جاءت زيارة الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة إلى مدينة العريش وبرفقة اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية للاطمئنان على قوات الجيش والشرطة، الذين يخوضون معركة شرسة ضد العناصر الإرهابية فى سيناء، حيث كان لتجولهما فى شوارع المدينة وحديثهم مع الأهالى العديد من الرسائل المهمة والدروس إلى الداخل المصري، والعناصر الإرهابية ومن يدعمونهم من الخارج، وأيضا رسائل مهمة للمجتمع الدولى.
وأهم الرسائل إلى الداخل المصري، أن هناك تنسيقا كاملا بين القوات المسلحة والشرطة فى القضاء على الإرهاب، خاصة مع جميع الأجهزة المتعاونة فى الجهتين، مما يحقق الهدف الأساسى فى الوصول إلى المعلومة الصحيحة، وذلك بما يسهم فى تحقيق أكبر قدر من الخسائر فى صفوف الجماعات الإرهابية، وأيضا أن القيادة فى الجيش والشرطة لا يمكن أن تنفصل عن القاعدة من الضباط والجنود الذين يخوضون تلك العمليات العسكرية، مما له الأثر الكبير فى رفع الروح المعنوية لجميع الضباط والصف والجنود.
كما أن الزيارة تؤكد للشعب المصرى أن القوات المسلحة والشرطة المصرية لا يمكن أن يتخليا عن دورهما الأساسي، فى تطهير أرض سيناء بالكامل من العناصر الإرهابية الضالة التى وجدت على أرضها بعد ثورة 25 يناير ، وأن قوات إنفاذ القانون لن يهدأ لها بال إلا بعد تطهير الأرض وإعادة الإعمار فى المنطقة مرة أخرى فى المدن التى تضررت من العمليات الإرهابية التى نفذتها الفئة الضالة، بالإضافة إلى تصدى الجيش المصرى للإرهاب فى أى بقعة من الأراضى المصرية وحماية الحدود، وتأكيد أن الجيش الذى يحافظ على أمن واستقرار الوطن وحماية الحدود على مدى التاريخ لن يتهاون لحظة للقضاء على العناصر الإرهابية.
أما بالنسبة لأهالى سيناء، فإن الزيارة تؤكد لهم أن العريش آمنة وأن ما يحدث الآن من عمليات إرهابية فهى حالات فردية، وما هى إلا فترة بسيطة حتى يتم تطهير أرضهم منها، بالإضافة إلى رسائل الطمأنينة التى وجهها وزير الدفاع إلى أهالى العريش فى الشوارع بأن القوات المسلحة والشرطة لن يتهاونوا لحظة فى إعادة سيناء كما كانت آمنة مستقرة.
أما بالنسبة للعناصر الإرهابية الموجودة على أرض سيناء فالرسائل التى وصلتهم عديدة أولاها أن الجيش المصرى سيقاتل حتى يجهز على آخر إرهابى فى سيناء, كما لن يتوقف عن ملاحقة العناصر فى أى موقع، بالإضافة إلى أن ما تحاول ان تصدره الجماعات الإرهابية بانها تسيطر على أجزاء من الدولة أو أنها تثير الذعر بين المواطنين فهو أمر عار تماما من الصحة، فأرض العريش آمنة وما يحدث ما هو إلا عمليات فردية يريد المخططون لها إرسال رسائل غير حقيقية بأنهم موجودون وأنهم مسيطرون، ولكن الحقيقة تؤكد أنه تم القضاء على الكتلة الحقيقية القوية وعقولها المدبرة خلال العمليات العسكرية التى نفذتها القوات المسلحة خلال الفترة الماضية على أرض سيناء، وأن العمليات التى تنفذ الآن من أعضاء الفئة الضالة هى زرع العبوات الناسفة، وهروب من زرعها للتخفى وسط المدنيين، وبالتأكيد فإن هذا الوضع لن يستمر كثيرا بعد قطع وسائل الإمداد عن فلول التنظيمات الإرهابية.
والرسالة الأهم هنا هى التى يتم توجيهها إلى الدول الداعمة للإرهاب فى سيناء والتى أنفقت المليارات من أجل تنفيذ مخططها اللعين ليس فى سيناء فقط ولكن فى مصر بكاملها، إلا أنهم أصيبوا بفشل شديد بعد الضربات الموجعة التى تنفذها القوات المسلحة ضد أعضاء تنظيم أنصار بيت المقدس فى سيناء، والرسالة ان مصر وقواتها المسلحة لن تسمح لأى تنظيم مهما يكن تمويله ان يهدد الاراضى المصرية، وأن الجيش المصرى لا يمكن المراهنة على تراجعه أو خسارته أى معركة أمام مجموعة من المرتزقة، وأن تلك الدول التى تمول بالسلاح والمال يجب ان تتوارى الآن وتعترف بهزيمتها وان تعلم أن الجيش المصرى لايمكن مقارنته باى جيش آخر فى العالم ، فهو جيش وطنى لا يخشى ولا يهاب، ويضحى أفراده بحياتهم فى سبيل حماية تراب الوطن.
هناك أيضا رسالة لوسائل الإعلام العربية والأجنبية التى تسعى إلى نقل صورة غير حقيقية عن الوضع فى سيناء، بأن كل ما يتم تناقله غير صحيح بالمرة ، وان الجيش المصرى مسيطر على كامل الأراضى المصرية، وليس كما يتم نقله بين الفترة والأخرى بأن سيناء غير آمنة، وأكبر دليل على وجود الأمن هو ترجل وزيرى الدفاع والداخلية فى شوارع العريش لمسافة كبيرة والالتقاء بالمواطنين والحديث معهم وهو الأمر الذى يتطلب مهم تحرى الدقة فى نقل المعلومة الصحيحة ، فى الوقت الذى تزيف فيه وسائل اعلام معروفة الحقيقة دائما.
والرسالة التى وجهت لدول العالم أجمع ان مصر تحقق يوميا نصرا على العناصر الإرهابية الموجودة فى سيناء، وان كل ما تتداوله وسائل الإعلام المغرضة ضد الأوضاع فى سيناء غير صحيح، وان الجيش والشرطة المصرية على قلب رجل واحد فى حماية أراضى الدولة المصرية ، وان الدولة المصرية لن يهدأ لها بال حتى القضاء التام على الإرهاب فى مصر، و نقل خبراتها فى هذا المجال إلى الدول الاخرى التى تعانى الارهاب.
كما أن هذه الزيارة تعطى درسا حقيقيا لجميع دول المنطقة التى تعانى العناصر الإرهابية، أنه لا يمكن ان يتحقق الأمن والاستقرار إلا بتدعيم الجيش الوطنى لكل دولة, لأنه الوحيد القادر على محاربة الإرهاب وإعادة الاستقرار, فالجيوش الوطنية تمتلك العقيدة التى لا يعرفها المرتزقة.
رابط دائم: