رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى ختام بورصة برلين
مؤشرات لطفرة فى التدفقات السياحية إلى مصر العام الحالى..دراسة ترسم خريطة طريق لزيادة الحركة من السوق الألمانية

رسالة برلين أحمد عبدالمقصود
بالرغم من تأثر حركة السياحة العالمية بموجة الإرهاب التى ضربت العديد من عواصم دول العالم وكذلك ما أكدته التقارير الصادرة من اتحاد شركات السياحة الألمانية بأن 45% من السائحين مازالوا مترددين فى السفر بغرض السياحة خوفا من الإرهاب، إلا أن مصر استطاعت فى الآونة الأخيرة ان تخرج من هذه الدائرة الخبيثة لتنطلق الى عالم السياحة الآمنة من جديد مما يعزز التوقعات بأن يكون 2017 عاما مزدهرا لصناعة السياحة المصرية.

فقد أكد المؤشر العام لقمة العالم السياحية التى اختتمت أعمالها يوم الاثنين الماضى فى العاصمة الألمانية برلين ان أمام مصر فرصة كبيرة لكى تزيد من حصتها من حركة السياحة العالمية، وانه من الممكن ان تنضم الى الدول الخضراء التى استحوذت على حركة السياحة العالمية خلال العام الماضى مثل اسبانيا واليونان، وان تعوض الخسائر التى تكبدتها خلال السنوات الست الماضية.



5.5 مليون المانى يبحثون عن بديل لتركيا

وقد أرجعت البورصة هذا التفاؤل فيما يخص مصر الى العديد من الأسباب يأتى من أهمها إنسحاب منظمى الرحلات الألمان من السوق التركية التى كانت تستحوذ سنويا على أكثر من 5,5 مليون سائح الماني، إضافة الى قيام العديد من الدول الأوروبية الأخرى بإطلاق تحذيرات لمواطنيها بعدم السفر لتركيا نتيجة للأحداث الإرهابية المتلاحقة التى ضربت جميع مقاصدها السياحية.

لذلك فإنه من المتوقع ان يصل أعداد السائحين الذين سيبحثون عن مقصد سياحى بديل لتركيا خلال الموسم الصيفى المقبل إلى اكثر من 20 مليون سائح على أقل تقدير، وواقع الحال يقول ان الدول التى تتنافس خلال الموسم الصيفى هى مصر واسبانيا واليونان وتركيا وتونس، وبما ان تركيا قد خرجت من المنافسة وكذلك إعلان منظمى الرحلات عن توقف البيع على اسبانيا واليونان اللذين تخطيا نسبة حجوزات وصلت الى 90% خلال هذا الموسم..فلم يعد امام هذا الحشد من السائحين إلا التوجه الى المقصد السياحى المصري.



تحسن الصورة الذهنية

وما عزز هذا التوجه أيضا ما حققته القيادة السياسية من نجاحات أدت الى تحسين الصورة الذهنية عن مصر فى الخارج وما نتج عنها من قيام العديد من الدول الأوروبية المهمة برفع التحذيرات التى كانت قد أطلقتها ضد سفر مواطنيها الى مصر، وكانت آخرها الدول الإسكندنافية ومن قبلها المانيا التى أعادت رحلاتها الى شرم الشيخ دون قيد أو شرط.. كذلك نجاح زيارة المستشارة الألمانية ميركل الى مصر والتى يبدو ان زياراتها لمنطقة الجيزة والتقاطها الصور التاريخية بجوار الأهرامات وابو الهول أعطت إشارة غير مباشرة للألمان للسفر الى مصر التى من الممكن ان تكون بديلا لتركيا.

هذا إضافة الى الزيارات المتعاقبة لمشاهير العالم والتى كان آخرها زيارة النجم العالمى «ويل سميث» الذى دعا معجبيه من جميع انحاء العالم الى زيارة مصر والاستمتاع بحضاراتها..وكذلك ما قامت به السلطات المصرية أخيرا من تنفيذ إجراءات أمنية صارمة فى جميع المنافذ الجوية وصدور شهادات من جميع الوفود الأمنية الأوروبية بتطبيق مصر أعلى معايير الأمان الدولية وتأمين الركاب.

وهذا ما أكدته بالفعل الشركة الألمانية التى أفصحت خلال مؤتمر صحفى عقد على هامش بورصة برلين الدولية للسياحة عن قيامها بتدريب رجال الأمن المصريين على أحدث الأجهزة الأمنية التى تم تركيبها أخيرا فى مطارات الغردقة وشرم الشيخ والقاهرة.. بل انها اعلنت ان هذه المطارات تخضع لمراقبة الكترونية دقيقة..


زيادة الطلب على شرم الشيخ

هذه التصريحات قضت بلا شك على خوف بعض السائحين وقطعت الشك لديهم باليقين فازداد الطلب على مصر.. مما دفع بمنظمى الرحلات الى التعاقد مع شركات طيران لزيادة أعداد الرحلات خلال الموسم الصيفى المقبل.

ولكى تستحوذ مصر على حصة تركيا من السوق الألمانية فإنه يجب على قطاع السياحة دراسة هذه السوق جيدا لمعرفة طبيعة توجهاته وكيفية اختياره المقاصد السياحية التى سيقضى بها إجازاته، ومعرفة التوقيتات التى يختارها عند اتخاذ قرار السفر. هذه المعلومات سوف تساعد بكل تأكيد صاحب القرار السياحى فى اختيار توقيتات صحيحة لإطلاق الحملة الترويجية وكذلك اختيار الأسلوب الأمثل لتحفيز منظمى الرحلات او شركات الطيران على زيادة رحلاتهم الى مصر.



48% من الألمان يفضلون منظم الرحلات

وهنا فقد أعد اتحاد منظمى شركات السياحة الألمانى DRV واتحاد شركات «الأون لاين» دراسة تقول ان 78% من الألمان يسافرون سنويا الى الخارج منهم 25% يسافرون عن الطريق التعاقد مع منظمى الرحلات.. و23% عن طريق منظمات وهيئات سياحية.. مما يعنى ان 48% من السائحين الألمان يسافرون الى الخارج عن طريق التعاقد المباشر مع منظمى رحلات ..الأمر الذى يدفعنا الى التفكير جديا فى السياسة التحفيزية التى تم وضعها أخيرا والتى اقتصرت فقط على تحفيز شركات الطيران.

وتقول الدراسة ايضا ان متوسط انفاق السائح الألمانى فى الرحلة الواحدة يصل الى نحو 984 يورو ويرتفع هذا الرقم الى 2070 يورو حال قيامه بقضاء رحلاته على متن فندق عائم..وهذا يدفعنا الى التفكير فى إطلاق حملات ترويجية مكثفة تجتذب هذه الشريحة الى مدن الصعيد فى جنوب مصر، حيث رحلات الفنادق العائمة التى يزورون خلالها معالم الحضارة الفرعونية القديمة المنتشرة بطول نهر النيل والتى يصفها العالم برحلة الأحلام.. وهنا اكد لى أحد خبراء السياحة الألمان المتخصصين فى هذا النوع من السياحة ان هذا المنتج وحده من الممكن ان يجعل مصر أكبر دولة سياحية فى العالم لتفردها به على مستوى العالم.

واوضحت الدراسة ان 15% فقط من الألمان يفضلون اختيار الرحلة عن طريق «الأون لاين» وهنا يقول نفس الخبير الألمانى انه على مصر ان تستمر فى الاعتماد على منظمى الرحلات. وأشارت بورصة برلين ايضا فى حلقاتها البحثية الى انه على الرغم من الحوادث الإرهابية الأخيرة إلا ان معدلات السفر زادت من السوق الصينية بنسبة 18%.. ومن امريكا بنسبة 7% واوروبا بنسبة 2.5% وانجلترا بنسبة 6% والمانيا بنسبة 4%.. وهذه الارقام تفسر طلب الرئيس عبد الفتاح السيسى من قطاع السياحة التوجه الى الصين للترويج للمقاصد المختلفة والحصول على نسبة عادلة ترفع من نسب الإشغالات الفندقية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق