على مدى عدة أيام وفى توقيت متزامن أجريت فعاليات التدريب البحرى الجوى المشترك » حمد 2 » وفعاليات التدريب المصرى الإماراتى المشترك ( زايد 2) التى نفذتها عناصر من القوات المسلحة المصرية مع القوات البحرينية والقوات الإماراتية، واشتملت على العديد من الأنشطة والفعاليات، تضمنت أعمال الاستطلاع البحرى للأهداف المعادية وتنفيذ عدة تشكيلات أظهرت مدى قدرة الوحدات البحرية لكلا البلدين على اتخاذ أوضاعها بدقة وسرعة عالية ، والاستعداد القتالى المستمر لخوض المعارك البحرية والتعامل مع الأهداف البحرية المعادية بكفاءة عالية .
وأكد الخبراء ان هذه التدريبات تأتى لتأكيد تعزيز أواصر التعاون والعمل المشترك التى تربط مصر مع البلدين الشقيقين لصقل مهارات العناصر المشاركة وتبادل الخبرات بين الجانبين بما يسهم فى تحقيق أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي لمجابهة كل المخاطر والتحديات التى قد تستهدف المساس بالأمن والاستقرار بالمنطقة, كما تعود على قواتنا المسلحة بفوائد عديدة وتعطى رسائل للداخل والخارج .
ويقول اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية إن التدريب يعد احد العناصر فى الاستعداد القتالى ودون تدريب لا يوجد كفاءة قتالية، مشيرا إلى أن التدريب يحقق أربعة أهداف رئيسية، الأول هو التعرف على كل ما هو جديد فى نظم التسليح، والثانى رفع مستوى القوات والقادة ، والثالث الوصول لمستوى الاحترافية القتالية، والهدف الرابع يكمن فى توحيد المفاهيم .
ويضيف اللواء نصر أن أهمية مثل هذه التدريبات تعمل على تحقيق التكامل فى الخبرات والتعرف على مسرح قتالى جديد والتدريب على أعمال قتالية جديدة، والتعرف على مهارات جديدة مثل إجراء التدريبات فى جو مختلف، حيث إن التدريبات تجرى فى البحر الأحمر وصولا إلى الخليج العربي، وكذلك التعرف على الأسلحة فى الجانب الآخر والتدريب المشترك فى التعاون على القضاء على العدو المشترك .
ويشير اللواء نصر إلى أن هناك هدفا سياسيا أيضا من هذه التدريبات وهو الالتزام فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى والحفاظ على الأمن القومى الخليجى كجزء من الأمن القومى العربي، ويؤكد كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى » مسافة السكة » وذلك يعنى أن القرار متخذ بالفعل ولا مجال للتفكير أن نقف معا أم لا .
ومن جانبه يقول اللواء طيار أ.ح هشام الحلبى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية إن القوات المسلحة تشترك فى أكثر من30 تدريب مع أكثر من 20 دولة سنويا، مشيرا إلى أن هذه التدريبات تتم مع دول تمتلك من الأسلحة ما يختلف عما نحن نمتلكه سواء على مستوى القوات البحرية أو البرية أو الجوية وحجم التدريبات لا يقتصر فقط على القوات المنفذة، ولكن أيضا هناك إدارة للمعارك التى تتم بكل أبعادها من القيادات، حيث تشتمل على محاضرات نظرية أيضا وبيانات عملية وهى مهمة لتوحيد المفاهيم مما يسهل تنفيذ واستيعاب تلك التدريبات حتى تتم فيما بينهم مرة أخرى على أعلى مستوى فى المرات القادمة, كما ان هذه التدريبات تتم بالذخيرة الحية وتتم على المستوى النهارى والليلى والتدريب أيضا على العدائيات غير التقليدية والمتمثلة فى مواجهة المتسللين والإرهاب العابر للحدود وكلها أساليب جديدة تختلف عن الأساليب التقليدية فى التدريب , وهى تمثل بذلك قوة إضافية للقوات المشاركة فى التدريبات .
ويتفق فى الرأى عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية ان مثل هذه التدريبات تعد أهم الوسائل فى الأكاديميات العسكرية على مستوى العالم.
ويشير اللواء عادل العمدة إلى ان مصر أجرت العديد من التدريبات المشتركة مع دول إقليمية وعالمية مختلفة سواء فى الفكر العسكرى أو الاستراتيجيات العسكرية فعلى سبيل المثال على المستوى الدولى مع الولايات المتحدة الأمريكية (النجم الساطع) ومع روسيا الاتحادية (حماة الصداقة) ودب الصحراء ومع فرنسا (كليوباترا) ، كما أجرت العديد من التدريبات المشتركة مع الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية (مرجان رعد الشمال تبوك) ومع المملكة الأردنية (العقبة خالد بن الوليد وهى متعلقة بمكافحة الإرهاب).
ويؤكد اللواء العمدة ان مثل هذه التدريبات تعطى رسائل طمأنة أن لدينا درعا تحمى وتصون انجازات الحاضر وسيفا لبتر وحماية مصالحنا فى الخارج ولردع كل من تسول له نفسه المساس بأمننا القومى المصرى والعربى .
وعلى المستوى الخارجى فهى تعطى دلالة على الاستقرار الأمنى الجاذب للسياحة والاستثمارات الأجنبية والتى دلالة مباشرة على الرفاهية والعدالة الاجتماعية .
رابط دائم: