لم تقترف الصغيرة ذنبا سوي أنها وقعت فريسة لزوجة أب ضلت الإنسانية طريقها إلي قلبها، وسحابة سوداء غشيت عينيها وأعمتها عن براءة الطفلة، وتلفعت بعباءة إبليس وأحالت حياة الطفلة «تقى» إلي جحيم وجرعتها كئوسا من المرارة والألم انتقاما منها لأنها تحمل ملامح أمها.
فصول المأساة شهدتها مدينة القناطر الخيرية عندما رحلت أم الصغيرة ذات الأعوام الأربعة، وظلت الطفلة في حضانة أبيها، وعندما عجز عن رعايتها اضطر إلي الزواج بفتاة تصغره بأعوام كثيرة، حتي جاء اليوم الذي غابت فيه شمس نهار الصغيرة وبينما كانت تلهو وتلعب بعرائسها وهي تتناول طعام الإفطار وقع بعض غذائها علي الأرض دون قصد منها، فاشتعلت النيران في عروق زوجة الأب وانهالت ضربا وركلا علي الصغيرة حتي أصابتها بكسور في اليدين والقدمين والرأس بالإضافة إلي أنها قامت بتكسير أسنان الطفلة الأمامية حتي أفقدتها الوعي وعندما عاد الأب من عمله وشاهد ابنته وهي علي شفا حفرة من الموت احتضن زوجته وراح يبث الأمان داخل نفسها ويهدئها ويقول لها إن أطفال العالم كله فداء لها وحمل الصغيرة وتوجه بها إلي مستشفي النيل للتأمين الصحي بمنطقة شبرا الخيمة وزعم أمام الأطباء أن ابنته سقطت من الطابق الثاني في الشارع أثناء لهوها علي سريرها وأمرت النيابة بتكليف المباحث بعمل التحريات التي توصلت باشراف اللواء جمال عبد الباري مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام إلي قيام ( زوجة الأب ) بالتعدي علي الطفلة نجلة زوجها باستخدام عصا خشبية وآلات حادة ، وإلقاء المياه الساخنة عليها مما أدي إلي إصابتها.
رابط دائم: