المطربة اسمهان التى غنت محلاها عيشة الفلاح من تلحين الموسيقار محمد عبد الوهاب لم تر ما حدث ويحدث للريف المصرى الآن من تلوث وإهمال، وربما تكون قرية بنى غنى التابعة لمدينة سمالوط بمحافظة المنيا أفضل نموذج يكشف تبدل حال القرى المصرية من الحال التى جعلت اسمهان تشدو بأغنيتها إلى حال الشفقة على مصير هذا الريف الذى كان رمزا للخضرة والجمال.
أصبحت قرية بنى غنى تعج بالقمامة التى وصلت إلى مجلس القرية نفسه، أما منظر الترعة التى تشق القرية وتمر بالمدارس الابتدائية والإعدادية فقد تحولت إلى بركة مياه راكدة يلقى فيها الأهالى المخلفات بكل أنواعها صلبة وسائلة، مما يهدد بتلوث زراعات آلاف الأفدنة التى تعتمد على الرى من هذه الترعة ويساعد على نشر أمراض الفشل الكلوى وغيره.
فمنذ أيام ليست بعيدة كان بقرية بنى غنى التى لم يدخلها الصرف الصحى للآن سيارات تقف فى أماكن محددة لتأخذ المياه غير النظيفة من الأهالى، وكانت سيارة كبيرة أخرى تقوم بجمع القمامة من البيوت. وعندما اختفت هذه السيارات وعشش الإهمال فى عقول المسئولين عن مجلس القرية ، أصبحت الترعة ملاذ الناس الوحيد لإلقاء المخلفات ولم يعد لمجلس القرية أى دور فى حل أى مشكلات ولو بسيطة، أما رئيسه فمتغيب دائما أو موجود ولا يقوم بأى دور لحل مشاكل المواطنين. والكارثة أن الأمر عندما وصل لرئيس مجلس مدينة سمالوط عبد الله الروبى فإنه وعد بحل المشكلة والاتصال برئيس مجلس القرية ، ولكن إلى الآن لم يحدث شىء للأسف. فالإهمال أصبح سمة غالبة على المسئولين فى مجلسى القرية والمدينة. والأمل أن يستجيب محافظ المنيا اللواء عصام البديوى وينقذ قرية بنى غنى التى كانت نموذجا من قرى مصر التى غنت لها اسمهان قبل أن يأكلها الإهمال.
والسؤال ..من ينقد قرية «بنى غنى» والريف المصرى من الإهمال ؟
رابط دائم: