«أنا متضايقة ومحتاجة لمهدئ» جملة تطلقها كثير من السيدات نتيجة ضغوط الحياة ومشكلاتها التى تواجهها سواء فى العمل أو المنزل أو مع الأبناء ومتطلبات كل منهم. فهل يقوم المهدئ حقيقة بهذا الدور فى تحسين حالة المزاجية؟
توضح مروى المسيرى أستاذ الطب النفسى المساعد بطب عين شمس أن كلمة المهدئات هى الكلمة الدارجة التى يطلقها كثير من الناس على الأدوية النفسية، ولكنها فى الحقيقة تسمية خاطئة لأن الأدوية النفسية تضم عدة أنواع منها مضادات الاكتئاب ومضادات القلق ومضادات الدوبامين والمهدئات وغيرها من الأنواع، والطبيب هو من يحدد النوع وفقا لحالة المريض، فعلاج الأمراض العقلية مثل الفصام يحتاج لمضادات الدوبامين والتى تختلف كليا عن علاج الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب، كما أن تحديد النوع المناسب لكل مريض وطريقة استخدامه تتم أيضا وفقا لعدة عوامل منها: نوع المرض ومدى شدته وتكراره والأعراض المصاحبة له والعامل الوراثى.
وتضيف: المهدئات هى نوع مختلف تماما عن الأنواع الأخرى، ونلجأ إليها فى فترات بسيطة مع بدايات بعض العلاجات النفسية، وغالبا ما نستغنى عنه بعد ذلك، لأن أحيانا يكون لها أضرار مثل التعود أو الادمان، خاصة إذا أساء المريض استخدامها دون الرجوع للطبيب، وهى ليست دواء معالجا ولكنها تحسن من الأعراض والشكاوى التى يشعر بها المريض، كما أنها تصرف بروشتة خاصة وعليها قيود كثيرة لتحد من استخداماتها على عكس الأدوية النفسية الأخرى مثل مضادات الاكتئاب أو مثبتات المزاج أو مضادات القلق فهى تصرف بشكل عادى من الصيدلية ولا تسبب التعود أو الادمان.
وتؤكد د.مروى أن المرض النفسى مثله مثل أى مرض من الأمراض الباطنية، فهو عبارة عن نقص مواد معينة فى المخ ونعوضها بالعلاج تماما مثل أدوية السكر والضغط والحساسية، والسواد الأعظم منها ليس له أى مشكلات ضارة بالجسم باستثناء بعض الأعراض الجانبية البسيطة لبعض الأدوية والتى يمكن تحملها، كما أن التعب النفسى يؤثر على حياة الشخص لذلك فهو يحتاج العلاج ليعيش حياة أفضل. أما عن الفترة المطلوبة للعلاج فتتوقف أيضا على طبيعة المرض وهل هى المرة الأولى التى يصاب فيها أم تكررت الإصابة قبل ذلك، وتشير إلى أن الغالبية العظمى من الأشخاص تتعافى فى المرة الأولى للعلاج ولا تحتاج للدواء فيما بعد.
رابط دائم: