أمام الفرن تجلس القرفصاء، أم محمود، ٤٨ سنة، أرملة كي تضع أرغفة البتاو في جوف النار. بعد رحيل رفيق العمر الذي لم يتعد معاشه ٣٦٠ جنيها، وجدت نفسها مجبرة أن تواجه الحياة بخمسة أطفال.
هي اليوم واحدة ضمن فريق عمل يضم ١٥ فلاحة أخرى من برنامج «بلدينى» التابع لمؤسسة دروسوس، والهادف إلى تحسين حياة صغار الفلاحين من خلال مشاريع تنموية، وتوعيتهم بأساليب الزراعة النظيفة.
فقد قررن أن يستثمرن خبراتهن الريفية في عمل الخبز من أجل تحقيق بعض الربح كوسيلة لتغيير حياتهن.
القصة بدأت بتعارف بين سارة بوتشي فلاحة قادمة من إيطاليا و أخرى مصرية هي أم عبد لله و الذي تحول بيتها لمطبخ لإنتاج المكرونة و البتاو في أشكال مواكبة للعصر بهدف تسهيل تسويقها . من هنا يأتي أسم بلدينى الذى يحمل تزاوجا بين العربية(بلد) و إينى (أشياء صغيرة بالايطالية).
و ربما يكون ذلك المشهد هو نقطة أمل فيما يتعلق بأوضاع ٢ مليون فلاحة مصرية تنتجن ما يقرب من ٦٠ % من سلة غذاء المصريين و مع ذلك تبدون منسيات من قبل قانون العمل المصري الصادر عام ٢٠٠٣ . فالفلاحة لا تتمتع بالحد الأدنى من الحقوق، علي حد تعبير هناء عبد الحكيم، أول رئيسة لنقابة الفلاحات المصريات-تحت التأسيس-و التي تتطلع أن يكون لهن تأمينات صحية و اجتماعية. فبنات كلا من إيزيس، رمز الفلاحة المصرية و إلهة الوفاء و «سخت» ربة الحقول لا يعشن عصرهن الذهبى.
رابط دائم: