رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بريد الجمعة يكتبه : أحـمــد البـــرى
رجفة خوف!

احمد البرى
أكتب إليك هذه الرسالة داعيا الله أن يفرّج كربتى على يديك، وأن تشير علىّ بما يمكن أن أصنعه للخلاص من الكابوس الجاثم فوق صدرى، فأنا رجل فى سن الخمسين وحياتى مليئة بالأحداث المرة والمواقف العصيبة،

ولم تفارقنى المتاعب والأحزان منذ سنوات الشباب، فلقد نشأت لأب يعمل مدرس تربية رياضية بإحدى المدارس، وأم ربة منزل وتسعة أشقاء «ستة ذكور وثلاث إناث»، ترتيبى بينهم قبل الأخير حيث تلينى صغرى أخوتى، ولك أن تتخيل حياة أسرة تضم هذا العدد الكبير بمرتب بسيط يكفى بالكاد احتياجاتهم الأساسية، ولكن بفضل الله وحسن تدبير أمى الأمور رضينا بحالنا، ولم يعكر صفونا شىء، وكنا نسعد بأى طعام تعده لنا مهما يكن بسيطا، إذ إن حلاوته فى أفواهنا كانت تفوق كل ما لذ وطاب من الأطعمة التى يعجز أبى عن توفيرها لنا، ولم تقتصر مهمة أبى على تربيتنا فقط، إذ ساهم بالجهد والمال فى مساندة أخوته، ونال أشقائى جميعا قسطا وافرا من التعليم، وبمرور الوقت صارت لكل منهم حياته الخاصة، أما أنا فقد التحقت بمعهد فوق المتوسط بعد الثانوية العامة، وبعد عام واحد سافرت إلى ألمانيا، واستقررت هناك لفترة عملت خلالها فى عدد من المطاعم والفنادق، ثم عدت إلى مصر، ولم أكمل دراستى فى المعهد، وأديت الخدمة الوطنية، ثم امتهنت أعمالا كثيرة منها سائق سيارة، ومندوب مبيعات، وأمين مخزن، وعامل إنشاءات، وسافر شقيقى الذى يكبرنى مباشرة إلى دولة خليجية، وبعدها أرسل لى تأشيرة زيارة وأتيحت لى فرصة عمل، وحصلت على عقد براتب بسيط، وقررت أن أستقر فى هذا البلد العربى، وكان عمرى وقتها ثلاثين عاما، وبرغم قلة الدخل فإننى فضّلت الإقامة هناك، وبعد حوالى خمس سنوات أفصحت لأخى عن رغبتى فى الزواج، فشاور عددا من أصدقائه، ورشحوا لى فتاة مغربية تصغرنى بحوالى اثنى عشر عاما، وأثنوا على أخلاقها وأنها من أسرة بسيطة، ولن تكلفنى الكثير، فتقدمت إلى أهلها وطلبت يدها فرحبوا بى، وانتقلنا إلى عش الزوجية، ووجدتها «كويسة جدا»، ومريحة، وهادئة، مثلما قيل لى عنها، ولكن بعد حملها فى ابنتى الأولى، تكشفت شخصيتها الحقيقية، إذ اتضح أنها مريضة نفسيا، ولديها عدوانية شديدة وشراسة لا حد لها، ولم تفلح محاولاتى لعلاجها، أو تهدئتها من حالة الهياج التى تنتابها من حين إلى آخر، ولم يقتصر عنفها علىّ وحدى، وإنما امتد إلى أمها أيضا.

وعرف بحكايتها الجيران فى المنطقة التى نقطن بها، فسألونى عما أوقعنى فى هذه الزيجة، ولماذا لم أتزوج من مصر بفتاة تتسم بطباعنا وعاداتنا وتقاليدنا؟.. والحقيقة أن دافعى الأول للزواج منها هو أننى خشيت أن أفعل ما يغضب الله، ولم تكن لدىّ الإمكانات اللازمة للعودة إلى مصر، والزواج من فتاة تكلفنى الكثير، وقد وافقت أسرة زوجتى على ارتباطى بها بإمكانات قليلة وأثاث بسيط للغاية، وكم تمنيت أن تكون هى الزوجة التى تلازمنى مدى حياتى، وأن نبنى معا أسرة صغيرة، ولكنى فجعت فيها بعد أن رأيت منها قسوة وجفاء لم أرهما فى حياتى، ومع ذلك لم أدخر جهدا فى سبيل إرضائها، لكن هيهات لها أن ترضى، وتحملت الحياة الصعبة معها ما يقرب من أربع سنوات دون أن أنطق بكلمة واحدة ضدها، وبرغم هذ فوجئت بها تترك لى ابنتنا، وتذهب إلى بيت أمها، وبلغ صنيعها معارفنا وأصدقاءنا فى الغربة، فتدخلوا بيننا وأعادوها إلىّ، وتكرر ذلك مرات عديدة، وفى كل مرة تهيننى، وتسب ابنتنا، فإذا ذهبت إلى بيت أمها لكى أطلعها على ما فعلته بى، تثور ضدى، وتتفوه بألفاظ صعبة، والحق أن أمها كانت تعنفها، وتطلب منى ألا ألقى بالا لكلامها، ثم توفيت ففقدت برحيلها سندى الأساسى فى محنتى، فى الوقت الذى وضعت فيه زوجتى ابنتى الثانية، وظلت معى شهرا واحدا، ثم حملت المولودة الصغيرة وغادرت البيت، ولم أحاول منعها من الخروج هذه المرة بعد أن فاض بى الكيل، وكرهت وجودها معى، وانفصلنا وذهب كل منا إلى سبيله.

ومرت الأيام وحاولت أن أعرف أخبارها، لكنها لم تستقر فى بيت أمها رحمها الله، وتنقلت من مسكن إلى آخر، وفشلت فى العثور عليها هى وابنتى الصغرى، وظللت عامين على هذه الحال، وساءت حالتى النفسية والصحية، ولم أستمر فى أى عمل نتيجة الاضطراب الذى انتابنى خوفا على ابنتى، ولما ضاقت بى السبل طرقت أبواب أقسام الشرطة والمحاكم، وبكيت بكاء مريرا راجيا أن يساعدونى فى البحث عن ابنتى، وأخيرا استطاع رجال البحث الجنائى التوصل إليها وإحضارها إلى المحكمة، وطالت الجلسات إلى عدة شهور ثم صدر لى حكم بزيارة ابنتى كل أسبوع، فكانت تحضر مرة، وتغيب مرة، واستمر هذا الوضع أكثر من عام تمكنت خلاله من إقناعها عن طريق أفراد تنفيذ الأحكام بضم ابنتى لحضانتى لتكون فى صحبة أختها، على أن تزورها وقتما تشاء، وكانت حجتى فى ذلك أن الطفلة اقتربت من دخول المدرسة، وبالفعل سجلت اسمها فى مدرسة «حضانة»، وفرحت كثيرا بهذا الحل، إذ كنت قد استنفدت جميع الحجج أمام المحكمة من أجل حضانتها، وتنفست الصعداء بعد أن صارت ابنتاى معى، وتبدد الخوف الذى انتابنى على الصغرى، فلقد عشت شهورا من الرعب عندما تأكدت من أن مطلقتى تزوجت بشخص من البلد الذى أعمل به، وقد شاهدته بصحبتها كثيرا، واتصل بى عدة مرات محاولا ابتزازى، وهددنى بأنه سيؤذينى أنا وابنتىّ إذا لم أدفع له مبلغا من المال!، ولاحظت من طريقة كلامه أنه مدمن مخدرات، وازداد غلظة وحدة فى حديثه معى عبر الهاتف بمرور ال، وتحولت حياتى إلى جحيم خوفا من أن يمس ابنتىّ أى مكروه، وانقطعت مطلقتى عن رؤية ابنتيها عدة شهور، وأصبت بإعياء شديد، وعانيت الأمرين من إرهاق العمل وضعف الراتب، وخدمتى ابنتىّ من إعداد الطعام وغسل الملابس وتنظيف البيت، ولم أتركهما لحظة واحدة بمفردهما.

عند هذا الحد قررت العودة إلى مصر، وساعدنى على اتخاذ هذا القرار، الظروف الصعبة التى واجهتها الشركة فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تعصف بهذا البلد وإجراءات التقشف التى اتخذتها معظم الشركات، واتجاه عدد كبير منها إلى الاستغناء عن جزء من العمالة لديها، أو تخفيض الرواتب، فقدمت استقالتى، وتأكدت من أنه بإمكانى السفر بابنتىّ إلى مصر دون أن أتعرض للمساءلة من جانب مطلقتى، ولم أحصل من جهة عملى إلا على حوالى نصف المكافأة المفروض أن أحصل عليها، ومع ذلك لم أفكر فى الشكوى إلى مكتب العمل، حيث كان كل همى أن أنجو بابنتىّ من أمهما وزوجها، وأن أعود إلى أهلى وبلدى مهما تكن الظروف، ولم أبال بما أبلغنى به أخوتى عن قلة فرص العمل وارتفاع الأسعار فى مصر، خاصة أننى بلغت خمسين عاما، كما أن إمكاناتى لا تسمح لى ببدء مشروع خاص أو استئجار محل لبيع أى سلعة، ومضيت فى طريقى الذى رسمته لنفسى بعدم العودة إلى هذا البلد العربى، وبعت أثاث منزلى هناك بثمن بخس، وعدنا إلى أرض الوطن، واستقررنا فى بيت العائلة بالإسكندرية، وهو عبارة عن شقة فى عمارة قديمة بإيجار قديم، تسكن فيها شقيقتى الكبرى المنفصلة عن زوجها منذ سنوات طويلة، وهى معلمة على المعاش، وتساعدنى فى تربية ابنتىّ، وبعد أيام خرجت للبحث عن عمل فى محافظتى فلم أجد، وأسقط فى يدى إذ لا أستطيع أن أتركهما من أجل العمل فى محافظة أخرى، كما أن جميع أخوتى يتحملون مسئوليات أسرهم فى حدود إمكانياتهم، ولكل منهم ظروفه الخاصة، ولا يستطيع أحد أن يتحمل عبء البنتين فى الذهاب إلى المدرسة والعودة إلى البيت، ومراجعة الدروس لهما، ولذلك فكرت فى الزواج، ولكن أين هى التى تقدر ظروفى وتساعدنى فى اجتياز هذه الفترة العصيبة من حياتى، وتكون أما لابنتىّ؟.. إننى فى حيرة من أمرى وأجدنى بعد غربة تقرب من عشرين عاما أدور فى حلقة مفرغة، ووصلت إلى طريق مسدود فى حياتى الزوجية، ويقتلنى اليأس والفراغ، وبرغم الحرف العديدة التى أتقنتها، أجدنى عاجزا عن التحرك، وكأن قيودا حديدية تكبلنى، ولا أعرف طريقا إلى التخلص منها، وأملى أن أجد لديك ما ينير طريقى، ويرسم البسمة على شفاه طفلتىّ، فكم يعذبنى أن تطلب منى الصغرى أن تزور أمها وتقول لى بكلمات يملؤها الحزن والأسى «نفسى أشوف ماما»، وللأسف الشديد فإن مطلقتى لا تسأل عن ابنتيها، ولا تعرف عنهما شيئا، وليس بإمكانى السفر إلى البلد العربى ولو لزيارة مؤقتة لكى تتواصلا معها، وتنتابنى رجفة خوف لا تغادرنى، وأقف عاجزا عن اتخاذ أى خطوة على طريق الحياة الآمنة والمستقرة لابنتىّ الحائرتين اللتين لا ذنب لهما فيما صنعته بنا الأقدار، فبماذا تشير علىّ؟

> ولكاتب هذه الرسالة أقول :

فى مسألة الخوف فإن الإنسان مفطور عليه لقوله تعالى «إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا». (المعارج 19 : 21)، وحتى بعض الأنبياء قد أصابهم الخوف فى مواقف تعرضوا لها، فذكر القرآن الكريم خوف موسى وهارون عليهما السلام من مواجهة فرعون، فقال تعالى «قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى قَالَ لَا تَخَافَا، إِنَّنِى مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى»، (طه45، 46)، وتناولت آيات أخرى خوف إبراهيم عليه السلام من الملائكة الذين زاروه فى صورة بشر، ولم تصل أيديهم إلى الطعام الذى قدمه لهم، فقال عز وجل «وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ، فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ»، (هود 69، 70)، فكل إنسان يتعرض للخوف يمكنه التغلب عليه باستحضار معية الله، فهو سبحانه وتعالى يسمع ويرى كل شىء ويوجه الخائف إلى طريق نجاته، وهذا ما حدث مع موسى وأخيه، «فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّى سَيَهْدِينِ»،(الشعراء 61،62)، وإذا وصل الإنسان إلى هذه القناعة، فإنه سوف يطرد من قلبه خوفا موهوما يوسوس به الشيطان إليه، على نفسه وولده ومستقبله وصحته وغير ذلك، فقال: «إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»، (آل عمران 175)، فما يصيب الإنسان من مكروه لا يأتى اعتباطا، وإنما هو مقدر من الله لقوله عز وجل «قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ» (التوبة 51)، وحينما ينزع المرء الخوف الموهوم يكون قد ولدّ الأمن الذى يطرد القلق.

وهذه هى الخطوة الأولى التى يتعين عليك اتخاذها قبل كل شىء عن طريق اليقين بأن أمر المؤمن كله خير، إن أصابه خير شكر فكان خيرا له، وإن أصابه ضر صبر فكان خيرا له، فإذا وصلت إلى هذه المرحلة من الرضا، ستصبح حياتك مليئة بالسعادة والعمل الإيجابى والعبادة، فإحساس المؤمن بالقرب من الله تعالى هو أقوى سلاح يقاوم به الاكتئاب، وحتى فى أشد حالات الضيق والهم، فإنه عز وجل يأمرنا بعدم الحزن أو الخوف، وهذا لوط عليه السلام عندما ضاق بقومه ذرعا أرسل إليه ملائكة لتوعيته وتهدئته، حيث يقول تعالى: «وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ»، (العنكبوت 33)، فعليك أن تتأمل الأمر الإلهى بعدم الخوف والحزن واثقا من أن الله سوف ينجيك من الأزمة التى ألمت بك.

ومن المهم استيعاب الدرس بأن تكون خطواتك محسوبة بدقة، فلا تقبل على أى خطوة غير مدروسة، فالخطوة الخاطئة تترتب عليها نتائج وخيمة، والحقيقة أن الخطوات التى اتخذتها فى بداية مشوار حياتك هى التى أوصلتك إلى الحالة التى أنت عليها الآن، إذ كان الخط السليم الواجب عليك التزامه يتمثل فى أن تنهى دراستك أولا، ثم تلتحق بأى عمل أو مشروع تبنى به مستقبلك، وبعده تفكر فى الارتباط بعد التحرى الدقيق عمن ترغب فى أن تشاركك حياتك، بدلا من أن تلجأ إلى «زواج الفرصة» من باب سد حاجتك الجسدية لا أكثر، فالزيجات من هذا النوع تقوم على أساس هش، وتنهار مع أى خلاف بسيط، وقد ساهم أيضا فى فشل حياتك الزوجية أن من رشحوها لك من دولة أخرى، وتعيش فى البلد العربى كمهاجرة، ولا مجال للود والتواصل بين أهلك وأهلها، وقد نسيت أو تناسيت أن من أهم شروط الزواج أن تتخير المرأة الصالحة من كل الوجوه لقوله صلى الله عليه وسلم «تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس».

ولا شك أن انفصال الأبوين تترتب عليه دائما نتائج سلبية تنعكس على الأبناء، حيث يستقر فى قرارة نفس كل ابن أن الأب والأم هما كل شىء فى العالم، فيستمد منهما العطف والحنان، ويتوجه إليهما للحماية والرعاية، ويلجأ إليهما فى كل صغيرة وكبيرة، وتنساب أسئلته بالاستفسار كالسيل المدرار، ويكون عقله فى مرحلة الطفولة كالطين، يمكن للأب أن يشكله كما يشاء، وتكون نفسه كالصفحة البيضاء تخط الأم فيها ما تريد، وتثبت عليها ما ترغب فيه، وعندما يقع الطلاق بين الأبوين فإنه يتشتت بينهما، ومن هنا فإن غياب أم طفلتيك يعد عقوقا منها لهما، وسوف تتسرب إلى نفسيهما بمرور الوقت رواسب كره وعداء لها، ولن تستطيع فيما بعد أن تستميلهما إلى صفها، فإذا كانت قد تخلت عنهما، فكيف نطلب منهما الاهتمام بها؟.

لقد بات عليها أن تتواصل معهما عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وأن تحدثهما باستمرار، وأن ترتب مواعيد دورية لزيارتهما سواء فى مصر أو فى البلد العربى بترتيب مسبق معك، وفى حضور الأهل، على أن تعودا معك إلى مصر بعد إنتهاء الزيارة، وليعلم زوجها أن حرمانها من رؤية ابنتيها فيه إثم كبير، وقد يكون مردوده سلبيا عليه فى الدنيا والآخرة، فليتفق الجميع على منهج محدد فى تربيتهما يكفل سلامتهما النفسية، وعليك أن تختار زوجة مناسبة تكون أما بديلة لهما، وأن تتلمس الخطى نحو عمل مستقر يكفل لك حياة مستورة، وسوف يكلل الله جهودك بالنجاح لنقاء سريرتك وسعيك الدءوب نحو الاستقرار.. أسأل الله لك التوفيق والسداد، وهو وحده المستعان.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق