رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الناقد د. أحمد مجاهد: العمل الإدارى عطلنى عن الكتابة النقدية لكنها «تضحية» لابد منها

داليا حسنى
د. أحمد مجاهد
جذب الحديث عن المناصب التى شغلها د. أحمد مجاهد اهتمام وسائل الإعلام بعيدا عن كونه ناقدا أدبيا له مكانته، فكانت الأنظار تتجه دائما نحوه كرئيس للهيئة العامة لقصور الثقافة أو الهيئة العامة للكتاب، لكن حوارنا معه اليوم مختلف، فنحن هنا نحاور د. مجاهد الناقد الأدبى.. فقط.

بعد رسالتك للدكتوراه عن صلاح عبد الصبور، استعد الوسط الأدبى لاستقبال ناقد مبدع، لكنك فاجأت الجميع بالانخراط فى العمل الإداري. كيف تأثرت كناقد بالانشغال بالعمل الإدارى طوال هذه السنوات؟

أعترف بأن العمل الإدارى عطلنى عن الكتابة النقدية، فالعمل الإدارى «تضحية» مهمة جدا، ولابد أن يضحى النقاد والمثقفون والمبدعون إذا أتيح لهم عمل إدارى يخدمون به تخصصهم، ولكنى كنت حريصا على استمرارى فى التدريس بالجامعة طوال سنوات انتدابى فى وزارة الثقافة.

حينما كنت معيدا بكلية الآداب جامعة عين شمس كنت مقربا من الناقد الراحل د. عز الدين إسماعيل، فماذا استفدت منه؟

رغم أن الدكتور عزالدين اسماعيل لم يشرف على رسالتى فى الماجستير أو الدكتوراه فإنى كنت حقا تلميذا مقربا منه. لقد سعدت فور تخرجى أن قد تم اختيارى للعمل سكرتيرا لتحرير مجلة فصول التى كان يرأس تحريرها د. عز الدين، فكنت أراجع مقالات كبار الكتاب والنقاد، وكنت أحضر الاجتماع الأسبوعى مع رئيس التحرير، وكانت مجلة «فصول» بالنسبة لى مدرسة لها دور حقيقى فى صقل خبرتى الثقافية والنقدية.

اعتدنا أن نسمع اتهام الحركة النقدية بالتقصير فى تعاملها مع المنجز الإبداعي.. إلى أى حد تعتبر هذه المقولة صحيحة ؟

إذا افترضت صحة القول إن حركة النقد لا توازى عدد ما ينشر من إبداعات جديدة فهذا حقيقى، لكن يجب أن نضع فى الاعتبار أن الإبداعات الجديدة المنشورة أصبحت أكثر من طاقة البشر، وليس كل ما يُنشر جديرا بالنقد، كذلك فإن المساحات المتاحة للنقد فى الصحف والمجلات محدودة. فأين يمكن أن ينشر الناقد كتاباته عن الأعمال الإبداعية؟

دراستك فى الماجستير كانت فى «البنيوية» (أى بنية النص الأدبى) وفى الدكتوراه فى «السميولوجية» (أى علم العلامات والظواهر تطبيقاً على الأدب) فهل ترى أن المناهج الغربية ارتفعت بحركة الأدب العربى أم انخفضت بها؟

دائما أقول إن لى شرف عدم الانبهار بالمناهج الغربية. فرغم أنى درستها واستفدت منها، ولكنى لم أكن مسلوب الإرادة والعقل فى أثناء مراجعة هذه المناهج، بل حاولت بقدر المستطاع التوفيق بينها وبين الخصائص الجمالية لإبداعنا ولغتنا العربية، كما اختلفت مع أشياء جوهرية فى التفاصيل لا تتفق مع الجماليات العربية.

كتب النقاد 68 مقالا نقديا فى فترة وجيزة عن أحد الدواوين الشعرية، وقد انتقدت ذلك بشدة، أليس هذا العدد دليلا على نجاح الديوان؟

هذا ليس دليل نجاح، فدليل نجاح الديوان أنك تجد أحدا يحفظ منه قصيدة أو بيتا يردده الناس، فهناك فرق بين الترويج الإعلامى لشاعر, سواء عن طريق وسائل الإعلام أو المقالات النقدية، وبين الترويج الفنى والأدبى الحقيقى وهو أمر بيد الجمهور مع احترامى للنقاد.

بعد فوز الشاعر الغنائى الأمريكى «بوب ديلان» بجائزة نوبل للآداب انتقدت عدم اهتمام مصر بشعر العامية، فما وجهة نظرك فى ذلك؟

لم أنتقد عدم اهتمام مصر بشعر العامية, لأن ما يطبع من دواوين فى شعر العامية الآن أكثر مما يطبع من دواوين شعر الفصحى، وعدد الأصوات الشابة الواعدة فى شعر العامية أكثر منها فى الفصحى؛ لكنى انتقدت فقط الموقف الأكاديمى من شعر العامية. فتدريس الإبداع العامى فى جامعاتنا لا يتم إلا من خلال المأثورات الشعبية أو الفلكور، لكن الطلبة يتخرجون فى أقسام اللغة العربية دون دراسة شعر الأبنودى وصلاح جاهين وفؤاد حداد وغيرهم. حتى الدراسات العلمية المُحكَّمة التى تكتب عن شعر العامية لا يعتد بتقديمها فى لجان الترقيات التى لا تعترف إلا بالدراسات حول الفصحى. كل هذا بالرغم من أن العامية ليست ضد الفصحى، ولا يمكن لأى لهجة عامية أن تنال من الفصحى، وإذا راجعنا بدايات من كتبوا بالعامية فنجدهم قد فعلوا ذلك ترويجا لفكرة القومية العربية، وأنا اطالب بالتعامل مع شعر العامية من هذا المنطلق.

كتابك «خارج السياق» عبارة عن قراءات نقدية لمقالات متعددة المواضيع, و هو يختلف عن كتبك الأخرى التى تعتمد على وحدة الموضوع، فأى الأسلوبين أفضل للقارئ من وجهة نظرك؟

هذا يتوقف على نوعية القارئ، فالكتاب ذو الموضوع الواحد أنسب للقارئ المتخصص، أما القارئ غير المتخصص فى الأدب فالأنسب له أن يقرأ المقالة، وأن يكون المقال مكثفا ولغته قريبة منه، وكتاب «خارج السياق» حقق نجاحا على مستوى القارئ غير المتخصص لأنه فى الأساس عبارة عن مقالات موجهة للقارئ العادى.

كيف كان لـ «خالك» الشاعر فؤاد قاعود دخل فى اتجاهك للدراسات الأدبية؟

لا أنكر فضل الشاعر فؤاد قاعود وتأثرى به، فهو خالى وأستاذى الذى فتح لى مجالا للثقافة والإبداع، وربما يكون ذلك سببا قويا لانحيازى لشعر العامية، لكن قاعود ليس له دور مباشر فى اتجاهى للأدب، إنما بالتأكيد كان لعمل والدى بالصحافة ومكتبته الضخمة المليئة بالكتب والصحف والمجلات أعظم الأثر فى ذلك.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق