروكسل التى أسفرت عن مقتل ٢٣ شخصا. ويشار إلى أن ذلك الهجوم هو الأعنف فى بريطانيا منذ الاعتداءات الانتحارية التى وقعت في٧ يوليو ٢٠٠٥، وتبناها مؤيدون لتنظيم القاعدة وأسفرت حينذاك عن سقوط ٥٦ قتيلا .
رابط دائم: