إذا كانت الرصاصة تهدف إلى قتل الجسد كبناء وتفقده وظيفته فإن الكلمة تهدف إلى السيطرة على العقل وتسخيره لخدمة أهدافها، وهى بذلك تصبح أكثر خطورة وأقوى تأثيرا فى أى صراع،
وهذه حقيقه أزلية منذ قدم التاريخ حتى إن الشيطان نفسه فى عداوته لابن آدم لم يطلب من الله عز وجل أن يمكنه من أن يهدم الإنسان كبناء جسدى بالقتل أو الذبح مثلا، ولكن طلب أن يمهله الله ليوسوس للإنسان ويستولى على عقله ويجعله يدمر نفسه بنفسه باختلاق الأكاذيب وترويج الشائعات وإشاعة الإحباط واليأس وقلب الحقائق ليصل إلى التدمير الذاتى بأقل التكاليف، وهذا ما تفعله قوى الشر وأعداء مصر الذين حرضوا المجرمين على الجيش والشرطة والشعب، إذ أن فقهاؤهم وقادتهم باسم الدين يضللون البسطاء والجهله والطامعين ويطلقونهم يدمرون ويحرقون تنفيذا لمخطط يسعى إلى تفكيك وتدمير مصر كما فعلوا فى العراق وسوريا وليبيا واليمن والأكثر خطرا، أولئك الذين باسم الوطنية والديمقراطية وحقوق الإنسان يتبارون فى إبراز السلبيات وترويجها وترديدها وطمس الإنجازات والتقليل من قيمتها أملا فى هز الثقة فى النفس والقيادة وخلخلة الصمود والتأثير على ملحمة الانتصارات التى يحققها الجيش المصرى فى سيناء على قوى الإرهاب التى تم زرعها وتسليحها بأحدث الأسلحة والمعدات ويجرى دعمها بالمال والإرهابيين.. إن الشعب المصرى يدرك ذلك ويدعم قيادته ويرفض دعاوى الهدم وأراجيف التشكيك والإتجار الرخيص بالأزمة الاقتصادية والفساد الذى تكالب على مصر وأنهكها طيلة عقود طويلة، وهذا هو الطريق الوحيد للوصول إلى بر الأمان، فلقد أصبحت الحاجة ملحة أكثر من أى وقت مضى إلى التصدى وبقوة لكل من يتعمد ترويج الشائعات بهدف هز الثقة وإشاعة اليأس والإحباط، ولا يعنى هذا تكميم الأفواه أو كسر الأقلام، ولكن ينبغى محاسبة هؤلاء بالقانون، وأن نتصدى جميعا لممارساتهم من أجل مصر.
د. سمير قطب ــ أستاذ بطب المنصورة
رابط دائم: